ملخص ملتقى براثا الفكري - المنتظرون بين واجبات الوعي ومواجهة التضليل
* من مجموعة كبيرة من الروايات يشار الى حقيقة التحديات التي تواجه وعي الانسان المنتظِر ، هذا الوعي الذي ستُسلط عليه فتن وضغوط وسيشبه عليه في كثير من الامور والغرض منها التشويش على بصيرة المنتظِر كي لا يرى الهدف الذي يسعى اليه ويفقد البوصلة ، وبالنتيجة جائت الروايات تارةً تحدد طبيعة البلاءات التي تهدد الوعي او تحدد اتجاهات هذه التحديات او طبيعة ما ينجم عنها ولكنها بالنتيجة تشير الى واقع اجتماعي يصاب ويبتلى به المجتمع حتى تصل الامور الى درجة التي يُعبر بها عن ان القابض على دينه كالقابض على جمرة النار.
* في الرواية يقول الاصبغ بن نباته رض يقول: سمعت علياً عليه السلام يقول بين يدي القائم سنين خداعة ، يُكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب ، ويقرب فيها الماحل. وفي حديث: وينطق فيها الرويبضة. فقلت: وما الرويبضة وما الماحل ؟ .قال اوَ ما تقروون القران قوله: وهو شديد المحال قال: يريد المكر.وما الماحل ؟ قال يريد المكار. وفي روايات اخرى تشير الى تفسير الرويبضة وهو الرجل التافه الذي ينطق في امر العامة.
* لو رجعنا الى اوضاع ما بعد الغدير لرأينا تحديات الوعي كبيرة جداً فما جرى في سقيفة بني ساعدة وما حصل في بيت الزهراء ص بغض النظر عن النتائج التي فرضت على الامر الواقع ولكن لاشك ان الوعي خسر المعركة امام حالات التضليل والتشويه ، وفي عهد امير المؤمنين ص في معركة صفين نفس الامر نجد ان الوعي الاجتماعي يتخلف وينهزم امام خداع ابو موسى الاشعري وعمروا بن العاص ، تنشق الامة وتتقاتل فيما بينها في الوقت الذي بقي الماكر والماحل في منأى عن اقتتال الامة مع بعضها لان ما سمي لاحقا بالخوارج انما خرجوا من داخل جيش امير المؤمنين ص ، نفس الامر نجده في حياة الامام الحسن ص وطبيعة الذي جرى عليه حتى ان الوعي ينكب بالشكل الذي ان بعض اصحابه يخاطبونه بالسلام عليك يا مذل المؤمنين ، وما جرى في الكوفة مع مسلم بن عقيل فضلاً عن ما جرى مع الحسين ص لم يكن الا نتيجة للتضليل وان الوعي كان هشاً بالشكل الذي مكن الطرف المعادي من تمرير عملية خداع مررت لايام ولكنها انتجت قتل الحسين ص وحينما انتجت هذا الانتاج امتدت فتنتها الى يومنا هذا.
* على الواعين مسؤوليات جسيمة يجب ان تؤدى وثمة اختبارات هائلة يجب ان يتم تجاوزها والا كيف يمكن لنا ان ننظر الى الامور من زاوية القابض على دينه كالقابض على جمر النار هذا لايكون من الامور السهلة وعلينا تصور حجم الاثقال التي تلقى على قلب الانسان لكي ينسى اهدافه ولكي تضيع رؤية الهدف ليتبع المنتظِر اهداف غير حقيقية ، كما في روايات الصيحة الجبرائيلية والابليسية كيف ان الروايات وصفت نداء وعي ونداء تضليل.
* يلاحظ دوماً بان المعركة هي معركة الوعي وان غالبية مشكلتنا في التاريخ والحاضر والمستقبل هي هذه القضية ، اليوم الامكانات التي اتيحت لمن يحسبون انهم من المنتظرين ضُيعت نتيجة لركض هؤلاء المحسوبين على المنتظرين وراء اهداف صغيرة لا تقدم ولا تؤخر للمرحلة الايمانية ، اعلامنا يجري وراء تلميع الاشخاص ولا يجري وراء تمتين الافكار وتحصين الوعي ، بينما اعلام الاخر مدروس وعظيم الامكانات ويصوب تجاه اهداف هو الذي يريدها تماماً ، وما يجري في نوادي التواصل الاجتماعي من حملات تتعرض الى مراجع والى رجال والى افكار وما الى ذلك في الغالب هذا التعرض لا يكون لشخص المُتعرَّض اليه بقدر ما يوجد هناك رسالة في داخل هذه الهجمة وهو رفض الاسلام السياسي ورفض العِمّة في ان تتدخل في مسائل الناس.
* ما هي واجبات المتدين والمنتظر هنا لان القضية لن تتوقف عند حد ما لم تُجابه بمصدات لتحصين الوعي لا يمكن ان تتوقف ، فمن الملاحظ ان مثل هذه الامور ازدادت مدة بعد اخرى واخذت وتيرة تصاعدية وستستمر ، من اجل لعبة مهما كانت وعظمت هوجم المرجع الديني الاعلى لا شك ان الشتيمة لاتؤثر لكن استمرارها يسقط الاشخاص ويجرد الاسلحة التي تحصن الوعي منهم ويجعل الامة مكشوفة امام حالات الغزو الفكري والثقافي وهي قضية سنوات واجيال ، يلاحظ ان غالبية الذين يتحركون في وسط جو هذه الفتن هم من الشباب ، ولكن السؤال لماذا وصل الاخر لهؤلاء الشباب والواعون او المنتظرون لم يصلوا ؟ هل نتحمل وزراً ؟ والجواب بلى ، لذلك حينما تظهر البدع فعلى العالم ان يُظهر علمه والعالم ليس صاحب العِمة فقط وانما كل من لديه سمة من الوعي يدخل في هذا الاطار ، كما ان للفتن قابلية الاستشراء فالوعي يمتلك نفس الفرصة لكي ينتشر .
* مايهم الاشارة اليه هو اننا على موعد مع تضليلات كثيرة والمنتظِر وساحة الانتظار هي المستهدفة وربما جهل الناس يؤدي بالكثير من الذين يتواجدون في ساحة الانتظار ممن نحسب انهم من المنتظرين يُخدعون ويسقطون ، والحل في تحصين الذات والذهاب في تحصين الاخرين.
https://telegram.me/buratha