الصفحة الفكرية

فلسفة الصوم في خطبة السیدة الزهراء (عليها السلام )

8406 10:32:22 2016-06-12

تقول الزهراء (عليها السلام) في خطبتها: والصيام تثبيتاً للإخلاص).

علة فرض الصيام, هي تثبيت لإخلاص العباد, أو كما قال أمير المؤمنين(عليه السلام) في كلمته: (والصيامُ ابتلاء لإخلاص الخلق)، أي أنه امتحان واختبار لدى اخلاصهم لخالقهم وطاعتهم له؛ فلئن كانت الصلاة أبرز ألوان العبادة، وتتصدر النهج الذي يتعامل به العبد مع ربِّه تعالى في حياته اليومية, فأن الصيام أيضاً لا يقلُّ اهميةً عن الصلاة, ولا هو أقل درجةً في إعطاء أسمى المعاني وأفضل النتائج للحياة, فإذا كانت الصلاة روح العباد فالصيام قلبها, والروح والقلب عنصران حيويان متلازمان في العطاء, متعاضدان في الأدوار والأهمية التي يؤديانها في كيان الإنسانية.. ومن هنا فأن أبرز تقييم يعطيه الإسلام للصيام هو من خلال اقترانه بالصلاة في قوله تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة) البقرة: 45.

وقد تسأل: بأي معنى يكون الصوم معياراً للإخلاص؟ هذا ما يجيبنا عنه الحديث المشهور بين الفريقين، فعن أبي هريرة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فأنه لي وأنا أجزي به, والصيام جنة..). نعم للصوم جانبان، خارجي: وهو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات, وهو أمرٌ يعلمه الآخرون عن الصائم, والجانب الآخر: هو(باطني) بين العبد وربه لا يعلمه جنس مخلوق آخر، وبذلك كان الصوم ابتلاء وتثبيتاً للإخلاص.

وهذا المعنى نجده في حديث الإمام الصادق(عليه السلام) إذ يقول: (قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (الصوم جنة) أي سترٌ من آفات الدنيا, وحجابٌ من عذاب الآخرة, فاذا صمت فانو بصومك كفَّ النفس عن الشهوات، وقطع الهمة عن خطرات الشياطين, وأنزل نفسك منزلة المرضى, ولا تشتهي طعاماً, ولا شراباً, وتوقع في كل لحظة شفاءك من مرض الذنوب, وطهر باطنك من كدرٍ وغفلةٍ وظلمةٍ يقطعك عن معنى الاخلاص لوجه الله, قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله تعالى: (الصوم لي وأنا أجزي به). والصوم يميت مراد النفس وشهوة الطبع, وفيه صفاء القلب.

وطهارة الجوارح, وعمارة الظاهر والباطن, والشكر على النعم والإحسان الى الفقراء, وزيادة التضرع والخشوع والبكاء وحبل الالتجاء الى الله, وسبب انكسار الهمة, وتخفيف الحساب, وتضعيف الحسنات, وفيه من الفوائد ما لا يحصى ولا يعد, وكفى بما ذكرناه لمن عقله ووفق لاستعماله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك