محمد الركابي
هي اسباب عديدة فمنها اقتصادي ومنها جغرافية ومنها زراعي ولعل ابرزها الموقع الذي يقع فيه مما جعله محل طمع لقوى الاحتلال وعلى مر العصور التي عرف خلالها احتلال بعض الدول القوية لدول اخرى اضعف منها كما ساعدت الانظمة العميلة التي تعاقبت على حكم العراق تلك القوى على تواصل احتلاله وعلى مر عقود طويلة , ان موضوع احتلال العراق ليس من باب البحث التاريخي للموضوع بقدر ما هو البحث في الاسباب التي جعلت تلك القوى تأن على ذلك الاحتلال وعلى القدر الذي تحقق لها من ذاك الاحتلال وخاصة وانها وجدت ان العراق بلد غني ويتمتع بموارد عديدة وكل ما يحتاجه هو تنمية تلك الموارد ومعرفة كيفية استغلالها بالطرق الصحيحة ولكون ان الحكومات التي تعاقبت على حكمه كانت ضعيفة وليست على اطلاع ودراية كافية في ادارة تلك الموارد بالشكل الصحيح لذلك فأن تلك قلة من الدراية قد ساعدت القوى على التدخل في شؤونه الداخلية وبالتالي التمهيد للاحتلاله واستغلال موارده وامتصاصها من افواه ابناء الشعب .وللخروج من البحث التاريخية والدخول في صلب الموضوع فأننا اليوم نرى اهمال واضح لأغلب موارد العراق وخاصة الصناعية منها اذا ما استثنينا منه انتاج النفط واما باقي الصناعات الاخرى فهي غائبة ومهمشة بالنسبة لحكومتنا ايامنا اضف الى ذلك جوانب الزراعة والسياحة حتى بات العراق اليوم سوق لتصريف البضاعات ذات المناشئ الرديئة في حين انه لدى العراق منتوج وطنية افضل بكثير مما يستورده التاجر العراقي من الخارج وكل ما يحتاجه ذاك المنتوج هو الدعم الحكومي ليس الا وبشهادة كثير من الدول المجاورة ان المنتوج العراقي يتمتع بسمعة طيبة وعالية في اسواقها المحلية والسبب هو جودة المنتج وليس من باب الحصر وانما التذكير ببعض تلك المنتوجات الوطنية والتي تشهد اهمالا واضحا من الحكومة (الاسمنت - الزجاج - الكبريت - الفوسفات - الاسمدة الكيماوية ) وغيرها من المنتوجات الاخرة التي اذا وجدت يدا ترعاها فأنها تكون لها حصة كبيرة في واردات ميزانية الدولة بدل الاعتماد التام على انتاج النفط وبناء الميزانية بكافة مسمياتها على ذاك الانتاج مع العلم ان الانتاج الزراعي لو وجه له ما نسبته 1% من الاهتمام الموجه للقطاع النفطي لكان واقع ذاك الانتاج يختلف تماما عما عليه اليوم مع العلم ان قوى سياسية قد نبهت مرارا وتكرارا لاهمية هذا الموضوع ولطالما تطرق رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم لهذا الموضوع في الملتقى الاسبوعي الذي يءعقد في مكتبه بغداد .ان استمرار الاهمال للقطاعات الاخرى قد يكون مدعاة لعودة تفكير قوى الاحتلال من جديد بالعراق وما يملكه من موارد وخاصة ان الاهمال قد يوجه الفكرة لوجود حكومة ضعيفة تحكم العراق وبالتالي عودة فكرة الطمع من جديد بالعراق ...
https://telegram.me/buratha