الدكتور فاضل حسن شريف
عن شبكة الإمام الرضا الالكترونية حول الامام الحسين عليه السلام في القرآن: عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبدالله يقول: لمّا أنزل الله عزّوجلّ على نبيّه: "يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمرِ منكم" (النساء 59) قلت: يا رسول الله، عرفنا الله ورسوله، فمَن أُولو الأمر الّذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ قال: هم خلفائي يا جابر، وأئمّة المسلمين بعدي، أوّلهم عليّ بن أبي طالبٍ، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليٍّ، المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر. فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّدٍ، ثمّ موسى بن جعفرٍ، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليٍّ، ثمّ عليّ بن محمّدٍ، ثمّ الحسن بن عليٍّ، ثمّ سميّي وكنيّي حجّة الله في أرضه وبقيّته في عباده، ابن الحسن بن عليٍّ، ذاك الّذي يفتح الله تعالى ذِكرُه على يديه مشارقَ الأرض ومغاربها، ذاك الّذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبةً لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان. قال: فقال جابر: يا رسول الله، فهل ينتفع الشيعة به في غيبته؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: إي والّذي بعثني بالنبّوة، إنّهم لينتفعون به و يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جلّلها السحاب. يا جابر. هذا مكنون سرّ الله ومخزون علمه فاكتمه إلاّ عن أهله. قال جابرٌ الأنصاريّ: فدخلت على عليّ بن الحسين عليه السّلام، فبينا أنا أُحدّثه إذ خرج محمّد بن عليٍّ الباقر من عند نسائه وعلى رأسه ذؤابةٌ وهو غلامٌ، فلمّا أبصرته ارتعدت فرائصي وقامت كلّ شعرةٍ على بدني ونظرت إليه وقلت: يا غلام، أقبِل. فأقبَل ثمّ قلت: أدبِر. فأدبَر، فقلت: شمائل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وربّ الكعبة. ثمّ دنوت منه وقلت: ما اسمك يا غلام؟ قال: محمّد، قلت: ابن من؟ قال: ابن عليّ بن الحسين، قلت: يا بنيّ، فداك نفسي فأنت إذاً الباقر؟ فقال: نعم، فأبلِغْني ما حمّلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقلت: يا مولاي إنّ رسول الله بشّرني بالبقاء إلى أن ألقاك فقال لي: إذا لقيته فاقرأه منّي السّلام، فرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقرأ عليك السّلام. قال أبو جعفر عليه السّلام: يا جابر. وعلى رسول الله السّلام ما قامت السماوات والأرض، وعليك يا جابر كما بلّغت السلام. عن أبان انّه دخل على أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: فسألته عن قول الله: "يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم" (النساء 59) فقال: ذلك عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه. ثمّ سكت فلمّا طال سكوته قلت: ثمّ مَن؟ قال: ثمّ الحسن عليه السّلام. ثمّ سكت فلمّا طال سكوته قلت: ثمّ من؟ قال: الحسين، قلت: ثمّ من؟ قال: ثمّ عليّ بن الحسين. وسكت فلم يزل يسكت عن كلّ واحدٍ حتّى أُعيد المسألة فيقول، حتّى سمّاهم إلى آخرهم.
عن موسى بن عقبة أنه قال: لقد قيل لمعاوية إن الناس قد رموا أبصارهم إلى الحسين سلام الله عليه فلو قد أمرته يصعد المنبر فيخطب فإن فيه حصرا وفي لسانه كلالة، فقال لهم معاوية: قد ظننا ذلك بالحسن فلم يزل حتى عظم في أعين الناس وفضحنا، فلم يزالوا به حتى قال للحسين سلام الله عليه يا أبا عبدالله لو صعدت المنبر فخطبت. فصعد الحسين سلام الله عليه المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي صلى الله عليه وآله فسمع رجلا يقول: من هذا الذي يخطب؟ فقال الحسين سلام الله عليه: نحن حزب الله الغالبون وعترة رسول الله الأقربون وأهل بيته الطيبون وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ثاني كتاب الله تبارك وتعالى الذي فيه تفصيل كل شيء لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ والمعوَّل علينا في تفسيره ولا يبطئنا تأويله بل نتبع حقائقه. فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله عزوجل: "أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ والرَّسُولِ" (النساء 59) وقال: "وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ولَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا" (النساء 83). وأحذرَّكم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم فإِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم: "لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وقال إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ" (الأنفال 48).
جاء في أصول النظام الديمقراطي والشورى: ويمكننا أيضا بالعودة إلى نصوص القرآن أن نتبين حقيقة أن لا فصل بين الدين والحكم في الإسلام. كما يبين القرآن الكريم أنه عند النزاع في قضية ما وصعوبة الإتفاق بشأنها حول حكم معين فإن على المؤمنين في هذه الحالة أن يردوا ذلك إلى ما أنزل الله وما جاء في سنة رسول الله لقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول " (النساء 59). هذا بالإضافة إلى أن طبيعة الدين الإسلامي في حد ذاتها تفرض عدم الفصل بينه وبين شؤون الحكم لأن الإسلام جاء منظما لجميع نواحي الحياة، إذ لم يكن مهتما بتنظيم علاقة العبد بخالقه وحسب، بل نظم أيضا شؤون الحكم، والدولة ضرورة من ضرورات الدين، فلا يقام الدين بغير الدولة ولا تصلح الدولة بغير الدين، ولهذا أسس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الدولة لما قدم المدينة. كما أصبح للفقه الإسلامي تخصص يسمى بفقه السياسة الشرعية الذي يعنى أساسا باستنباط الأحكام الشرعية في مجال تنظيم الحكم، على غرار الفقه في بقية المجالات.
عن شبكة رافد للسيد علي الحائري: الإسلام دين شامل لكلّ جوانب الحياة وله موقف ورأي في كلّ الشؤون التي تمسّ الإنسان ومنها الشأن العامّ والشأن السياسي، ومن الطبيعي جدّاً بالنسبة إلى كلّ مسلمٍ أن يحتكم إلى الشارع في كلّ شؤونه، ويدعو أيضاً إلى الاحتكام إليه في كلّ الشؤون، وليس هذا شيئاً قد ظهر في الآونة الأخيرة كما توهّم السائل بل الإسلام يمتاز بالشموليّة. قال تعالى "أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ" (النساء 59).
جاء في كتاب اضواء على ثورة الحسين لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: فان هؤلاء غير المتدينين بالأسلام، والمشار إليهم في الدليل يمكن تقسيمهم إلى عدة أقسام في حدود ما ينفعنا في المقام. القسم الأول: أن يكون الفرد دنيوياً، ولكنه موافق لنا في المذهب فلا يحتاج إلا إلى تفهيمه بحقيقة عقيدته وصفات قادته في صدر الإسلام. القسم الثاني: أن يكون الفرد دنيوياً، ولكنه يتخذ أي مذهب آخر من مذاهب الإسلام الرئيسية. فيتم تفهيمه بالحقيقة عن طريق عرض التواريخ الواردة إلينا من جميع علماء وقادة الأسلام الأوائل. من حيث أن كل المذاهب تعتقد بالضرورة لقادتها كرامات ومعجزات وتأييدات الهية ونحو ذلك. مما يكاد أن يكون بالغاً حد التواتر، فالأمر ليس خاصاً بمذهب دون مذهب، بل هو أمر متفق عليه بين سائر المذاهب. فحيث أن كل المذاهب تعتقد به، فلا ضير على أي مذهب أن يعتقد به. القسم الثالث: أن يكون الفرد دنيوياً، ولكنه يعتنق ديناً آخر غير الأسلام، وأهمّه النصرانية واليهودّية. فمثل ذلك يتم تفهيمه بالحقيقة عن طريق عرض التواريخ الواردة في دينه نفسه عن قادته الأوائل من حيث أن دينه قائم على ذلك بل كل الأديان قائمة عليه، وهو أمر متسالم بينها، على أن جميع الأنبياء والأولياء وإضرابهم أصحاب معجزات وكرامات وآلهامات وتسديدات، فلا ضير على أي شخص اذا اعتقد ذلك في قادة دينه. وهذه التوراة وهذا الأنجيل الموجودان طافحان بذلك في عشرات بل مئات المواضع منها. كما هو واضح لمن يراجعها. والنسخ منها متوفرة في كل العالم بلغات عديدة والرجوع إليها سهل. مما يوفر علينا مهمة الأستشهاد السريع على ذلك بل الأمر يتعدى النصرانية واليهودية إلى غيرها من الأديان كالبوذية وآلهندوسية والسيك وغيرهم، فإنهم جميعاً يؤمنون لقادتهم بشكل وآخر حياة مليئة بالكرامات والتسديدات، ومن ثمّ فهم ليسوا من قبيل البشر الاعتياديين على أي حال. القسم الرابع: أن يكون الفرد دنيوياً، ولكنه ملحد لا يعتقد أي دين. فمثل هذا الفرد أو هذا المستوى لا يمكن البدء معه بالتفاصيل، بل لا بد من البدء معه بالبرهان على أصل العقيدة لنصل معه بالتدريج إلى التفاصيل. وإذا تم كل ذلك، لم يبق دليل على إمكان التنزّل عن الأعتقاد بالعصمة لقادتنا المعصومين عليهم السلام، وكذلك ثبوت التأييد والتسديد الإلهي لهم. كما ثبت وجوده بالدليل، وليس هنا محل تفصيله. اذن، مقتضى الأدب الإسلامي الواجب أمامهم هو التسليم لأقوالهم وأفعالهم بالحكمة. وانها مطابقة للصواب والحكمة الإلهية. والتوقيع لهم على ورقة بيضاء كما يعبرون ليكتبوا فيها ما يشاؤون. وهذا من مداليل وجوب التسليم المأمور به في الآية الكريمة. وهو قوله تعالى: "إن الله وملائكته يصلُون على النَبيِ يآ أيّها الّذين آمنوا صلُوا عليه وسلّموا تسليماً" (الأحزاب 56). وإذا ثبت لنا بنص القرآن الكريم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه "ليس لك من الأمر شيء" (ال عمران 128) وأن "الأمر كلّه لله" (ال عمران 154) مع أنه خير الخلق وأفضلهم وأولاهم بالولاية. وقد نص القرآن الكريم على الأطراء عليه ووصفه بأوصاف عالية جداً، فهي في العديد من أياته، كقوله: "وإنَك لعلى خلق عظيم" (القلم 4) وقوله "وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى" (النجم 3) وقوله: "سيؤتينا الله من فضله ورسوله" (التوبة 59) وقوله "مطاع ثم أمين" (التكوير 21) وقوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) (النساء 59) وقوله "محمد رسول الله" (الفتح 29) إلى غير ذلك. فمن تكون له هذه المزايا العظيمة وغيرها مما نعرف أو لا نعرف، يستحق حسب فهمنا أن يكون الأمر بيده. ومع ذلك فان الله سبحانه ينص على نفي ذلك: "ليس لك من الأمر شيء" (ال عمران 128) واذا كان خير الخلق كذلك فغيره أولى بذلك.
في دعاء كميل لأمير المؤمنين عليه السلام عن طاعة الله (وعلى جوارح سعت الى أوطان تعبدك طائعة)
جاء في موقع الحكيم عن ظواهر مذهبية للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: نرى كثيراً من شيعة أهل البيت أعزهم الله عندما يكتبون كتابة أو لوحة فيها اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسم الإمام علي عليه السلام فإنهم يكملون ذلك بكتابة لفظ الجلالة، حتى باتت هذه الظاهرة تشكل ثالوثاً شيعياً محل طعن الآخرين، فنرجو من سماحتكم أن توضحوا لنا هل أن ذلك يشكل توهيناً للباري عزَّ وجل لأنه لا يقرن بأي مخلوق مهما كانت درجته أم ماذا؟ الجواب: ليست في الكتابة المذكورة توهين للذات المقدسة، لأن الكتابة المذكورة عبارة عن الانتماء لله، وإكمال هذا الانتماء بذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، وكما لا يكون الاقتصار على ذكر الله تعالى والنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الآخرين يشكل ثنوياً مقدساً كثنوية المجوس، فإلحاق أمير المؤمنين عليه السلام بهما لا يشكل ثالوثاً مقدساً كثالوث النصارى. ولا توهين على الباري عزَّ وجل في إلحاق عبديه المقربين عنده عند ذكره تكريماً لمن كرمه هو عزَّ اسمه، ولذا تكرر في القرآن المجيد الأمر بإطاعة الله تعالى ورسوله في سياق واحد والمدح لمن يطيعهما. كما أمر الله سبحانه وتعالى بإطاعته هو ورسوله وأولي الأمر في سياق واحد فقال: "أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ" (النساء 59).
https://telegram.me/buratha