ملخص ملتقى براثا الفكري - الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في سلوكية المنتظرين
* يصف امير المؤمنين ص الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باوصاف بالغة الدقة والعظمة بالشكل الذي يوقن المرء عن الاهمية القصوى التي يحتلها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في طبيعة المجتمع الاسلامي وهذه العظمة ستكون من اولويات مجتمع المنتظرين ومن السلوكيات التي يفترض ان يتميز بها المنتظِر لامام سيقيم الحق ويزهق الباطل باليات من جملتها مبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ( مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل ان يولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم )
الوعد الالهي باجابة الدعاء متوقف على الامر بالمعروف فكيف في بقية القضايا التي يصف بها ص الامر بالمعروف بانه يشد من عضد المؤمن ويغيض الكافر والمنافق.
* الانتظار كما سبقت الاشارة لاكثر من مرة هو ليست كلمة تقال وانما هي برنامج عمل وطبيعة البرامج إن لم يكن لها مصداق لا يمكن ان تتبلور وتنشأ لذلك حديث المنتظِر بمعزل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكأنه لا حديث ، لاسيما لو نظرنا ان الكثير من الامر بالمعروف من الشؤون المتيسرة لكل انسان يستطيع ان يؤديها ويحققها ، والمجتمع يقبل ويستجيب في الغالب الى الكثير من المفردات مع النصيحة والحكمة مع مبدأ ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة هذا الامر يمكن ان يتحقق ، ومجتمعاتنا تؤمن باهل البيت فلو قُدّم لهم دين اهل البيت بسلاسة وبلا تعقيد يمكن للناس ان يقبلوا ذلك ، لكن المشكلة ان اوضاعنا الاجتماعية التي تخلف فيها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل كبير حتى اصبحت ممارسة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ممارسة مستهجنة في الكثير من الاحيان ، هذا داخل المجتمع المؤمن فما بالك بخارج هذا المجتمع ، وان الانتظار ليس هو علامات الظهور بل هو برنامج سلوكي ولتوسعته علينا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
* عن الامام الباقر ص فيما يرويه عنه جابر الجعفي رض ( يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون ويتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير يتبعون زلاة العلماء وفساد عملهم، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض هنالك يتم غضب الله عز وجل عليهم ....).
وفي رواية امير المؤمنين ص يشير الى خط تنازلي عن اعظم الاعمال واسوأها ، اعظم الاعمال تبتدئ بالتوحيد وصلة الرحم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واسوأ الاعمال تبتدئ بالشرك بالله وقطيعة الرحم والامر بالمنكر والنهي عن المعروف.
* القضية ليست من السهولة بمكان بحيث يمكن للمنتظِر ان يتجاوزها ويقول لا عليّ كما هو السائد في اوضاعنا ، وحينما نتحدث عن الامر بالمعروف تارة ننظر اليه بعنوانه عبادة وبالنتيجة يفترض بنا الرجوع الى فقهيات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واخرى ننظر اليه كاحد العناصر الاساسية في التماسك الاجتماعي بين المؤمنين ، فمن يقترف منكراً ولم يتم نهيه فاقل تاثير له هو تشجيع الاخرين لممارسته ، ومن دون ان انبه وتنبه وانتبه وتنتبه فان هذا الواقع سيتحول الى حالة معايشة المنكر وبذلك يصبح المنكر قصة طبيعية وانتشار اجتماعي يؤدي الى ان المتقيد يتحلل من قيده في حين لو تم التصدي سلفاً سيكون الامر مختلف.
* عليه بالنسبة للمتدين ومجتمع المنتظرين مطالبين ضمن اولويات الانتظار باشاعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السياسة والاقتصاد وفي ممارسات الشارع وفي العلاقات الاجتماعية ، وحينما يقال ان سلوكية الامر بالمعروف اصيلة في مجتمع المنتظرين ويجب ان تاصل اكثر من ذلك فليس معناها الرضا بالاساليب الخاطئة في ممارسة الامر بالمعروف ومنها الغلظة التي تظهر المعروف بالمظهر السيئ ، وبالنسبة للمنتظِر والمنتمي للامام ص ولاقامة العدل وازهاق الظلم والجور يفترض البدء بالنفس اولاً لتكون مصداق من مصاديق المعروف والبعد عن المنكر .
https://telegram.me/buratha