تعلمنا بأن حدثا ما في غالبية الدول إن كان له أثر على شعب تلك الدولة يعمد المسؤول عن حيز هذا الأثر إلى الاستقالة، طائرة تسقط في دولة ما يستقيل مدير عام الطيران، وهو وإن لم يكن الطيار او المسؤول الفني الذي تسبب بسقوط الطيارة ولكنه يتحمل مسؤوليته الأخلاقية تجاه النظام بشكل عام.
حدث كحدث تفجير المرقدين العسكريين (عليهما السلام) كنت اراقب هل سيعتلي أحد المسؤولين شرف احترامه للمسؤولية الأخلاقية ويقدم اعتذاره للشعب ويستقيل!!
لا أحد على الاطلاق ممن له مساس مباشر مع الحدث قام بما يمكن لنا ان نطمئن بان المناصب وسيلة لدى هؤلاء وليست هي الهدف.
على الأقل هناك اكثر من دائرة في وزارة الداخلية لها مسؤولية أساسية بما جرى قيادة الشرطة الوطنية ومديرية الاستخبارات ومديرية الشؤون الداخلية والمفتش العام، لهم جميعا تماس مباشر وفعلي بالذي جرى، صحيح أن القوة التي كانت مكلفة بحماية العتبة العسكرية المشرفة هي التي اشتركت بعملية التفخيخ للمنارتين ولكن كونها تابعة للشرطة الوطنية تجعل قيادة الشرطة الوطنية امام مسؤولية أخلاقية حقيقية امام هذا المأزق.
اكثر من مسؤول في الدولة يتحدثون عن انهم أبلغوا وزارة الداخلية بوجود مخطط للتفجير فلجنة الدفاع والأمن برئيسها العامري واحد اعضائها عبد الكريم السامرائي تحدثوا عن انهم قدموا تقارير في الشهر الثالث إلى الداخلية تتحدث عن وجود هذا المخطط، الشيخ الصغير تحدث عن معلومات في هذا المجال قبل هذا الوقت، اكثر من معتمد للسيد السيستاني تحدثوا عن هذا المخطط منذ فترة ليست بالقليلة والوعود كانت تطلق للجميع ولكن الأثر كان معدوما تماما وهذا ما يحمل مديرية الاستخبارات في الداخلية مسؤولية حقيقية في هذا المجال، وقد علمنا أن رئاسة الوزراء اكدت اكثر من مرة على الكتب المرسلة لوزارة الداخلية من قبل هؤلاء المسؤولين ولكن لا عين ولا أثر.
بالأمس تحدث سماحة الشيخ الصغير في خطبة الجمعة عن مجرم في الشرطة الوطنية كان يعيث فسادا في حي العامل وهو الذي تم تسليمه مسؤولية حماية المرقد!!! ولعله عنى العميد دريد علي العزاوي الذي اعتقله الأمريكيون قبل يومين، وسماحته يقول إنه شكى كثيرا من وجوده ومن ارتباطاته المشبوهة بالارهابيين، فكانت المكافأة له ان تم نقله إلى سامراء.
المفتش العام الذي عهد إليه الحق العام بمتابعة مثل هذه الأمور لم يكن عالما بشيء!!.
ولا أدري إن كان وزير الداخلية قد بلغه شيئاً من أعمال إدارته!!
الوقف الشيعي الذي يتحمل مسؤولية تاريخية في مجال حفظ المراقد والذي سلم الوقف السني مهمة ومسؤولية الحرم العسكري وقف ساكنا وصامتا لا يتحرك إلا بلسان التنديد والاستنكار الاكثر عجزا.
والوقف السني الذي قبل تحمل المسؤولية ورئيسه من سامراء نفسها ويدعي انه ينتسب للإمام الهادي ع وقف موقف الصمت المطبق.
يا إخواننا نعرف إن الظرف صعب جداً، ولكن كرامتنا تهان ومقدساتنا تدنس، وانتم تمارسون أعمالكم وكان شيئا لم يحدث، ما حدث هو زلزال هائل، ولئن صح لأمريكا ان تسمي ما حصل في سبتمبر زلزالا فنحن نقر جميعا بأن تفجير العسكريين هو الزلزال الأعظم، فأين ردة الفعل التي تلمس منها كرامة المسؤول العراقي.
اتقوا الله فينا وفي مقدساتنا ولنعلّم التاريخ ان ثمة شرطيا او كاتبا صغيرا او فراشا حتى في الدوائر المسؤولة المعنية بمحيط الجريمة قد قدّم استقالته احتراماً لنفسه قبل أن يحترم الشعب والتاريخ.
نقطة نظام نضعها أمام السيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء والنواب المحترمون بالله عليكم حاسبوا من قصّر وليكن في محاسبتكم النظر للعراق كل العراق فالعراق هو الذي تم استهدافه ولا كرامة لأحد إن لم يثأر للعراق.
هي شقشقة هدرت واعلم ان الشعب لن يقرها.
محسن علي الجابري _ النجف الأشرف ـ طرف العمارة سابقا
وكالة أنباء براثا (واب)
https://telegram.me/buratha