بالرغم من انه لا زال من المبكر اجراء تقييم لطبيعة الاستهداف الايراني لقاعدتي التجسس والعدوان الامريكيتين، غير ان قراءة سريعة واولية تبدو لي ان طبيعة الضربة الايرانية ضد الامريكان تعتبر ضربة معنوية وتاسيسية وتقييمية في وقت واحد.
فهي معنوية كونها استهدفت القاعدتين التي اشتركت في عملية اغتيال الشهيدين السعيدين المجاهدين سليماني والمهندس رضوان الله عليهما، وفي نفس الوقت الذي كان العدو الامريكي قد استهدف به الشهيدين البارين السعيدين، كما وان من الواضح ان الضربة الايرانية تستهدف ايضا اثبات الندية امام العدوان الامريكي.
ولهذا اعتقد ان ضربة ثالثة قد تتلقاها قاعدة امريكية في الخليج كان لها اشتراكها في عملية الغدر بالقائدين الشهيدين.
وهي تاسيسية لان القاعدتين فيها ادق انظمة الرصد والاستماع والتجسس والتوجيه المتقدم بالنسبة للامريكيين ولا يمكن لاي عمليات عسكرية ان تشرع من دون تخطي هذه الاجهزة.
كما ان الاستهداف الذي حصل يمكن اعتباره تقييمياً اوليا ونظاما للتجربة لاختبار ردود الفعل العسكرية للامريكان في حال استهدافهم، والقدر المتيقن ان الايرانيين قد نجحوا في مضمار المفاجأة فعلى الرغم من ان هاتين القاعدتين كانتا على اشد درجات الانذار والترقب، الا ان اجهزة الرصد لم تفلح في اطلاق الانذار القتالي، وكل المشاهدات الميدانية تكشف ان اي نظام للانذار لم يعمل قبل الضربة وفي اثناء تنفيذها.
وقد نجحوا ايضا في اختراق المنظومة الدفاعية اذ لم تفلح اية اجراءات دفاعية للتصدي الى صاروخي قيام وذو الفقار التي استخدمت في الهجوم.
لا شك ان هذه الموجة من الصواريخ هي دفعة اولية وما سيعقبها قد يكون أشد دلالة من الناحية العسكرية والامنية.
https://telegram.me/buratha