المقالات

ما أحلى الموضوعيه

761 19:09:00 2012-01-16

سماحة السيد حسين الصدر

ما أحلى الموضوعيهكان لخطاب ملك اسبانيا ، بمناسبة أعياد الميلاد صداه المدّوي ، فلقد طرح مسألة تساوي المواطنين أمام القانون ، وهي مسأله مكفولة دستورياً وقانونياً ، ولكنها في كثير من الأحيان لا تعدم من يلتف عليها متى ما مَسّتْ القريبين أو المقربيّن من رموز السلطة ...!!ان قضية زوج ابنة الملك (اينياكي أوردانغارين ، المتهم بالاختلاس ، كانت ماثلة في أذهان الاسبانيين ، وحين جاء تأكيده على أن ( الجميع متساوون أمام القانون ) ، أثار ذلك موجة من الارتياح على المستويين الشعبي والرسمي .لقد نشرت صحيفة ( الموندو ) الاسبانية استطلاعاً شارك فيه (15341) شخصاً ، أكد فيه 81 % منهم تأييدهم لما تطرق اليه الملك الاسباني في خطابه حيث قال :{ اننا جميعاً ، وخاصة أولئك الاشخاص الذين يتحملون مسؤولية عامة ، من الواجب ان تكون تصرفاتنا مناسبة ومثاليهواذا ما حدثتْ تصرفات خاطئه مخالفة للقانون أو الأخلاق فمن الطبيعي ان يكون هناك رد فعل من قبل المواطنين .ولحسن الحظ فنحن نعيش في دولة يسود فيها القانون وان اي تصرف غير صحيح لابُدَّ من محاسبته وانزال العقوبة بمقترفه حسب ما ينص عليه القانون ، فالجميع متساوون أمام القانون )ورغم ان هذه الكلمات لا تحمل جديداً للأسبان الا أنهم استبشروا بها ايما استبشار ، حتى قيل: ( ان الملك على مستوى الأحداث ) ، اشارة الى ما ينتظر صهر الملك ( اوردا نغارين ) من مساءلة وملاحقة قضائية ان مشاعر الشعوب في القضايا الخطيرة تكاد تكون متطابقة بالكامل فليس ثمة من فوارق بين الشعب العراقي المبتلى بالقراصنة واللصوص والناهبين للمال العام ومبرمي العقود والصفقات الوهمية وبين الشعب الاسباني المستاء من صهر الملك المتهم بالاختلاس .ان المحاصصات السياسية والحزبية والطائفية والقومية والمناطقية قادت الى مطبّات رهيبة ، عصفت بالبلاد والعباد .يكفي مثلاً ان يكون فارس الاختلاس واهدار المال العام من فرسان بعض الجهات ، ليبقى في مأمن من ان تهب عليه رياح المساءلة والملاحقة !!والشواهد والأمثلة على ذلك معروفة للجميع ، ولا نُريد ان نذكر الاسماءان رائحة النهب للمال العام تزكم الانوف ،ومن الصعب ان تجد مرفقاً من مرافق الدولة قد نجا من براثن تلك العصابات المتستره بالعناوين الكاذبه، والمستنده الى الدعم الخفيّ للسلطويين .انني على يقين، أنّ المسؤول العراقي الكبير ،الذي يبدأ بعملية التطهير لمكتبه وحاشيته من عتاة اللصوص ، سيحفر موقعه المتميّز في قلوب الناس جميعاً ، وسيكون له النصيب الوافي من التقدير والاحترام ...وهو في ذلك يثبت نقاءه وبُعده عن التلوث أولا .وبرّه بقسمه في الحفاظ على المصالح الوطنيه ثانياً .وموضوعيته وانتصاره على الذاتية ثالثاً .ونزعته المُحبّه لارساء دعائم الدولة العراقية على العدل واحترام القانون رابعاً .وكل ذلك على درجة كبيرة من الأهمية ،ويمكننا القول :انه سيصبح ( القدوه ) والمثل الذي يُحتذى ،وليس مجرد شاغل لأحد الكراسي الرسمية .والسؤال الان :متى سيفوز العراق بمثل هذا الابن البار، الذي سيقلب كل المعادلات المهزوزة والاوضاع المنحرفه ؟لقد آن الاوان لبروز هذا "البطل " العراقي الذي ترتقب اطلالته الجماهير العراقية كما ترتقب اطلالة هلال شوّال .لقد أوشك اليأس ان يملأ القلوب بعد ان خابت الظنون ،وبْحّت الأصوات المناديه بمحاسبة المفسدين ، لكن دون جدوى ، ودون ان تتغير الأحوال ، ان لم تزد سوءً وبؤساً ولماذا يبقى العراق بعيداً عما تشهده المنظومة الدولية من أجراءات وممارسات بحق المفسدين والمختلسين ؟ان الكروش المتهدلة على حساب الجياع والمستضعفين لا تعرف الرحمة، ولن تشعر بوخز الضمير ، فلا بُدَّ من العقاب الصارم الرادع الذي يحول بين أصحاب النفوس المريضة وبين جرائمهم اللئيمة المنكره انّ الاعمال لا الاقوال هي المحك وهي الفيصل ..فمتى يُشرق صُباح العدل ،والارادة الحرّة الوطنية ، التي تنتصر للعراق وأهله من الابالسة ومصاصي الدماء الذين جعلوه يتصدر قائمة الدول الغارقة في بحور الفساد المالي والاداري ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زائر
2012-01-26
هذا ما نتمناه سيدنا
قاسم بلشان التميمي
2012-01-21
سماحة السيد حسين الصدر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الولد البار الذي تحدثت عنه في مقالك هل تتوقع ان يأتي قريبا؟ وتساؤلك متى يشرق صباح العدل والارادة الحرة الوطنية حقيقة لا اعرف ما الذي تريد ان توصله او تقصده اتمنى لو تكتب مقالا عن هذا الموضوع. ولك مني الف تحية سيدنا الجليل وحماكم الله من كل مكروه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته قاسم بلشان التميمي
محمد
2012-01-19
سماحة السيد ... بارك الله لكم على هذا المقال ... لقد انكشف سياسيوا لنا وسوف لن نلدغ من نفس الحفره ولكن طالماسالت نفسي بالقول اعجزت يابلدي ان تلد الاحرار الذين يؤثرون مصالح الناس على مصالحهم .. اين الشرفاء .. اين !!!!!
احمد ابراهيم
2012-01-17
لابد من التغيير لقد كان اختيار الشعب غير موفق نتمنى ان يظهر الشخص المناسب ليسود العدل بين المواطنين ولنعيش مرحلة هادئة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك