المقالات

كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء

4559 06:02:00 2012-01-16

حسين مجيد عيدي ميسان -كميت-

لقد تصدى الكثير من المهتمين بشؤون السياسة والتاريخ لان يجعلوا من مفاهيم ثورة الحسين مواضيع للبحث والدراسة والتحليل فصدرت العديد من البحوث والكتب التي تناولت مدرسة عاشوراء ومعركة ألطف وسر خلودها إن سر الخلود والتجدد لكربلاء الحسين(ع) تكمن في كونها في ضمير ووجدان وقلوب الأحرار ولم يخرج من مشاعرهم وأعطى شحنات إيمانيه تنتقل من جيل إلى جيل لايستطيع احد أن ينتزعها وتتسع ولا تقف عند حد معين فبقى الحسين محفوظ بالصدور والسطور وأصبح رمزا ومنهلا ينحو نحوه الظامئون من كل الأجناس والأديان ليغترفوا من عذب ماءه فالحسين(ع) عطاء وتألق وقدوه وبطوله وكرامه وانجاز وموقف وعزه وتضحية وفداء وفكر لايموت ومدرسته مدرسة المبادئ والحكمة والبصيرة وكيف لا وهو من شجرة مباركه أصلها رسول الله (ص) وفرعها فاطمة الزهراء سيدة نساء العلمين ولقاحها علي أمير المؤمنين (ع) وثمارها الحسن والحسين تربى عليه السلام على نهج ابيه وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو القدوة والاسوه وماكان للرسول فهو له إلا ألنبوه حتى روي عن بعض الصحابة قال انه حين يدخل الإمام الحسين عليه السلام المسجد وهو معتم ظننا وكأن النبي قد بعث من جديد وقال احدهم ( لو يعلم الناس عن الحسين مانعلمه نحن لحملوه على رقابهم ) وعلى مر ألازمنه أرادوا الطغاة أن لايبقى للحسين ذكرا لكن بقيت تلك الذكرى مدوية وتيار لايموت وثورة ملتهبة لاتنطفىء أبدا فالحسين تعدى مكان الحادث وتمرد صوته على التراب وانطلق وتألق وأصبح معلم من المعالم الواضحة في ألامه ولواء لمن يريد أن يسلك طريق ألعزه والتضحية في سبيل الله لقد تحرك الحسين (ع) في نطاق حركة جده تلك الحركة الانسانيه التي هدفها اصلاح امة جده رسول الله (ص) و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسير بسيرة ابيه علي عليه السلام لذا فان الحسين ملك لكل الأحرار والثوار ولا يمثل فئة خاصة لأنه ابن رسول الله ورسول الله للجميع فالحسين لكل مسلم مجسدا المثل الاسلاميه العليا وواقفا بوجه الظالمين من اجل أن يعيد الجذوى للأمة الاسلاميه وإيقاف الامتداد الأموي الذي أراد أن يمتد من جديد . وكان سلوك الإمام (ع) في معركة ألطف مليئه بالكمالات الانسانيه وكان مرغما عليها لأنه كان أما أن يقبل الذلة ويبايع من كان يلاعب الكلاب والقرود والفهود وشرب الخمر ومرتكب الآثام ويتحمل مسؤولية تلك البيعه أمام الله ومثل الحسين لايمكن أن يذل وهو القائل ((فوالله لااعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر لكم إقرار العبيد)) اوخيار المواجه مع أعداء الله ورسوله فاختار المواجهة من اجل استقامة وتثبيت الدين بعد أن ألقى الحجة على الأذهان القاصره ورغم ذالك فقد استخدم الإمام (ع) عنصر الإقناع أمام أعداءه فاستعان بالمبررات والعبارات والتذكرة إلا إنها بقيت لااثر فيهم ولم ينفعهم ذالك فكان عليه السلام أشفق عليهم من أنفسهم لأنه يدرك بان أعداءه سيدخلون النار بسببه وبعد تحطم كل هذه الآمال فصار القرار للسيوف وكانت معركة الطف بين الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه النبلاء وبين يزيد عليه اللعنة واصحابه الاذلاء والذي افتتح دولته بقتل سيد شباب أهل الجنة ورفعه الراية ضد أهل البيت فستذله وتلعنه الأجيال على مدى التاريخ لأنه من سفك الدماء الذي ارتوت بها ارض الطفوف . ولو كان يدرك بان الحسين شهيدا هو اخطر عليه من الحسين حيا لما فعل ذالك والأيام قد ثبتت ذالك فالسيف الذي قتل به والقوم الذين استباحوا دمه الطاهر وظلموه إنهم على اثر القوم الذين استباحوه دم أبيه عليه السلام وان اللذين يقتلون الآن من شيعته هم على اثر القوم الذين استباحوا دم الحسين في كربلاء وظلموه ظنا منهم إنهم قادرين على إنهاء عاشوراء الحسين وكربلاء الحسين وتاريخ الحسين ولكنهم اصطدموا بصدور لاتلين وقلوب مليئة بحب الحسين وما زادهم ذالك إلا سموا وشموخا وتحديا وما أصاب أعداءهم إلا الهلع وهم ينظرون إلى الملايين من المسلمين وهم يمشون حفاة من اجل زيارة مرقد الإمام الحسين (ع) والذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ((حسين مني وأنا من حسين حسين سبط من الأسباط)) ولكن هناك من أئمة الكفر والظلاله أمثال الوهابين والتكفيريين لم يتعاملوا مع هذا الحدثالتاريخي من مصادره الثابتة كالقران وألسنه النبوية أو النسب أو العقل وإنما تعاملوا مع الحدث وفق متبنياتهم وما يحبون ووفق لموازين ومعايير ظاله كافره تعبر عما يحملونه منحقد تجاه أهل بيت النبوة عليهم السلام . فكتاب الله نهى عن قتل النفس المحترمة متعمدا فما بال من يقتل ابن بنت النبي وينتهك حرماته متوهمين هؤلاء أصحاب العقول العفنة والضمائر الميتة إنهم بأفعالهم الهمجية وفتاويهم الهزيلة وسياراتهم المفخخه وعبواتهم الناسفه أن يمحو اسم الحسين من ذاكرة الأجيال لان الحسين في ضمائر وقلوب ووجدان كل الأحرار في العالم وهو يمثل الانسانيه جمعاء فهو يمثل ألشيعه وألسنه والنصارى وكل الأمم إذن أن يفهم من لاعقل له إن حرارة قتل الحسين باقية في قلوب المؤمنين لايطفئها أتباع يزيد وشيعة آل سفيان ولا ابن تيميه وابن ألباز من أئمة النفاق والقتل وسيبقى الحسين رمز الشموخ والكبرياء مهما فعل أعداء الله والتاريخ القريب يثبت ذالك فعندما حاربوا الحسين ومنعوا الناس من زيارته وهدموا قبته الشريفه والسجون امتلأت بشيعته فماذا حصدوا من أفعالهم الدنيئة غير الذل والهوان وأين هم الآن وأين الحسين الآن فقد بقي خالدا وقبته الشريفه تزهو والملايين من انصاره وشيعته تطوف حوله وهم يهتفون ((ابد والله يازهراء ماننسى حسيناه )) فبقيت المبادئ والشعارات التي استشهد من اجلها عليه السلام وبقيت الثورة مدرسه الفضيلة ومكارم الأخلاق وستبقى كربلاء كعبة القلوب . فهنيئا لأصحاب الحسين الأخيار الأبرار الذين طلقوا حرائرهم واستأنسوا بالمنية من اجل نصرة ابن بنت نبيهم وقاتلوا قتال البطال دون الطيبين من آل محمد حتى قال فيهم عليه السلام ((لااعلم أصحاب أولى وأخير من أصحابي)) . واللعنة الدائمه على الظالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين مجيد عيدي -ميسان-كميت
2012-01-19
حسين مجيد عيدي – ميسان كميت صحيح منطق التاريخ يقول إن الحسين سقط شهيدا على ارض الشهادة ارض البطولة والعطاء وأسيل دمه على الرمال أللهبه في يوم العاشر من محرم إلا إن منطق العقل والعبرة يقول إن الحسين ولد في هذا اليوم فاصبحت ارض كربلاء كعبة الاحراروالثوار فقد تعدى الحسين عليه السلام مكان الحادث وتمرد صوته على التراب وانطلق وتألق وأصبح الثوره مدوية وتيار لايموت وملتهبة لاتنطفىء واصبحت معلم من المعالم الواضحة في ألامه ولواء لمن يريد أن يسلك طريق ألعزه والتضحية ضد الطغاة والظالمين . فما دام هناك حق وباطل وطغاة واحرار وخير وشر في ارجاء المعموره فان كربلاء باقيه وعاشوراء مستمره في كل زمان ومكان ومن هنا اراد الطغاة من الوهابيه ان لايبقى للحسين ذكر ظننا منعم انهم قادرين على انهاء كربلاء وعاشوراء الحسين ولكن هيهات منا الذله
مجيد الطائي
2012-01-19
نعم كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء اذ نعتقد جميعاً أن خروج الأمام الحسين كان يمثل القمة لمصاديق الصراع بين الخير والشر حيث أ الأمام الحسين عليه السلام الحق المطلق والصراع بين الخير والشر قائماً منذ بدأ الخليقة حتى يرث الله الأرض ومن عليها , ثم علينا أن ندقق بيما نسمعه ومايقال لنا حيث أولاً لم يثبت أن هذا القول هو من نتاج بني أمية ولنفرض هو كذلك فما هو المانع من أن نستخدمه لنعلن رفضنا للظلم الأموي ولغيره حيث أن أئمتنا استخدموا مقولة ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاُ عظيماً وهو قول المنافقين في القرآن و
حسين مجيد عيدي
2012-01-18
ان الحسين (ع) مشعلا متوهجا عبر الدهور يبهر الأبصار بنورانية عطائه صارخآ بوجه الطغاة على مر السنين بعدم شرعية سلطانهم ومحفزآ لعشاق الحرية للوقوف بوجه الداعين لأستعباد العباد وأغتصاب البلاد فالحمد لله تعالى أولآ وآخرآ على منته بك علينا وعلى الأنسانية جمعاء كرمز تمرد على قيود العشيرة والدين والبلد والزمان والمكان فراحت نهضته شاملة للنوع الأنساني كله داعية لكل البشر وفي كل زمان ومكان للتمرد على الطغاة ورفض القيود والتحرر من عبودية الظالمين ومن هنا جات المقولة الخالدة كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء
ابوحیدر النائب
2012-01-18
لایوم کیومك يا أبا عبد الله - انا شخصيا عندي تحفض كبير علي عنوان المقال ، لا ادري بالضبط من اين جائت هذه المقوله لايوم كيومك يا اباعبد الله حيث ان الامام الحسن قال لايوم كيومك يا ابا عبد الله وايضا لايمكن القبول بان كل ارض هي كربلاء وكل يوم هو كربلاء وانا اتصور انه كلام غير دقيق و خاطئ وعلينا الا نستفاد منها واذا كان اي شخص يستطيع ان يقول من اين اتت هذه ومدي صحة هكذا كلام فليتفضل وشكرا
المنسي
2012-01-18
اخي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدني ً مداخلتك الجميلة المطعمة بألأيمان ألثابت وفقك الله لكل خير وأشكرك كثيراً لمثل هذه الكلمات الجميلة النيرة التي خرجة من فمك الطاهر حباً منك لنشرمثل هذه المواضيع المؤثرة في النفوس وألمنورة لقلوب المسلمين المؤمنين والمؤمنات فيجب أن نعي اهميتاً لهذه المواضيع النيرة لتكون كبلسم لدواء جروح قلوب المؤمنين فتؤلفوا بين قلوبهم حيث مجتمعنا ألإسلامي بحاجة ماسة لها نعم هذه المواضيع تنزه النفوس وتطهر القلوب حيث أنها مخرجتاً من أفواه أئمتنا وقادتنا الميامين ألأطهار
مواطنه من العراق
2012-01-17
كلا ليست كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء هذا القول قالوه المجرمين بني اميه ليبرروا جرائمهم لان مجزره الطف في كربلاء لاشبيهه لها بل قل لايوم كيومك ياأبا عبدالله ولاارض شبيهه كأرض كربلاء .عن الائمه عليهم السلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك