المقالات

قبل ان تغلق مدرسة الحسين....هذا الفصل !

1128 01:44:00 2012-01-18

هشام حيدر الناصرية

اشترك مؤخرا اكثر من 15مليون انسان في اكبر دورة مفتوحة عرفها التاريخ على الاطلاق . ولازال الجميع يعيش حتى الساعة اثر تلك الاجواء العجيبة التي حولت الاف الكيلومترات الى قرية عربية تخطت بكرمها سمعة قبيلة(طي) حيث مدت سفرة هذه القرية مسافة الاف الكيلومترات بضيافة لم يسمع عنها في قصص الكرم العربي !من سمع عن توسل بالضيف لياكل ولو قليلا ,او لتغسل ثيابه,او لتدلك قدميه ؟؟؟!ولست اريد الحديث اليوم عن تلك الصور التي اجتهدت بعض الفضائيات لابرازها,في حين اجتهدت اخرى لتهميشها وتقديمها بصورة هزيلة دفعتها للامتناع حتى عن بث صور الشوارع المكتظة بالسائرين فتقدم بدلا عنها صورا لمشاة متفرقين هنا وهناك,فضلا عن اخرى تجاهلتها اصلا !ما اريد الحديث عنه جانب اخر !اقول,ان مدرسة الحسين عليه السلام قدمت الكثير من الدروس العظيمة التي لابد ان ننهل منها خلال هذه الدورة العظيمة ومنها الايثار الذي نفتقده للاسف الشديد وتتراجع امامه مميزات مادية كان حري بنا ان نجتنبها, وكمثال اسوقه بين يدي هذه الظاهرة حالة التنافس لاجل الحصول على اكبر عدد من الضيوف الزوار ,وهذا بدوره يخضع لمن يملك وسيلة النقل الكبيرة ,والتفرغ التام,ومن يملك اولادا كبار يتمكنون من الانتشار في الطريق مبكرا لحجز الزوار مما يؤدي الى حرمان اخرين لاتتوفر فيهم تلك المواصفات ولهذا الامر سلبيات كثيرة!منها, ان هذا يصيب الاخرين باحباط كبير وحسرة على عدم التبرك بخدمة ضيوف ابي عبد الله الحسين ع مع تصور انه قد يكون محروما لخلل فيه هو!ومنها, ان ضيافة عدد كبير من الزوار يعيق تقديم افضل الخدمات لهم حيث يضيق مكان راحتهم ومنامهم,ويحتاجون الى الوقوف بالدور لدخول الحمام او المرافق الصحية , وحتى طريقة تضييفهم ستكون ذات صفة جماعية بخلاف تضييف عدد قليل يمكن المضيف من رعايتهم بصورة ممتازة فضلا عن نيلهم قسطا كبيرا من الراحة لقلة عددهم !الامر الاخر,والوجه الاخر لهذا الموضوع , هو النعمة الكبيرة التي تخلقها هذه التظاهرة العالمية ,وهي حالة خلق صلات اجتماعية جديدة في عصر الاغتراب والتفكك الاجتماعي الذي تسعى انماط الحياة الجديدة الى فرضها عبر وسائل الضخ الاعلامي الموجه عالميا,فتتولد علاقات جديدة بين الضيوف والمضيف الذي يطلب منهم ارقام هواتفهم ويبقى على اتصال بهم للاطمئنان عليهم ,ثم يبقى ينتظرهم الى العام المقبل فيتصل بهم مذكرا ومؤكدا على ضرورة ان يكونوا ضيوفه هذا العام ايضا!كما ان البعض يلاحظ ان هناك دولا عديدة تقوم بتدريبات اجلاء لبعض المدن تحسبا لحالات الحرب او القصف النووي او التعرض لاخطار البراكين والزلازل ,فتقوم باعداد امكان طوارىء لايوائهم ,او ترتب لاستضافتهم لدى بعض العوائل في مدن اخرى , ولاتتجاوز اعداد المشتركين في هذه الممارسات الا بضعة الاف ,وليتهم يطلعون على استضافة هذه الاعداد المليونية وبهذه الضيافة التي ابهرت العدو قبل الصديق,فهي اذن ممارسة لابد من الاستفادة منها لحالات طوارىء نسال الله السلامة منها !وقد كشفت هذه التظاهرة عن قاعدة مفادها ان الشعب اقوى من الحكومة , فلو حاولت الحكومة ان تقوم بهذا العمل لما كان بهذه الصورة , كما ثبت ان بامكان الشعب ان طبق حالة التكافل الاجتماعي هذه ان يقضي على الفقر تماما , ولو فطن الناس الى هذه الحقيقة , وعمدوا الى القيام بتظاهرة شبيهة ,ولو بمقدار عشر هذه , لراينا العجب العجاب .ولنستفد من نعمة التعود على الانفاق والتسابق فيه اذ ان الانفاق امر عظيم ليس كل يقوى عليه !ولاهمية الانفاق ولصعوبته على النفس البشرية قال الله تعالى في مدح المؤمنين من الناس بقوله "الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُون"َ .لان المال اعز من النفس عند غالبية بني البشر,هذه حساباتنا,اما حسابات خالقنا فهي على النقيض من ذلك لذا نراه جل شأنه يتعامل مع الموضوع من جهته بطريقة مختلفة فيقول سبحانه "إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ"فتقدم سبحانه في شراء النفس قبل المال !ومن الملاحظات التي لابد من الاشارة اليها ,حالة الانجازات العظيمة التي نراها متجددة مطردة متزايدة من قبل القائمين على العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة ,من اعداد السيارات الخاصة بالعتبة والمخصصة لخدمة الزوار حيث نراها تزداد في هذا العام بفارق كبير عن العام الماضي في حين لازالت (الحكومة)تراوح في استخدام سيارات الحمل الخاصة بوزارة التجارة او بقطعات الجيش او البلدية !كما نلاحظ ازدياد اعداد المضائف الخاصة بالعتبتين المقدستين ,اضافة الى مراكز الايواء العاجلة ,فضلا عن اعداد كبيرة من الحمامات الصحية المتنقلة المنتشرة في كافة طرق ومداخل المدينة المقدسة لتقضي تماما على ازمة كان الزائر يعاني منها دوما دون تدخل الحكومات المتعاقبة!كما لاحظنا ان اكوام النفايات تجتمع في مختلف شوارع كربلاء الا في منطقة بين الحرمين التي ظل عمال التنظيف الخاصين بالعتبتين يعملون فيها على مدار الساعة رغم تزاحم تلك الاعداد الكبيرة في تلك المنطقة ,وما نامله ان تتحول طرق السائرين بفضل الوعي والتوعية الى طرق نظيفة تماما مستقبلا احتراما على الاقل لما يطلق عليها من تسمية (طريق الحسين ع)!اخيرا اقول لقد اثبتت هذه الاعداد المليونية الزاحفة المتزايدة خسارة رهان الاعداء والمنافقين على ثني عشاق الحسين عليه السلام عن السير على طريقه وان عابوا علينا ذلك وشنعوا, وهذا عين مااطلع عليه المصطفى صلى الله عليه واله امير المؤمنين عليه السلام حيث اخبره بما سيجري عليه وعلى ذريته,وعلى ماستعظم به قبورهم وكيف تزار من قبل شيعتهم وفضل ذلك عند الله ثم قال ص (ولكن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم كما تعير الزانية بزناها) !هذا يقول مضيعة للوقت وهذا يقول اسراف واخر يقول لم لانركب السيارة بدل المشي والى اخر هذه الاقوال التي اكل الدهر عليها وشرب !هاجر النبي ص الى المدينة مشيا على الاقدام , ولما تبعه الامام علي ع بالفواطم , تاسى بهجرة النبي وقطع المسافة مشيا رغم وجود الرواكب حتى تشققت قدماه وسال منها الدم !اما الحج مشيا الى البيت الحرام فانه مفخرة تنسبها كل فرقة لائمتها ,فينسب الشيعة الامامية للامام الحسن ع انه اكثر من حج مشيا الى الكعبة , في حين ينسب اخرون لهارون العباسي ذلك مثلا !نقل بعض الثقات عن اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله اجابته على بعض من ساله حول خروج النسوة ودعواه ان العلماء يطلبون من الناس الخروج ثم لايخرجون ولاتخرج نسائهم ,فقال سماحته يشهد الله اننا نخرج , واننا نخرج نسائنا قبل خروجنا!فهنيئا لمن سار على هذا الدرب,ولمن واسى النبي صلى الله عليه واله وامير المؤمنين والزهراء والامام الحسن عليهم السلام بتلك المصيبة بشتى انواع المواساة , من المشي الى كربلاء, الى حمل النساء والاطفال مواساة لزينب عليها السلام , الى تضييف اصحاب هذه المسيرة وخدمتهم!ولن تثنينا مفخخات التكفير , او (خطط الحكومة الامنية) التي اوصلها اجتهادها الى قطع طريق كربلاء من بعد 40كيلومترا واجبار الناس على المسير عدة كيلومترات ثم النقل بعربات الحمل , كما لم تثن الزوار من غير العراقيين عراقيل الحكومة العراقية على الحدود ,او فرض 150دولارا على كل زائر على انها(فيزا) لو ضربت في 500الف زائر لكانت 75 مليون دولار توفر اضخم اسطول بري لنقل الزائرين ,ولكن مانقول لحكومة (عجزت) عن بناء مطار في كربلاء , رغم نجاح عبد الحسين عبطان في بنائه في النجف رغم انفها؟؟!!

هشام حيدرالناصريةhttp://husham.maktoobblog.com/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2012-01-22
تعليقي يختصر على احد الحلين 1- اما ان تكون وزارة مختصة كما ذكرها سماحة الشيخ الصغير ونطالب برد من مجلس النواب وراسة الوزراء على ذلك فورا واما 2- تخصيص مبلغ محدد من قبل عشاق الحسين روحي له الفداء عن كل فرد داخل وخارج العراقصغير وكبير ويشمل حتى العلماء بدل اموال الحكومة المشبوهة التي قد عبىء على الحسين (ع)وعشاقه وبهذا تكون حلال 100% واما الشارع المتبقي من عدم تبليطه انا افضله يبقى لكي يتعفر الزائرين بترابه تبركا وايمانا منا بهذه الرمال المباركة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هشام حيدر
2012-01-19
لو دققت في العنوان جيدا لتنبهت ايها العزيز اىل ان الاغلاق لهذا الفصل(زيارة الاربعين لهذا العام) لا للمدرسة التي لن تغلق ابوابها باذن الله تعالى!
محمد أبو النواعير
2012-01-19
مقال رائع جدا اخينا العزيز هشام و ويشهد الله أنك قد لمست الجروح ونطقت بالحق , بارك الله بك اخي العزيز ...
باسم التميمي
2012-01-19
كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء . قد يكون المقال جيد ولكن عنوانه خطأ فمدرسة ألأمام الحسين لم ولن تغلق ما دارت السنون وألأيام وسيبقى كل يوم عاشوراء و تبقى كل أرض كربلاء وننهل منهما كل خير وعزة واباء ونبذل في سبيلهما كل تضحية وفداء وسنبقى نهتف نحن أنصار العقيدة وللمجد نضمن رصيدة وما نعوفك يا سيدي يا أبا عبد ألله لو ألف موتة نموت .
المغترب النجفي / كندا
2012-01-19
مقال يستحق التقدير والتفاته جيده من الكاتب العزيز وبالنسبه ماتفضل به الاخ محمد ال عيسى وبدل فرض رسم 250 دينار ضريبه نجعلها تبرعات افضل لشراء اليات نقل الزوار وهيه فكره ممتازه وكذلك اشكر ومن قلبي الاستاذ عبد الحسين عبطان لانه هو من سهر الليالي على بناء مطار لزوار ابي عبد الله الحسين (ع) وهو اول شخص من شرع بانشاء طريق ياحسين من النجف الى خان النص وهذه الحدود الاداريه للنجف والباقي الى حد الان لم يكتمل الطريق المتبقي الى كربلاء بسبب عقلية وافكار الحزب الذي يحكم كربلاء واتمنى ان يكتمل طريق ياحسين(ع)
هشام حيدر
2012-01-18
الاخ محمد ال عيسى تريد ان يفرض رسم على زيارة قبر الحسين ع؟ الايكفي ماتفرضه الحكومة على الزوار من غير العراقيين من فيزا باهضة ؟ الاولى ان تطالب الحكومة بمبالغ الفيزا هذه وبما يعود على الدولة من عملة صعبة فضلا عن وجوب تخصيص مبالغ مناسبة من الموازنة العامة تتناسب مع مكانة وضخامة الحدث!
محمد آل عيسى
2012-01-18
لو قامت العتبتان (ونحن لا نشك في نزاهة ووثاقة القائمين عليها ) بإستقطاع رسم زيارة بأقل عملة نقدية في البلد وهي 250 دينار عن كل شخص مع إعفاء الأطفال والمعوزين لكان المبلغ المتحصل من خلال زيارة الأربعين هو ما يقارب ثلاثة ملايين ومائة وخمسة وعشرين ألف دولار عدا باقي الزيارات اليومية والموسمية ولأستطاعت العتبتان بذلك توفير الأسطول الذي ذكره الأستاذ هشام حيث أن المشكلة الوحيدة التي لم تحل هي وسائل النقل
المهندسة بغداد
2012-01-18
اثرتم نقاط جيدة وصدقا بحاجة الى ترتيب وتهيئة منذ الان للاربعينية القادمة من حيث تهيئة الشوارع ووسائط النقل والتنسيق بين المحافظات بشكل اعلى مستوى رغم ان كربلاء سجلت نصرا وجهدا لامثيل له في استقبال الحشود لكن نريد من الحكومة ان تساند لماذا كل هذا التجاهل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك