حافظ آل بشارة
تأجيل انعقاد اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني حدث غير سار ، أجمع كبار القوم على ان المؤتمر لا ينعقد ما لم تسبقه عملية تفاهم على كل الملفات ، مؤتمر كهذا يعد حركة كواليس للقوى المختلفة تظهر ثمارها على المسرح السياسي لاحقا ، ولكن التفاهم الذي يسبق المؤتمر هو كواليس الكواليس ، او سر الاسرار ، بتصنيف المواقف تجاه المؤتمر هناك فئة تريد الاسراع بانعقاده وانجاح مهمته ، فشعارها الاسراع والانجاح ، وفئة تريد انعقاده بشرط ان يتم التفاهم على كافة الملفات ويبقى المؤتمر مجرد غطاء دعائي لاعلانها ، وفئة ثالثة لاترغب في انعقاده ولا ترغب في الوصول الى حلول فاصلة حتى تتغير ظروف طارئة في الخارج والداخل ، الدولتان الأكثر تاثيرا في مصير العراق وهما اميركا وايران سينشغلان في انتخابات الربيع المتزامنة ، ستكون السماء حافلة بالمفرقعات ، وستفتح ملفات الدعاية الانتخابية في طهران وواشنطن وهي تتناول نقاط خلاف البلدين ، المرشح الاميركي الذي يهمه رأي الناخب اليهودي عليه ان يهدد ايران بالويل والثبور ويحذر من أزمة طاقة بسببها اذا اغلقت مضيق هرمز على خلفية منعها من تصدير نفطها ، ثم تهديد بضربة لمواقعها النووية والبالستية ، وما الى ذلك ، يعقبها الرد الايراني على التهديد الغربي ، رد يصوغه المحافظ والاصلاحي كلا على مقاسه الانتخابي ، حملة اميركا تقوي المحافظين الايرانيين وهم اعداؤها ، وتضعف الاصلاحيين وهم اصدقاؤها ، لكنها ترضي اليهود ، سيكون العراق ورقة في دعاية الطرفين ، فيذكرونه بالاسم في العاصمتين لانه منطقة اشتباك ولا بد من حضورها في الدعاية الانتخابية ، يقول دعاة التأجيل ان البلد الذي يحترم نفسه عليه ان لا يكون مفردة في المعارك الدعائية والاعلامية بين دول تفكر في مصالحها الوطنية ، العراق سيد نفسه وله مصالحه ايضا ، عليه ان يسكت او يتوارى او يهدأ قليلا حتى تنجلي الغبرة ، يقولون : اذا حاول العراق حسم قضايا مهمة في هذه الظروف فسيتعرض الى ضغوط اجنبية ويخسر . المؤتمر الوطني فرصة للقائمة العراقية لتحكي مظلوميتها كلها وتحيي ورقة وعود اربيل وتطالب بتنفيذها ثمنا للتخلي عن السيد طارق الهاشمي وتقديمه للقضاء ، وقد تخلت عنه بالفعل ويتنازع اعضاؤها الآن حول البديل ، ورقة العراقية ستشجع الكرد على ابراز ورقة مطالباتهم المستحقة على السيد المالكي ، هذا المؤتمر كدرس حروف الهجاء فمن رضي ان يقرأ حرف الالف فلن تقف سلسلة قراءته حتى يصل الى الياء ، هذه المطالب الشرهة لا يستطيع المالكي او دولة القانون مواجهتها الا بتوحيد التحالف الوطني ليقاتل صفا كأنه بنيان مرصوص ، ولكن هذا الصف مهدم ويحتاج الى ترميم ، فمكونات التحالف لن تقاتل مع المالكي الا بعد ان يستمع الى قائمة مطالبها هي الأخرى ، لذا يبدو تاجيل المؤتمر ضروريا لتجنب الوقوع تحت تأثير دعاية الخارج ومطالب الداخل ، ولكن متى يحسم الخلاف بين دعاة التأجيل ودعاة الانعقاد ؟
https://telegram.me/buratha