المقالات

حوار بين الوالد والابنة

2482 00:22:00 2006-04-28

وهنا صمت طويلا فقد عرفت لماذا كل هذا التمسك لدى والدي لقد عاش أيام حلوة في العراق لأنه من جيل غير جيلي. أنا لم أرى أيام جميلة وكيف وقد فتحت عيناي على حرب ! إلا إن سؤالي ظل قائما هل أنا على صواب أم خطا ؟ أم إن رأيي يتأرجح بينهما والى أي كفة يميل؟ ( بقلم : المهندسة بغداد )

لطالما اعتبرت والدي هو الند الصديق هو القريب البعيد في آن واحد فلا اذكر يوما إننا تناقشنا في أمور العراق واتفقنا على شيء !! فالوالد له أراء متضادة معي تماما في استيعاب واقع العراق.ربما لأننا من جيلين مختلفين اختلفت لدينا الرؤيا  فعراقه ليس عراقي  فالوالد يكلمني عند بلد  لا أراه وأنا على أرضه ! حقيقة يرعبني مجرد التفكير بان لكل منا رؤيا بعيدة عن الأخر بهذا الفرق الشاسع لهذا قررت أن استقطع جزئا من نقاشنا وأطلعكم عليه وما عليكم سوى أن تعلقوا من خلال الموقع  عن المحاورة وان تصوتوا أي منا هو الأقرب لواقع العراق  وان تحكموا عقولكم في القرار وأتمنى من قلبي أن اقرأ تعليقات استشفي منها  حلولا  حيث إني املك من الروح الرياضية ما يكفيني لتقبل النتيجة فإذا كانت لصالح والدي أعيد النظر في طريقة تفكيري وإذا كانت في صالحي استمر في النقاش معه حتى أقنعه ولربما كانت الرؤيتان صحيحتان!! فكل شيء جائز في بلد مثل العراق هذا نص من حوارنا بغداد- أبي ما هو العراق؟ الوالد- العراق بلد جميل مليء بالنخيل هوائه عليل إنسانه أصيل. ماذا عنك يا بنية كيف ترينه؟ بغداد- أراه يا أبي بلد الحروب  أرضه مليئة بالذنوب  نخيله حزين على ضفتي نهر كئيب  هوائه ملوث  وكيف يا أبي تصف إنسانه بالأصيل ترى أين الدليل؟ الوالد-  العراقي إنسان شهم ونخوة وصاحب موقف (ولو تفترين العالم متلكين مثل العراقي) بغداد- لا اختلف معك في كون هذه صفات العراقي لكن أي عراقي انه عراقي الأمس عراقي اليوم مختلف ولكي لا أساوي بين الصالح والطالح أقول هنالك خيرين لكن نسبتهم قليلة يا أبي لا تتجاوز 15 بالمائة الوالد- من أين جئتي بهكذا نسبة أنتي مخطئة ؟ بغداد- والدي ما أراه يوميا من فساد إداري في مكان عملي يعطيني هذه النسبة وصدقني بأن هذه النسبة مبالغ بها فالحقيقة اقل من ذلك!! فالحرام منتشر بنسبة مخيفة وصعب الإصلاح حد الاستحالة0 الوالد- لنترك الفرد العراقي ما رأيك في الوضع السياسي؟ بغداد- من وقت ما قدم الأخيار الى العراق وأنا متفائلة جدا في إن اتحادا سيكون بين الخيرين من داخل العراق ذوي النسبة القليلة مع من أتى من الخارج  ويتوج نجاحهم بأخذ مناصب قيادية لتوجيه المجتمع  نحو الرقي  لكن........ الوالد- لكن ماذا أكملي؟ بغداد- قطاع الطرق يا والدي أصبحوا حجر عثرة في طريق الأخيار وأخشى أنهم سيستمرون في تدمير كل خطوة جيدة وبالتالي فان تفاؤلي قد لبدته بعض غيوم التشاؤم المقيتة0 الوالد – كم أنتي ساذجة يا ابنتي؟؟ لا يوجد أخيار! كل من جاء لأجل مصلحة وأمريكا فوق كل شيء0 بغداد- أبي الله فوق أمريكا أرجوك لا تتكلم بهذا النحو كيف لا تؤمن بأشخاص وتذهب لانتخابهم  أليست تلك جريمة ! كان الأجدر بك أن لا تذهب إذا لم تكن مقتنعا0 الوالد – بابا أمريكا لديها (الريموت كنترول) ترسم للعراق والناس تنفذ! بغداد- عجبا ونحن ماذا نتفرج !!! أبي إني مؤمنة بقائمة الائتلاف إيمانا عميقا وارى شخصياتها تمثلني وتتكلم بلسان حالي والبقية من قائمة (العراق ملك الرفاق) هي التي تتحالف مع أمريكا ضد الائتلاف فأمريكا لا تستطيع خرق الائتلاف إلا عن طريق ضربه بقوائم وطنية المظهر خائنة في الجوهر . الائتلاف جعفري المذهب وكفى بهذا صمام أمان بالنسبة لي. الوالد- هذه الطائفية التي تتكلمين بها خطا؟ قولي أنا عراقية فقط0 بغداد- لماذا يا أبي وأنا أتشرف بكوني جعفرية أكثر من أي شيء أخر ولماذا أنكر مذهبي لأرضي الغير الذي يريد محي المذهب ان اختلاف الآراء والمذاهب لا يفسد للود قضية لكنهم في تضاد معنا وتلك هي المشكلة0 الوالد – بابا الوطن قبل كل شيء0 بغداد- لا يا أبي الدين قبل الوطن واليك الدليل يا والدي العزيز رسول الله (ص) رحل عن وطنه مكة الى المدينة المنورة عندما أحس أن دينه في خطر . الوالد –  تقصدين الرحيل هو الحل  هذا عين الخطأ0 بغداد- بل انه عين الصواب ولربما كان الأجدر بكل عراقي أن يغادر بلده أيام صدام حفاظا على شيء مهم وهو الكرامة التي اشتريها بترك وطني الحبيب0 الوالد – الحبيب !!! بغداد- نعم الحبيب لا تظن يا والدي إني لا أحب بلدي إلا أن هذا الوطن جارح ومجروح  وكم من حبيب يؤذي حبيبه0  العراق آذاني كثيرا وحطم لي احلاما كبيرة وحققها لمن لا يستحقها. الوالد – ماذا ألان ؟ بغداد- بين البقاء والرحيل غدا القرار مستحيل  فاليوم عراق جديد ولو لم تكن غربان الشر موجودة لتشرفت بان أضع يدي بيد الحكومة الجديدة واستمر بفعل ما افعله ألان من تحكيم ضميري في عملي رغم كل قطاع الطرق الموجودين والخطرين لكني يا والدي إذا ما رأيت إن سفينة الحكومة تغرق سأكون أول القافزين ! الوالد – إذن تفكرين بالهروب .لا يا ابنتي يجب علينا أن نعيش ونموت هنا؟ بغداد- لماذا؟ عملت ما علي درست وتخرجت وعملت رغم كل الظلم المطبق علي طيلة حياتي ولحد اللحظة أعطي فرصة للوطن أخيرة إما يفتح ذراعه لي وإما أن أجد ذراعا أخر  واتركه غير آسفة سوى على سنين عمري المهدورة. الوالد – بلادي وان جارت علي عزيزة   وأهلي وان بخلوا علي كرام بغداد- ارض الله واسعة يا والدي 0 الوالد – الغربة صعبة وذلة بغداد- وكأني عشت في بلادي عزيزة !! أبي لا تقلب علي مواجع تثير شجوني0 الوالد –( هذا بلد الخير شفنا بي ايام حلوة ليش منتحمل ايامة المرة انتوا جيل مدلل) بغداد- أيام حلوة !! وهنا صمت طويلا فقد عرفت لماذا كل هذا التمسك لدى والدي لقد عاش أيام حلوة في العراق لأنه من جيل غير جيلي. أنا لم أرى أيام جميلة وكيف وقد فتحت عيناي على حرب ! إلا إن سؤالي ظل قائما هل أنا على صواب أم خطا ؟ أم إن رأيي يتأرجح بينهما والى أي كفة يميل؟ هذا ما ستقررونه عبر تعليقاتكم في موقع براثا  واتشكركم مسبقا لأني متأكدة إن تعليقاتكم سأستفيد منها . وأتمنى أن يكون التركيز على نقطتين هامتين الأولى  هل الوطن يسبق الدين أم العكس؟ والثانية الوقت ألان للهروب أم البقاء؟ إنني اشعر باني متفائلة وفي نفس الوقت مدركة لهول الوضع ومستمرة في العمل رغم كل شيء أما والدي فأظنه قد وقف عنده الزمن حد الأيام الجميلة ربما فترة الستينات والسبعينات لكن التوقف ليس حلا فهذا ما اسميه تشاؤم مبطن بتفاؤل ومراهنة على ان الأيام ستعود ! لن تعود إلا بعمل جاد جدا وهذا رأيي ونتمنى قراءة أراكم. أختكم المهندسة بغداد
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك