المقالات

بين حق المتهم وحق الضحية /

720 22:08:00 2012-01-20

حافظ آل بشارة

لم يعد ممكنا النظر الى الازمة السياسية الراهنة على انها استمرار لمعركة المصالح فقط ، انها من زاوية نظر اخرى تعد أول اختبار لارادة الدولة العراقية وقدرتها على معالجة مشاكلها السياسية بنفسها ، قضية السيد طارق الهاشمي اول اختبار نتائجه لا تبشر بخير ، تصورت الحكومة انها تتحرك تحت شرعية الدستور والانتخابات وتمارس صلاحياتها ، فعلمت بعد وقوع الازمة ان الدستور والقانون والانتخاب وحب الوطن والقيم العليا امور غير فاعلة حاليا في حياة العراق ، اللبرالي والاسلامي والبعثي والكردي والقومي كلهم ينادون بالدستور ويدعون اليه ، لكنهم عندما تتضرر مصالحهم يتشابهون في مخالفة الدستور وخنقه واحتقاره واتهامه بالنقص ، كل طرف يرى الشرعية معطفا له ويخلعها عن الآخرين ، قضية الهاشمي صدمة كبيرة معبرة عن هشاشة بنية العراق السياسية والقانونية ، خاصة عندما يجري حلها باسلوب مقلوب ، الموضوع قضائي وقد بني على حقائق جديرة بالاهتمام ، ولكن الآن اللوم لا يقع على من ارتكبوا جرائم واعترفوا بها ، بل يقع اللوم على القضاء ويجري اتهامه بالتسييس ، ايهما اخطر ارتكاب جرائم والاعتراف بها أم ارتكاب اخطاء قضائية وسياسية في معالجة الملف ؟ هل يمكن اغلاق ملف جرائم اعترف بها اصحابها بما فيها من خطر ودماء وحرمات والتشبث كل هذا الوقت بأخطاء المعالجة القضائية للملف ؟ مرتكب الجرائم هو الذي يحاسب اولا ثم يحاسب بعده بالدرجة الثانية من حاول تسييس الموضوع . اصبحت حقوق الضحايا غائبة في هذا الملف ، هناك خوف هائل على المتهمين من ان يصيبهم الظلم ! فاصبحت حقوق المتهمين أهم من حقوق الضحايا ! وبسبب هذا الخوف يجب الغاء وشطب الجرائم والاعترافات وتسجيلها ضد مجهول ! هذه هي اغرب اختراعات عراق ما بعد الاحتلال ، ومهما اثير من غبار فلا يمكن اخراج الموضوع من دائرة القضاء ، الا ان الهزة التي سببها هذا الملف زعزعت كثيرا من المشاريع والعلاقات والثوابت ، تدهورت العلاقات مع تركيا ، وتصاعد قلق اميركا ، انسحبت كتلة رئيسية من البرلمان والحكومة ، تطويق الأزمة يلزمه مؤتمر وطني ، ثم تأسست حاليا تقاليد خطيرة جدا ، مفادها ان الدولة العراقية تبقى عاجزة مستقبلا عن التعامل مع اي مسؤول تثار حوله اشكاليات تتطلب المقاضاة ، سيكون كبار المسؤولين وقادة الاحزاب محصنين ويفعلون مايشاؤون ، فكل منهم يعد ملكا صغيرا يقضي ولا يقضى عليه ، ويجير ولا يجار عليه . يجب ان يتطور مفهوم الولاء في داخل الكتل والاحزاب والشخصيات حتى يرى كل منهم ان أهدافه تتحقق من خلال الوطن الام مجتمعا وموحدا وليس من خلال كتلة او حزب ، الذي يرى نفسه من خلال حزبه فهو صغير ، الكبير هو الذي يرى نفسه من خلال العراق ، العراق لا يبنيه الا من يؤمن بوحدته ورمزيته ، فهل الاطراف المتنازعة الآن قادرة على استحضار قيمة وطنية واحدة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اين المنطق يا عاقلون؟؟ انشروا حالا يرحمكم الله
2012-01-21
الخطوة القادمه هو أن يتقدم ذوو الضحايا برفع شكاويهم ضد من ذرف دماء ضحاياهم على شرط تكذيب كل شاهد يتهم كبار المسؤولين حتى لو قال أنا القاتل وتحت القسم المغلظ هذا يذكرني بمهزلة عدي ومن قتل اذ خاطب الأب الضروره خاطبه وزير العدل قائلا لا تظلم الولدالحباب فهو ذهب ربماغطاه بعض الغبارالعابر ثم تقدم ذوو المقتول للريس طالبين نسيان الموضوع اذ كلهم بالروح والدم فدوة له ولعدييه الذهب فيا أهل الضحايا تهيأوا وألكم الله او شدوا حيلكم وأقيموا دعاواكم كلها ضد من قتل ضحاياكم بلكن مو الهاشمي بلكن؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك