رأي في الأحداث

بعد مداهمة مقرّه في المحمودية واكتشاف وسائل التفجير: الحزب الإسلامي يفقد توازنه السياسي

6862 00:43:00 2006-10-23

كما توقعنا سابقاً فقد أخذ الحزب الإسلامي يصعّد من لهجته الطائفية بعد استراحة له في هذا المجال عدة أشهر حيث كانت اللهجة الطائفية قد خفّت، ويأتي ذلك بعيد يومين فقط على مؤتمر مكة، فبعد أن تم اكتشاف مواد التفجير والتي تطابقت مع تفجيرات يوم امس في المحمودية يلحظ المرء ببساطة وحين الرجوع لموقع الحزب اشتداد اللهجة الطائفية بشكل ملفت للنظر يكاد يشبه الموجة الهيستيرية التي جعلت الحزب الإسلامي يفقد توازنه السياسي.

من الواضح إن الحزب يعاني من أكثر من أزمة وعلى أكثر من صعيد، فهو يحاصر في مناطق كثيرة بتنامي قوة المنظومة الدفاعية للدولة مما لا يعد بشير خير بالنسبة لأوضاع الهيمنة التي يمارسها الحزب في الكثير من المناطق، ومن جهة أخرى تأتي المبادرات السياسية والدينية هي الأخرى كقوة إحراج حقيقية للحزب في أن يكون ممسكاً بزمام المبادرة، في الوقت الذي تشهد شعبيته هبوطاً كبيراً في داخل الساحة السنية بسبب مواقفه المرتجلة والداعمة لحالة الفوضى في مناطق المحافظات الغربية وما حالة الموقف الذي أبداه مجلس صحوة الأنبار من الحزب إلا دليلاً معلناً من أدلة كثيرة لا زالت تتخاطب في الكواليس ولما تخرج للعلن بعد.

ولربما يحاول الحزب أن ينتقل على طريقة الهروب للإمام للإمساك بالموجة الطائفية لاستعادة بعض خسائره في الساحة الشعبية، لاسيما وإنه يحاول من خلال استخدام سلاح الطائفية أن يستفيد من تجنيد الطائفيين في صفوفه، لأن المجموعات الأخرى في الواقع السني كمجموعة الحوار ومجموعة مؤتمر أهل العراق (مجموعة الهزاز الدليمي) غير منظمة، وبالنتيجة يمكن له ان يستفيد من مواجهة استحقاقات خسائره السياسية.

بإمكان المرء أن يحاول الرجوع لموقع الحزب في أخبار اليوم يجده متأثراً جداً من فضيحة مداهمة حزبه في المحمودية، وهذه المرة لا يتمكن من أن يتكلم أحباب المقاومة الشريفة جداً جداً كثيراً طالما إن الكاشف لمواد التفجير هو أحباب الحزب من القوات الأمريكية.

إن الانصاف يدعونا للقول بأن الحزب الإسلامي تتقاسمه جهتان، جهة ضليعة بالإرهاب والطائفية ضلوع التكفيريين وأمثالهم وهي امتدادت حزب البعث في داخل الحزب، وأخرى جهة بريئة من ذلك، ولكن يدفعها حسن الظن لأن تدافع عن بقية الحزب على طريقة انصر اخاك ظالماً أو مظلوماً، ولكن على جميع هؤلاء أن يعرفوا بأن من يريد الكيد بهذه الدولة هو حزب البعث وواجهاته، والحزب الإسلامي لا وجود حقيقي له خارج دائرة الدولة، وطالما هو قال كلمته في شأن المشاركة الوطنية فإن الواجب عليه دفع استحقاقات هذه المشاركة، فلا توجد مشاركة في جانب الحقوق من دون الواجبات، والعزف على اللحن الطائفي بعد أن لفظ الشارع الطائفيين وبعد أن فضحت القيادات الدينية هؤلاء في مؤتمر مكة، ما عاد للحزب كثير مجال في اللعب على هذا الوتر البغيض الذي عاث بأمن العراقيين كل أنواع البغي والفساد.

إن على الحزب الإسلامي ان يتعظ بأن الدعم الخارجي الذي يراهن عليه وسلاح الطائفية لن يغنياه كثيراً وله في حارث الضاري وزمرته كبير عظة!!

فهل من متعظ؟

محسن الجابري

وكالة أنباء براثا (واب)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ثائر الزيرجاوي
2006-11-06
هل يعلم خوارج الحزب الاسلامي الجدد ان الحزب حصل على فتوى سماحة السيد محسن الحكيم قدس سره لغرض انشاؤه ولكن اين الحزب الاسلامي الحالي من السابق لقد بدأت المراهقة السياسية للحزب بعد عزل محسن عبد الحميد وتولي الطائفي طارق الهاشمي رئاسة الحزب مع صعاليكه وتبنوا الفكر الجرذي (الصدامي) وصاروا قومجية وتسلحوا بالطائفية لكسب تأييد التكفيريين والبعثيين من القرى وحتى من بعض المناطق الراقية التي يعتبر صدام الجرذ صاحب نعمتها وشكلوا مليشيات مقرها الرئيسي في منطقة اليرموك.
سيد جواد
2006-10-23
السلام عليكم الأخ محسن الجابري نشكركم على هذه الموقع الشريف الذي اتصفحه يوميا لمعرفة اخبار عراق الأئمه الأطهار الله يحميكم ويحفظكم من شرور البعثيه واصحاب اللحى وجعله الله في ميزان اعمالكم وشكرا
الدكتور يوسف السعيدي
2006-10-23
على الحزب الاسلامي العراقي بقيادة السيد الهاشمي ان لا يغتر بالعزة الظاهره على ساحته وعليه النظر الى ذلته الباطنه وعليه ان يجد طريقة حق لا يزيغ عنها ونية رشد لا نشك فيها وان لا تكون ميليشياته مرتعا لشياطين الانس واهل الشنان والبغي بعد ما رأى خذلان الاقربين ومرارة خوف المصالحه الوطنيه وان يبتعد عن نوازع الكيد والظلم والخصومه وعقدة الاضطهاد والتكذيب ولهجة الوعيد لقد شعر الحزب الاسلامي بعد التطورات الاخيره ان مناصروه هجروه وقطعوا الصله بعد ما عرفوا من هم اهل البدع ومستعملي الراي المخترع فاستحق ندما
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك