ملخص ملتقى براثا الفكري - الحكمة في سلوكية المنتظرين
* هناك جملة من الظواهر التي قد تمر على الكثيرين دون سؤال كيف تنشأ مثل هذه الظاهرة ؟ ان يكون الانسان إمعة يتبع غيره او يكون قائداً يتبعه غيره ، كيف تنشأ ولماذا هذا إمعة وذاك قائد ، بالنسبة لنا كمنتظرين او مانحاول ان نوجده في سلوكياتنا وفي ممارساتنا مايشعرنا ويطمئننا باننا ننتظر انتظاراً جاداً ، لايمكن ان نقف امام الظاهرتين دون ان نحدد لانفسنا موقف من هذه او تلك رفضاً او قبولاً هذه مهمة الانتظار وكما اسلفنا سابقاً الانتظار ليست كلمة تقال وانما هو منهاج وهو حراك يتحدث عن قصة عالية المضامين ينتظر تحقق اهداف كبرى ليس على مستوى هذه المنطقة او تلك وانما اهداف بوسعة كل العالم.
* لذلك ان نتحدث عن الانتظار من دون ان نعمد للتسلل للمواقع التي من شأنها ان تجعل منا شخصية منتظرة جادة في نفس المشروع المهدوي الجاد هنا لن نتحدث عن مهمة سهلة وانما نتحدث عن مهام تحتاج الى رجال يتمتعون بجدية والتزام عالي يتناسب مع حجم المهمة ، تارة هناك من يقول اني اريد ان ارضي الامام ص بالحد الادنى واخرى يقول اسقط عني التكليف ولتجري الامور باي طريقة كانت وثالثة يبحث الانسان بما عبر عنه دعاء الافتتاح لمن يريد ان يتحول الى قائداً في سبيل الله ( من القادة الى سبيلك ) ، ولتحقيق هذا المقام علينا ان نحدد تطارد بيننا وبين ظاهرة الامعة واقبالاً مع ظاهرة القيادة.
* هنا يأتي الحديث عن الحكمة في سلوكية المنتظرين ليؤشر تاشيرات جادة في هذا المسعى والكلام هنا ليس بصدد البحث الاخلاقي لموضوع الحكمة وانما الحديث عن الحكمة في السلوك الاجتماعي المنتظرين ، فنحن نواجه مزالق فكيف نرصدها ونتخلص منها ومن الانحراف لان المزالق قد تبتدء بانحدارات قليلة جدا قد لا ترى ولكن البقاء في هذه المزالق يؤدي مع الايام الى الانحراف البعيد المدى ، وامامنا ابتلاءات وظواهر كثيرة كيف نعالجها وكيف نحدد الموقف منها ، وامامنا اضطرابات كثيرة في اوضاعنا الاجتماعية ولدينا سياسات وهذه السياسات تحتاج الى التعرف على دقائق الامور ، وامثال هذه الامور مما يطمح الانسان ان يؤمن لنفسه كياسة واتزان ووقار في المجتمع وان يؤمن لنفسه رئاسة او قيادة للمجتمع وان يخلص نفسه من دنس ان يكون امعة للاخرين او تابع لهم ، كل هذه الامور هي ساحة الحكمة التي نتحدث عنها.
* عليه وللتخلص من ظاهرة الامعة انما يكون من خلال الجد والاجتهاد وليس من خلال الادعاء ، وهذا التعب الذي نحتاجه يجب ان يؤسس فينا ما اشير عليه من معنى الحكمة التي وان اطنب اللغويون على معانٍ متعددة والذي نحتاجه في هذا المجال هو تعريفين احدهما اشار اليه الامام الصادق ص حينما عرف الحكمة بما يخالفها في حديثه المعروف باسم جنود العقل والجهل والمهم لمن يريد ان يخلق في شخصيته امتياز وتميز عن ظاهرة الامعات حيث يضع الامام ص الحكمة في قبال الهوى اي ان الحكمة عدو الهوى ، والتعريف الاصطلاحي هو يمكن القول بان الحكمة هو وضع الشيء في موضعه واتقانه.
* لا شك ولا ريب ان مسيرة الانتظار مسيرة تقدمية ولا يجوز لنا ان نتراجع ومن محاسن الصدف ان الفرج قريب وبالتالي لا يوجد لدينا تسامح ان نتخلف في مسيرة الانتظار ولا بد ان يبقى المتدين المنتظر في حالة تقدم ، وعلى مستوى الانتظار التقدم يجب ان يكون بالمؤهلات الذاتية واخرى في طبيعة العمل بالمؤسسات الاجتماعية التي لها علاقة بقواعد المنتظرين ، او حجم الاضرار الذي يمكننا ان نلحقه باعداء هذه القواعد والمناهضين لقضية الامام ص ، ليس لدينا خيار اخر هذه الامور الثلاثة هي تكليف الانتظار الجاد.
* لتمييز انفسنا علينا العمل باتجاه قلوبنا فالامام ص لا يحتاج الى قيادات زائفة وانما يحتاج الى اناس تقودهم قلوبهم الحية وليس الميتة ، ومن اراد شيء سعى اليه وساحة الانتظار ساحة عمل وليست ساحة كلام فقط وهي لا تاتي بالهين ، والمنتظِر هو طالب لهدف كبير جداً بعظم كل التاريخ البشري وكل بقعة الخلافة الربانية فالكلام كلام عن قضية كبرى ومن يريد القضايا الكبرى يجب ان يكون كبير ، وبالنسبة لموضوع الحكمة لازال في بدايته ولكن المطلوب البدء بعملية التحول واحد السبل هو القراءة والاطلاع والمعرفة سبيل في غاية الاهمية الى الرُقي ، والحديث بالنسبة للشباب فان اهميتهم اكثر من غيرهم لاسيما ان اغلب انصار الامام ص من الشباب ومن الممكن لنا ان نصنع من انفسنا الشخصية التي يعتمد عليها الامام ص.
https://telegram.me/buratha