قناة الفرات تجري لقاءاً تلفزيونياً مع سماحة السيد الحكيم

أكد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الأسلامي العراقي وزعيم كتلة الأئتلاف العراقي الموحد على ضرورة أخراج العراق من البند السابع لميثاق الأمم المتحدة ( الوصاية الدولية ) معتبراً توقيع معاهدة بين الحكومة العراقية والأمريكية مقدمة لهذا الخروج .

جاء ذلك خلال المقابلة التلفزيونية التي أجرتها قناة الفرات الفضائية الخميس 20/12/2007 مع سماحة السيد الحكيم في مكتبه الخاص ببغداد ... وفيما يلي نص المقابلة :-

الفرات / بعد العودة الميمونة لسماحتكم ، هل وجدتم فوارق أو خلل في توازن العملية السياسية أم أن الأمور سارت بالشكل الذي كنتم ترونه وتقرؤونه ؟سماحة السيد الحكيم / أشكركم على إتاحة هذه الفرصة للمشاهدين الأعزاء وأبارك لكم وللمرجعيات الدينية هذا العيد المبارك وان يعيده على العراقيين بقبول الطاعات والأعمال وأشكركم على الدعاء لي وعلى السؤال الذي كان عني طيلة فترة العلاج . كنت أتابع الأمور وكما هو معلوم أولاً بأول وبشكل تفصيلي مع الأخوة في المجلس الأعلى ، ومع فخامة الرئيس و السيد رئيس الوزراء ، وقد لاحظت حصول بعض التأخر في بعض الجوانب وحصول شيء من التقدم في جوانب أخرى ، وهناك فسحه واسعة للملمة المسائل وأرجاع الأمور الى حالة أفضل من السابق .

الفرات / نحن الآن في نهاية 2007 وبداية 2008 وهو العام الخامس للعملية السياسية والعام الثالث للحكومة العراقية وفي ضوء هذه الأرقام الزمنية هل تعتقدون ان العام 2008 سيحقق تقدماً كبيراً في المشهد العراقي عموماً أم هو عام تكميلي كما سبق ؟سماحة السيد الحكيم / بعد ان حصل تقدم في الجانب الأمني ، كما أن هناك عمل من اجل التقدم السريع في الجانب السياسي وكذلك في المشاريع ، أما في مجال الاعمار فان ميزانية هذا العام أفضل من ميزانية العام السابق ونأمل ان يكون هناك تفعيل في قانون الاعمار والاستثمار ونأمل ان تكون هناك انتخابات مجالس المحافظات في العام المقبل والتي ستدفع العملية السياسية الى الأمام .

الفرات / في ضوء الزيارات الأخيرة لبعض محافظات الوسط والجنوب وتشخيص سماحتكم لمواطن الضعف والخلل في الجانب الخدمي او الأمني ، هل سيكون عام 2008مهيئ لاستقبال شركات أعمار وبالتالي القضاء على البطالة أو الحد منها ؟سماحة السيد الحكيم / الدستور تكفل حل هذه المسالة حين أعطى مساحة واسعة في معالجة المشاكل من خلال نظام الفيدرالية والأقاليم ، حيث أن المركزية هي التي أخرتنا ، وقيل ان حوالي 83 % من الميزانية لم تصرف وبالتالي فان الأموال يجب ان تكون بيد المحافظات للعمل و التقدم الى الأمام .

الفرات / هناك قضايا على مستوى من الأهمية كالمادة 140 ومشروع الأقاليم قد تأخر أقرارها ، بحسب اطلاعكم المباشر ، هل أن التأخر في هذه المواضيع سياسي ام ان هناك خلافات مع نوع آخر ؟سماحة السيد الحكيم / قسم منها يعزى الى الخلافات السياسية والقسم الآخر لأسباب أخرى ، بالنسبة للمادة 140 فقد قامت الحكومة بتشكيل لجنة مختصه لتطبيق بنود هذه المادة ، أما القوانين الأخرى فسوف يتم حسمها ، وان من بين أسباب التأخير هو القضية الأمنية .

الفرات / هل يبدو مقنعاً ان الحكومة العراقية بنهاية 2008 ستكون مستعدة لتولي الملف الأمني بحسب الواقع ومعطياته ، أم ان المسالة تحتاج الى مزيد من الوقت ؟سماحة السيد الحكيم / هذا الموضوع المسؤول عن الاجابة عليه بشكل دقيق هو الحكومة ، ولكن نرى أن هناك تقدماً كبيراً في هذا المجال كما حصل في البصرة بتسلم الملف الأمني من قبل القوات العراقية ، و نحن نعتقد انه اذا تم التجهيز الصحيح لوزارتي الدفاع والداخلية واعطاء صلاحيات واسعة فستكون قادرة على تحمل المسؤوليات الأمنية في البلاد .

الفرات / هل هناك موقف معين لسماحتكم إزاء وثيقة المبادئ أو ما سمّيت حسن النوايا بين الحكومة العراقية والأمريكية ، كيف تقرؤون ذلك ، علماً أن زيارتكم الاخيرة الى واشنطن سمّيت بزيارة السيادة والاستقلال ؟سماحة السيد الحكيم / بالنسبة للمباديء فهي بالدرجة الأساس لمصلحة العراق و كان هناك اتفاق كامل على أهميتها الكبرى ، علينا أولاً أن نتحمل المسؤولية الأمنية ويكون العراقيون هم المسؤولين ، ثانياً ان نستغني عن القوات المحتلة ، والثالث يجب إخراج العراق من الوصايا الدولية ، وهذا امر كبير ربما لايلتفت له حتى بعض السياسيين ، وعلينا ان نتحرك من اجل تحقيق هذه الأهداف المهمة ونحن لانستطيع ان نخرج من البند السابع اذا لم تكن هناك معاهدة بيننا وبين الولايات المتحدة وعليه يجب ان يكون لهذه المعاهدة بنود ، وبدون هذه الوثيقة أو المعاهدة لا يمكن حفظ حقوق المواطن العراقي .

الفرات / هناك حفاوه في استقبالكم في واشنطن من قبل مسؤولي الإدارة الأمريكية ، ما حملتموه وما جلبتموه من زيارتكم هل اثر على حقيقة السيادة والاستقلال ؟سماحة السيد الحكيم / في مسالة المعاهدة والخروج من البند السابع ، نحن في المجلس الأعلى طرحنا هذا الموضوع عام 2003 في زمن مجلس الحكم ، أما على مستوى السفر لواشنطن ، فأن سفر هذه السنة مكمل لسفر السنة السابقة ، مشكلة القوات المتعددة الجنسية أنها لا تسمح للقوات العراقية بالتحرك الكامل من اجل متابعة الأهداف المرسومة لها ، وعندما ذهبنا في العام الماضي طرحنا هذا الموضوع وطرحنا أمرا آخر وهو الاعتماد على العشائر واللجان الشعبية والمناطقية ودخولهم في الجيش والشرطة ، وبعد مداولة الأمر لعدة ساعات حصلت الموافقة عليه وتم اعتمادها كاستراتيجية للولايات المتحدة في مكافحة الأرهاب في العراق وهو الأمر الذي شكّل نقلة نوعية في الأداء الأمني وفقاً للتطور الكبير في هذه المحادثات .

الفرات / هناك من يعتقد ان ماشهده العراق من مجالس صحوة هو وجه آخر من اللجان الشعبية او المناطقية التي اكدتم عليها ، هل تعتقد ذلك وهل انتم مواقفون عنها بشكل كامل ؟سماحة السيد الحكيم / نحن دعونا في استتباب الأمن الى الاعتماد على اللجان المناطقية والشعبية وما حصل هو نتيجة لتلك الفكرة التي طرحناها قبل سنتين ، ولأجل تحقيق تحسن الأوضاع الأمنية يجب ان يكون هناك تحرك على دول الجوار ، بالأضافة الى دعم أجهزة الشرطة والجيش بكل مستلزمات الدفاع والأمن من الأسلحة والتدريب وغيرها ، وقد تم اعتماد هذه الستراتيجية من قبل الحكومة العراقية وهذا التحرك ادى الى تقدم وتحسن الوضع الأمني على الساحة العراقية ، أما على مستوى تشكيل الصحوات فقد حصلت بعض الأخطاء حيث قامت القوات المتعددة بتسليح بعض مجالس العشائر من دون علم الحكومة .

الفرات / هل لنا ان نستزيد من سماحتكم أكثر حول زيارتكم للولايات المتحدة ؟سماحة السيد الحكيم / ما تم من خلال الزيارة الأخيرة لواشنطن هو أنه خلق انطباعاً حقيقياً على التحسن الأمني الذي يشهده العراق ، وما أردناه هو ضرورة تعاون المؤسسة الأمنية مع الناس ضمن الشروط المذكورة ، كما تم بحث قضية تجهيز القوات الأمنية من الأسلحة التي تحتاجها في التصدي للأرهاب والمجرمين ، كما كان قرار تمديد بقاء القوات الأمريكية في العراق لآخر مرة ، وعلى الحكومة العراقية ان تعمل من اجل تعبئة القوات الأمنية لغرض النهوض بمهامها في الدفاع عن العراق ، و لحد الآن نرى أن الأمور تسير بالأتجاه الصحيح ونحن نتطلع الى أمكانية تحقيق الأهداف السامية التي تهم أبناء شعبنا وفي مقدمتها اكتمال تحقق السيادة والأستقلال .

الفرات / هناك تحول كبير في المواقف العربية وخاصة السعودية ودور الإفتاء فيها ، كيف يقدر سماحتكم هذا التغيير ؟سماحة السيد الحكيم / هذا الشأن له ارتباط بالتحرك الذي حصل في العام الماضي ، حيث تم التحرك على الدول المحيطة بالعراق وبالتالي أدى الى حصول حالة من التقدم في موقفهم في دعم العراق واستقراره ، وكانت هناك مواقف جيدة من سوريا والسعودية التي وقفت ضد الفتاوى التكفيرية .

الفرات /هناك بعض الأطراف المستفيدة من تشنج العلاقة بين التيار الصدري وبعض المؤسسات العائدة للمجلس الأعلى الإسلامي كمؤسسة شهيد المحراب ومنظمة بدر ، و كيف سارت وثيقة العهد التي تم توقيعها بين المجلس الأعلى والتيار الصدري ؟

سماحة السيد الحكيم / حصل تقدم كبير له انعكاساته في الكثير من مناطق العراق ونحن عملنا بجد من اجل تفعيل هذا الاتفاق وقد شكلت لجان مشتركة تقوم بعمل دؤوب من اجل تطبيق هذا الاتفاق وحصول الأمن والاستقرار بين كل مكونات الشعب العراقي و كانت الاستجابة من التيار الصدري ايجابية ، وهناك مساعي كثيرة من قبل الأعداء من صداميين وتكفيريين الذين يسعون لإفساد هذا الاتفاق .

الفرات / هل تعتقد ان الحل السياسي يكفي لحل الأزمة بين تركيا وأقليم كردستان ؟

سماحة السيد الحكيم / الحل السياسي هو التوافق ، نحن لا نريد للعراق ان يكون مقراً وممراً للأعتداء على دول الجوار وهذا ما أقرّه الدستور ، الجهات الإرهابية تقوم بضرب تركيا ، هناك إرادات وقناعات مشتركة عند الكل ونحن نريد تجسيد هذه القناعات الى مواقف مشتركة وعملية ، هناك مشاورات والجميع بصدد تفعيلها لحلحلة الأزمة ، موقفنا واضح إزاء الأكراد فهم جزء لايتجزأ من العراق وكلنا عازمون على إيجاد صيغ توافقيه من الجانبين الكردي والتركي .

الفرات / العلاقات الإيرانية الأمريكية شهدت في الفترة الأخيرة فتوراً واضحاً من خلال التصريحات والاتهامات المتبادلة بين الطرفين ، كيف تقرؤون مباحثات الجولة الرابعة بخصوص الشأن العراقي ؟

سماحة السيد الحكيم / نحن نسعى ان تكون هذه المباحثات مفيدة ومتميزة وصريحة أكثر من المباحثات السابقة وان يتم تشخيص السلبيات الموجودة في الحوارات السابقة ، وان يكون هناك حوار انجح من السابق لمصلحة العراقيين .

الفرات / كيف يبدو مشهد الحقائب الوزارية المعلقه وحال الحكومة التي يقال انها ستتغير في 2008 ؟

سماحة السيد الحكيم / هناك الكثير من الأحاديث بيننا وبين الأخوة في التوافق والحزب الإسلامي العراقي والقائمة العراقية من اجل تكوين حكومة الوحدة الوطنية ، نحن نعمل على تحمل المسؤولية معاً للتقدم للامان قدر الإمكان .

الفرات / أ لا توجد نيّة لمراجعة وتقييم عمل الوزراء وأداءهم من قبل البرلمان والقوى السياسية ؟

سماحة السيد الحكيم / من الضروري أن تكون هناك حالة من المحاسبة تقوم بها الحكومة والبرلمان ، ومن المناسب أن تمثّل هذه المناصب مسؤولية ملقاة على عاتق شاغليها وعليهم أداءها بالشكل الذي يرضي الشعب .الفرات / هناك من يعتقد أن هناك حقوق منحت للبعثيين ، في نفس الوقت الذي غابت فيه حقوق أبناء الشهداء والسجناء السياسيين ، خصوصاً أنكم كنتم ولازلتم مشروع تضحية وتمثلون أسرة وطنية ، وأنتم كخط سياسي متجذّر عند العراقيين ، ما تعليقكم ؟ سماحة السيد الحكيم / انا غير راضي لما تحقق لهؤلاء الأخوة المضحين على مدى ثلاثة عقود من الزمن ، ونحن مع الأسف لم نحقق لهم ما يستحقونه خلال هذه السنوات التي مرت سوى تشكيل مؤسسة الشهداء والسجناء ، وسنعمل جاهدين على دعم هاتين المؤسستين لتقديم الخدمات المناسبة لهؤلاء المناضلين الأعزاء والأحبّة الذين شاركونا بالعمل وضحوا بالغالي والنفيس لأنقاذ العراق ، ومن هنا علينا السعي لحل مشاكلهم ونيلهم أستحقاقاتهم .