المقالات

الحب من طرف واحد

737 18:52:00 2011-10-22

عبدالله الجيزاني

في العراق ومنذ تشكيل اول حكومة عراقية سيطرة الاقلية على مقاليد السلطة في البلد،واعتبرت البلد ملك لها ام الاخرين فهم رعايا لهذه الاقلية،وليس شركاء في البلد،وفي زمن نظام البعث الصدامي اصبحت هذه الظاهرة واضحة بشكل كبير،بحيث وصل الى ان مدير مدرسة ابتدائية في اقصى الجنوب اما ان يكون من الاقلية او ممن يقدموا فروض الطاعة والولاء لهم من خلال تنظيمات عصابة البعث التي سميت ظلما حزب،وكتب له فكر ورفع شعارات يستخدمها عند الحاجة ضد رعاياه من قبيل الوطن والوطنية والولاء،ووضع تهم جاهزة لمن يقول مع نفسه لا لتسلط الاقليه او يشك بنظرة من عيونه اوحركة او إيمائه بيده اورجله او انه لايجيد تقديم فروض الولاء والطاعة لنظام حكم الاقلية الذي كما قلنا غلف بحزب البعث،واصبحت الوطنية تقاس بمدى ولاء الشخص لهذه الاقلية حتى وصل بالبعض من ابناء الاكثرية وغيرهم من مكونات الشعب العراقي الاخرى ان ترك مذهبة ودينه وحتى طريقة كلامه ولهجته ليتشبه بالاقلية،كي يستطيع ان يحصل على رضا الاقلية الحاكمة والا ماعلاقة المسيحي طارق حنا(بالعجل واليول،وغيرها من الالفاظ)،وعندما ندقق في تاريخ حكم الاقلية لهذا البلد نجد صفحات سوداء من الخيانة والغدر وتبديد ثروات الوطن،اضافة لضرب كل مقومات النهوض فضلا عن نشر الفساد بجميع انواعه في مؤسسات الدولة،ومانعاني منه الان من فساد مالي واداري ماهو الا استمرار لنهج اشاعه حاكم الاقلية الذي اختلف مع اسياده في تل ابيب وواشنطن واقتضت مصالحهم اسقاط حكمه لاسباب كثيرة لسنا في صددها،وبعد سقوط حكم الاقلية رفعوا شعارات الامس البراقة الكاذبه التي ليس لها في الواقع تطبيق ووجود،والسبب واضح ومعلوم هو ضياع كرسي الحكم من هذه الاقلية والتوجه لبناء دولة الاكثرية التي تستند الى صندوق الانتخابات،واصبح كل شيء في البلد في نظر الاقلية خيانة وعمالة ، وكل ماتأسس له الدولة خطأ،وتنفيذ لاجندة خارجية وبيع للوطن،وواحده من هذه الامور عند كتابة الدستور ملئت الدنيا صياحا،ان الدستور امريكي وان العراق سيقسم وغيرها من الشعارات التي لاتغني ولاتشبع وهي شعارات تعودت عليها الاقلية منذ زمن طويل لاستغفال البعض واعدام البعض،واهم مااثار الاقلية طرح مشروع الامركزية او الفدرالية في العراق وهو نوع من انواع الحكم في العالم،وقد نجح نجاح كبير وباهر في بعض مناطق العالم واخفق في بعضها والخلل اكيد ليس في النظام لكن في التطبيق،وطرح في العراق كنموذج يمكن ان يعتمد وظل تحت طاولة النقاش في اروقة الكتل السياسية بعضها اعترض وبعضها اراد التطبيق بصورة اخرى وحتى ممثلي الاغلبية من ضمن هذه الكتل ممن تحفظ على هذا النظام،لكن الاقلية كما اسلفنا اتخذت هذا الامر حجة كبيرة لتوسيع دائرة الاتهام ضد الاغلبية التي شكلت الحكومة كنتيجة طبيعية للديموقراطية،وللاسف استصحب حتى ابناء الاغلبية شعارات الامس،واخذوا السباحه بنفس تيار الاقلية التي تخفي حقيقة ماتهدف،وهذا الاستغفال انتج حصول القائمة العراقية على اصوات كثيرة من اصوات هذه الاغلبية،وبعد ان يأست الاقلية من عودتها الى الحكم الذي وعدتهم به القائمة العراقية،اصبحوا دعاة للفدرالية ومارسوها في عدد من المحافظات الشمالية والغربية،وحولوا الوزارات التي حصلوا عليها الى وزارات تمثل طائفة واحده،وايضا فشل معظم وزرائهم في ادارة هذه الوزارات ووزارة التربية دليل واضح للعيان،اذن هم الان نموذج حي للتهم التي اتهمت بها الاغلبية بالامس،فهل سيستغفل احد من ابناء الاكثرية من جديد بشعارات ذبح عليها ابنائهم،وجربوها وخبروا الكذب والادعاء فيها ،ان علاقة الاكثرية مع الاقلية كانت ولازالت هي علاقة حب من طرف واحد،كلما اخلصت الاكثرية للوطن ولمكوناته،زادت هذه الاقلية من دلالها وشروطها،شاركوا في الحكومة،استفادوا من الامتيازات لكنهم ظلوا حكام في النهار وارهابيين في الليل،شاركوا في كل مفاصل الدولة لكنهم ظلوا معارضة ويتصرفون ويقولون اقوال المعارضين،اذن مطلوب وقفه جديه لممثلي الاغلبية بتوحيد جهودهم وتجميد خلافاتهم،والتعامل مع الاقلية وفق حجمها الحقيقي في الوطن،وتشكيل حكومة اغلبية حسب نتائج الانتخابات وترك الحب من طرف واحد لكونه في بعض الاحيان يتحول الى مذلة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الحسن البوطبيخ
2011-10-23
لن ترضى عنكم النواصب حتى تتبعوا ملتهم وتتركوا ال محمد ص فكفاكم تملق ونفاق ياساسة وزعماء عشائر الشيعه وما ضلم من يتعامل بالمثل فزمن التقية ولاونحن الان اكبرقوه في المنطقه ببركة ايران الاسلام والموالين فللندافع عن انفسنا ولاداعي iلتنازلات والمعايشه من طرف واحد والسلام على من اتبع الهدى
الدكتور شريف العراقي
2011-10-23
مقال قيم للسيد الجيزاني وعلى الكتاب الاكثار من هذه المقالات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك