من يراقب الصخب المشتعل عقب حادثة مصرف الزوية يجد المشهد التالي:
تطبيل وتهريج من قبل قناة الشرقية والمُهاجم هو المجلس الأعلى ومنظمة بدر.
تطبيل وتهريج في قناة الرافدين التابعة لهيئة علماء التفخيخ ومن يهاجم هو المجلس الأعلى.
الرفيق ظافر العاني يرأس احد جوقات التطبيل ويقول بأن وقوف التمويل الخارجي للمجلس الأعلى هو وراء اندفاعه لتمويل نفسه من خلال جريمة الزوية!!
قناة البغدادية البعثية تطبل وتهرج براحتها، وتعزف قناة الحرة على نفس النغمة، والصنديد البولاني المأتمّ وراء حارث الضاري في صلاة الأردن والذي تمكن من إرجاع أكبر عدد ممكن من قادة البعثيين إلى وزارته يقود هذه المجاميع ليقول وبكل قبح وغدر بأن جهة سياسية نافذة هي التي تقف وراء الحادث، قبح لأن التحقيق لم يكمل صورته وقد صرّح وفضح نفسه بأن الموقف كان مبيتاً سلفاً، وغدر لأن صوت المجلس الأعلى هو تحديداً الذي حوله من متسكع على أبواب المسؤولين يستجدي موقعاً صغيراً في هذه الوزارة أو تلك بعد ان افلس في الانتخابات التشريعية السابقة، إلى وزير فكان جزاء المجلس كجزاء سنمّار!.
فيما عبد الله الفقير وأنصاره من البعثيين يتسيدون موقع كتابات المعروف سلفاً في انتماءاته وتوجهاته.
وليس بعيداً عنهم موقع ايلاف السعودي.
وقد التحق بالجمع العظيم هذا المشعل رئيس جريدة تحرير الصباح الحكومية!!!! ليغمز من نفس القناة.
ترى هل هذا الاصطفاف جاء من فراغ؟ ام إنه نذير للجميع لينبأهم بما سيجري في الحملة الانتخابية من ثقافات هابطة واخلاق غادرة؟
ألا من يحاول متابعة الخيط الذي يجمع الأمريكيين والبعثيين والسعوديين في هذه اللعبة الدنيئة؟
لقد لاحظنا في الانتخابات السابقة كيف عملت نفس هذه القنوات على شن حملة التسقيط للمجلس الأعلى بالشكل الذي لم يدعو وازرة من اوزارهم وأوزار غيرهم إلا وألقوها عليه، ورغم ذلك كان المجلس الأعلى أقوى من كل كيدهم، فمالذي يبرزه هذا الأمر؟
وعلى ماذا يدلنا؟
من نفذ عملية كشف الجريمة واعتقال المجرمين وأرجع المال المسروق هو المجلس الأعلى تحديداً.
ومن قتل في العملية الخسيسة بعضهم من انصار المجلس الأعلى، والبقية من قاعدته الجماهيرية حتماً.
ومع ذلك بقي المتهم المدان والمرجوم والملاحق في القنوات البعثية والأمريكية والسعودية هو المجلس الأعلى!
أنا أترك المجال للقراء الكرام ان يحللوا ويتساءلوا لماذا هذا الاصطفاف؟ وليلاحقوا الأجوبة بأنفسهم.
ولكن أهمس بأذن بعض السذج والمغفلين الذين ركضوا وراء هذه القنوات وصدقوا ما قالوا وليدنا فيض كبير من العوام من تغرره مثل هذه الأحداث: هل يمكن عدّ نوح (عليه السلام) في نفس مصاف ابنه العاصي؟ أم نجعله في مصاف امرأته التي خانته؟
هل يمكن أن ندع تفكيرنا ينساق لنحكم على لوط (عليه السلام) بالخيانة لأن امرأته خانته؟
هل يمكن ان ندع السذاجة تاخذنا لنجعل الرسول الأعظم (ص) في نفس مقام عمه ابي لهب الملعون في القرآن؟ لأن أبا لهب عم للنبي الأكرم (ص).
هل يمكن أن نتجرأ لنقول بان حكم جعفر الكذاب عم الإمام المنتظر وأخو افمام العسكري وابن الإمام الهادي (عليهم السلام) هو نفس حكم عائلته؟
مالكم كيف تحكمون؟!!
أبعد كل اكاذيب البعثيين وتفجيراتهم وجرائمهم تصدقونهم؟!!
أم بعد كل تضحيات بدر والمجلس الأعلى بأرواحهم وأنفسهم وعوائلهم تشكون بهم؟!!
كل الشرف للمجلس الأعلى ان يعمل البعثيون والامريكيون على محاولة اسقاطه وتشويه سمعته!
وهو وسام عز وفخر ان يتصدى هؤلاء للنيل من السمعة المطرزة بدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين وصلابة المؤمنين.
ووالله لا يؤلمني أن يتم الكذب والافتراء على أحد من الإسلاميين بقدر ما يؤلمني ويقض مضاجعي من يصدق بعثياً!
محسن علي الجابري
النجف الأشرف ـ ثلمة العمارة
https://telegram.me/buratha