المقالات

أنهم أخوان الشياطين

731 18:32:00 2011-07-07

جاسم الصافي كاتب واعلامي

لا يبدو خافيا على أحد حجم الصراع الذي حدث في المظاهرات الأخيرة مابين الجماهير ومطالبهم والسلطة وكيف دافعة عن مكاسبها السلطوية ، من خلال استخدم كل الطرق للحد من انتشار تلك التظاهرات ، سواء عبر مؤسساتها الحكومية أو الحزبية وحتى تشريعاتها البرلمانية ، لهذا أخذت عملية تصديها للمتظاهرين حالتين ، الترهيب باعتقال العناصر غير ( المسنودة ) من جهات رسمية سواء كانت حكومية أو مؤسساتية تنفيذا لقول ( اضرب الضعيف يخشاك القوي ) والتلويح بقانون الإرهاب للبعض الأخر ، وإرهاب المنتسبين للجيش وللشرطة وحتى موظفي دوائر الدولة بطردهم من وظائفهم إن شاركوا المتظاهرين ، والشواهد على ذلك كثيرة كونها عامة واقتربت من الجميع ، كما حوصرت تلك التظاهرات بتعقيدات التراخيص التي تسمح بقيامها ، أما عن الترغيب فقد عملت الحكومة على ترضية المؤسسات والنقابات والاتحادات مثل نقابة الصحفيين لتتمكن من فصلها عن صوت الشعب وهي ظاهرة خطيرة لتأسيس سلطة عقاب وثواب أزلية تدرج مع النظم الدكتاتورية .ويعلم الجميع أن صوت التغيير الذي انطلق في كل أنحاء العراق لم يكن مرتبطة بجهة أو تنظيم محدد بل كان نداء لمطالبة الحكومة بالخدمات وتحسين الأداء الإداري والمالي في توزيع الثروة بعد أن كرست الحكومات بعد التغير حالة الطبقية لدرجة أصبحت متفشية وبائيا في مجتمعنا العراقي ، أن هذه المطالب هي التي صعبت الأمر على الحكومة للنيل من التظاهرات واعتماد تلك التهم الجاهزة مثل العمالة والخيانة ، ورغم هذا فقد صدرت من بعض المسئولين هذه التهم بسبب إفلاسهم السياسي ، لهذا تبخرت وأصبحت أدراج الريح ، وهذا هو سبب نجاح التظاهرات في مصر وتونس واليمن التي عملت جماهيرها في عدم إفساح المجال للسلطة لاستخدام هكذا تهم ، فلم تجنس تلك الجماهير الكبيرة على جهة معينة سواء كانت إسلامية أو علمانية أو حتى حزبية ، وهذا ما جعل حكومتنا المبجلة تعمل جاهدتا من اجل تشتيت تلك التظاهرات عبر الاندساس بين الجمهور لاحتلال هويتهم ومصادرة أصواتهم وتشظية مطالبهم ، وهذا يتضح بشكل جلي في حادثة عرس الدجيل ودور الحزب الحاكم في عقد التظاهرات والمهرجانات والندوات لأجل تلك الجريمة بينما يعلم الجميع أن هذه الحادثة هي واحدة من ألاف الجرائم الموجودة في واقعنا العراقي ولكنها هنا استخدمت لإنقاذ السلطة الحاكمة ، لتصدر أزماتها الحكومية الى أزمة شعبية ولتصرف النقم الشعبي في روافد متفرقة وهذا الأمر ينطبق أيضا على أزمة وزارة الكهرباء التي تحولت الى وزارة المولدات وتشكلت في داخلها غرف للعمل الأمني لإجبار الأهالي وتسخيرهم لهذا المنجز الحكومي الجديد ، والأغرب في الأمر أن هذا الاحتواء للمظاهرة لم يأت من قبل السلطة فقط بل نشاهد الكثير من الأحزاب قد حاولت هي الأخرى في احتلال تلك المطالب وتغليفها بشعارات حزبية مفضوحة ومطالب جهوية معلومة جندت الإعلام لترسيخها في ذاكرة المتلقي وهي مطالب بعيدة كل البعد عن مطالب الجماهير الحقيقية الثائرة ، وهذا ما حدث في قنوات مهمة مثل الشرقية والبغدادية اللتان طالبتا بإطلاق المعتقلين وهي مطالب بعيدة عن واقع الحدث الجماهيري لهذا حدث شرخ وردة فعل عند الجماهير لتقويلهم ما لم يقولوا ، ولا اعلم هل هذه القنوات والأحزاب مع المتظاهرين ام مع السلطة بهذا الفعل ؟ ثم أن استسلام البعض من الجماهير للحلول الجزئية شتت العمل الجماعي وتركت المجال لاتهام البعض بالإرهاب والخيانة والتبعية .كل هذا ضيع فرصة التغير أو فرصة أن تكون الحكومة جادة في تقديم الخدمات كما أمدت في عمر التنافس والتنافر السياسي بدل أن يتحول الى تنافس لخدمة المواطن والاهم أن كل هذا كشف لنا عن سبب هستيريا السادة المسئولين الذين لا يقبلوا بمشروع تأسيس الدولة الديمقراطية وترك المجال للشعب في اختيار الحاكم ، بل هم يحاصرون المواطن ليبقى يلهث بحاجاته البسيطة خلف ذلك المسؤول الذي يبتغي الخلود في منصبه .ومن المهم أن نذكر هنا ، أن الترويج والتجريم لتلك التظاهرات بأنها ستفشل التجربة الديمقراطية الفتيه ، هي أكاذيب يروجها الأخوة الأعداء البرلمانين للحفاظ على مناصبهم ومكاسبهم التي توارثوها وسيورثونها لأبنائهم ، فالدولة الديمقراطية يكون الحاكم فيها مجرد موظف يمكن استبداله بأخر دون أن يسقط البناء الهرمي الأمني والاجتماعي والخدمي للدولة كما حصل من قبل في سلطة البعث التي سقطة معها حتى المدارس الطينية في أخر رقعه لأهوار جنوب العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك