رضا امام الزمان (عج) عيدنا الاعظم وخروجه عيد العالم .
11 ذي الحجة 1436هـ الموافق 25/ايلول - سبتمبر/2015م
ملخص محاضرة ملتقى براثا الفكري:
" رضا امام الزمان عجل الله فرجه عيدنا الاعظم وخروجه عيد العالم "
استهل سماحة الشيخ دامت تأييداته حديثه بالتنويه الى أن الأصل في الإنتظار ليس مسألة خروج الإمام عج وإنما الأصل هو العلقة مع الإمام عج بغض النظر عن خروجه أو عدمه متفضلا بالقول:
في فهم الكثير من الناس ان مطلوبهم هو فرج الامام صلوات الله وسلامه عليه بكل ما يتعلق بهذا الفرج من معنى، لكن لو تم ملاحظة جملة من النصوص خاصة تلك التي توجه الى خاصة المؤمنين وليس الى عامة الناس لوجد ان هذه النصوص تجعل مسألة خروج الامام ع بمرتبة ثانوية ولا تعطيها الاولوية المطلقة.
وضرب سماحته مثالا على ذلك قائلا:
* يلاحظ في دعاء الندبة اشارات الى مسألة فرج الامام عج ولكن هذا الفرج يؤكد مبدأ اعم وهو ان الاصل العلقة مع الامام عج وانشاء عاطفة خاصة بين القارئ لهذا الدعاء والامام عج وان النص يؤكد على ايجاد هذه العلقة قبل ايجاد الفرج ولا يجعل الفرج ثمن هذه العلاقة وانما الاصل انشاء العلاقة.
وأشار سماحة الشيخ الى ان تلك العلقة ينبغي ان تكون مجردة وبلا شروط بقوله:
* توجد نصوص متعددة للأئمة عليهم السلام تؤكد نفس المعنى الذي يطلب التعلق بالإمام عليه السلام من دون اي شرط اخر، فالعلقة والحب وطلب رضاه من اجله سواء فرج عنه او لا، والاصل هو نفسه عليه السلام وليس اي اضافة اخرى.
كما ونوه سماحته الى أن العلقة مع الإمام عج لا علاقة لها بالدور المناط به عج حيث تفضل سماحته قائلاً:
* ان امام الزمان عج يُطلب لنفسه لأنه متصف بأوصاف عظمى يستحق ان يفرغ القلب له من دون ان ينتظر منه شيء، فله دوره المعلوم عليه السلام ولكن العلقة معه لا علاقة لها بهذا الدور.
وقد فرق سماحة الشيخ بين الفرج وبين رضا الإمام عج متفضلا:
* لذلك خاصة المتدينين لديهم في ترتيب قلوبهم مع الامام عج واجبات تختلف عن واجبات الناس، فالناس تطلب حاجاتها الخاصة لذلك حينما يحصل الفرج سيكون لهم عيد أعظم، لكن بالنسبة للمؤمن لا قيمة للفرج من دون رضا الامام عليه السلام.
* والتوصية لمحبي الائمة عليهم السلام هو اقامة العلاقة مع الامام عليه السلام من دون اي زيادة او شرط ومن دون اي مطلب اخر.
*كما ويجب ايجاد حالة من حالات التربية للقلوب بالشكل الذي لا تكون هناك مصلحة في حب الامام بل لان الامام عج يستحق هذا الحب.
وفي سياق حديث سماحته نوه الى الإنحراف باسم الإمام عج وقضيته المباركة قائلا:
* لذلك توجد خشية من وجود خط مهدوي يؤمن بالإمام وخروجه لكن اخلاقياته وتربوياته متخلفة عن مشروع الامام عج، فالمطالبة بإنشاء مجتمع القسط والعدل دون الاهتمام بتربية النفس قد تؤدي الى الانحراف.
حيث ان نشوء جو باسم الامام عج وهو لا ينظر الا الى الجانب الثوري من الامام؛ سيؤدي الى حصول انحرافات باسم الامام كالمنهج الزيدي الذي يتعلق باي مشروع ثورة (من يتقدم هو الامام).
وقد أشار سماحة الشيخ الى سبيل العصمة من الإنحراف؛ بمساوقة مشروع الثورة وإصلاح الذات قائلا سماحته:
* ان مشروع الثورة ومشروع اصلاح الذات يمشيان معا، والاصلاح الذاتي اهم بكثير بالنسبة للمؤمن وعلاقته مع الائمة عليهم السلام، فربح المؤمن الاعظم هو ان يعلم بأن الامام عج قد رضي عليه.
كما وان ايجاد هذا المحور في الفهم وفي مناهجنا السلوكية مهم للغاية لأنه يبقينا في دائرة الشعور بالتقصير، ويشعرنا دوما بان الذي نقدمه لم يوصلنا بعد لرضا الامام ع فيؤدي الى عدم التراخي بالحصول على الرضا الخاص.
* لذلك يجب ان لا يكون الانتظار للإمام ع بقدر ما يستفاد منه كما حصل مع الامام الحسين ع في الكوفة حيث ربطوا انتظارهم للإمام بقدر ما يستفيدون منه وحينما انحسرت الاستفادة قل الديانون ولم يبقى معه الا من طلب رضا الامام عليه السلام.
* فالعلاقة بحب الامام عج دون شرط هي التي تضمن حسن العاقبة في الوقت الذي تتزلزل فيه القلوب وتأتي البلاءات بطريقة غير متوقعة.
وقد ختم سماحة الشيخ حديثه بالقول:
* عليه يجب مراقبة النفس، هل تتعامل مع الامام عج بشرط او بدون شرط؟ والمراقبة يجب ان لا تكون في المقاسات الطبيعية وانما في المقاسات الاستثنائية والمضطربة ووقت التزلزل.
ومما تقدم فإن عيدنا الحقيقي هو رضا الامام عج وغير ذلك ليس مهم.