( بقلم : قاسم الخفاجي )
لم يكن انشاء هيئة البيعه في السعوديه ناتج عن تطورات قانونيه او دستوريه لتنظيم الحياة السياسيه كما يتوهم البعض .انما كان ذلك بسبب وصول العائله المالكه الى طريق مسدود حول تنصيب الشخص الثالث الذى يلى ولي العهد.فعلى الرغم من وجود شخصيات هامه وكبيرة السن من ابناء عبد العزيز .لكن المشكله تجذرت واصبحت غير قابله للحل عندما ادعى اربعه من ابناء عبد العزيز احقيتهم في تبوء المركز الثالث وهم الامير سلمان امير منطقة الرياض والامير طلال والامير نايف من جهه اخرى قال الامير تركي وزير الدفاع السابق (مقيم في القاهره )انه الاحق بهذا المنصب وحذر من تجاوزه .
وعندها اعلن الملك عبدالله انه يتريث في تعيين هذه الشخصيه وطلب بضعة اشهر للتداول واثناء هذه الفتره كان المتنافسون يحشدون امكاناتهم في صراع سري غير مسبوق على السلطه الكامنه .وفي دوله كالسعوديه يعتبر عدم حسم امر المنصب الثالث مسأله مقلقه جدا فالملك الحالي كبير السن ولا يتمتع بصحه مرضيه مما يفتح الشهيه لولوج السلطه من ابوابها الواسعه لامراء طامحين .كما ان الفوارق الاجتماعيه والطبقيه والاثراء الفاحش لافراد العائله باتت تنخر في جسد الحكم الغارق في التخلف والقبليه .
وأزاء ذلك جمع الملك الامراء المتنافسين وقال لهم ( لا استطيع ان اميز بينكم اجتمعوا انتم واختاروا من بينكم الشخص الثالث ولكن بعد ان ارحل عن هذه الدنيا) .
ولكن الصراع والتحالفات انتقلت الان الى داخل الهيئه الجديده التي لن تجتمع الا عند الحاجه اليها اي عند رحيل الملك الحالي وبانتظار ذلك لا يمكن التكهن بما ستؤول اليه الاوضاع الهشه في المملكه التي يوصف نظام الحكم فيها بانه يعود الى ما قبل العصور الوسطى في اشاره الى انعدام الدستور والحياة المدنيه والمشاركه السياسيه.
https://telegram.me/buratha