في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحق مع باطل كثير وباتت فيه رؤية الهدى صعبة على الكثيرين، وفي هذا الزمن الذي نرى فيه تساقط الهامات، ويشك في الكثير من الادعاءات تغدو مسالة الحفاظ على حسن العاقبة وتلمس الهدى وعدم المغامرة بتضييعه واحدة من اعظم المهمات والتكاليف بالنسبة للمؤمنين التي لا يجوز التواني فيها او التساهل معها، لا سيما وان القادم من الايام فيه الكثير من المنزلقات والتي قد تصل بايمان البعض الى حافة الهاوية، ولا اجد عاصماً في مثل هذه الحالات الا من خلال الابتعاد عن اهل الريب واللاهثين وراء البروز الاعلامي والدنيوي كائنا ما كانوا، وما من ريب ان الالتصاق المتشدد بالمراجع الهداة المأمونين على الدين والحريصين على مصالح العباد هو الركيزة التي يجب التمسك فيها وسط هذا الجو المتلبد بالفتن، وتذكر دوما يا أخي العزيز بأن المراجع الهداة هم امانة الامام المنتظر عجل الله فرجه لدينا فانظر كيف تحفظ هذه الامانة؟
ويجب أن تدرك دوماً بأن تدارك ما فات في هذا اليوم اسهل من الاتكال على الغد، فالآجال لا تنتظر والاعمار لا تتراجع وكل منا سائر الى ربه وكادح إليه، ولا يغرنك ما ينظر الناس اليك ولا ما يقولونه عنك، فلو قال الناس كل الناس عنك بأنك من اهل الايمان او الحق او الهدى او قالوا عنك بالعكس فان كل ذلك لن يغير من حقيقتك شيئاً عند الله فكن من اهل الصدق عنده وليقل عنك كل الناس بانك من الكاذبين، فلقد وعدك الله بوعدين ولا يخلف الله وعده، اولاها ان الله ينصر من ينصره والثاني ان الله يدافع عن الذين امنوا، فكن منهم ولا تبالي في اي جهة كانت الناس، نسأل الله لنا ولكم حسن العاقبة والفوز برضا الامام المنتظر ارواحنا له الفدا.
https://telegram.me/buratha