رمضان أقبل يا أولي الألباب///// فاستقبلوه بعد طول غياب
عام مضى من عمرنا في غفلة// فتنبهوا فالعمر ظلّ سحاب
وتهيؤوا لتصبّر ومشقةّ ///فأجور من صبروا بغير حساب
الله يجزي الصائمين لأنّهم //من أجله سخروا بكل صعاب
لا يدخل الريّان إلا صائم //// أكرم بباب الصوم في الأبواب
ووقاهم المولى بحرّ نهارهم //ريح السموم وشرّ كل عذاب
هذا جزاء الصائمين لربهم ////سعدوا بخير كرامة وجناب
ما صام من لم يرع حقّ مجاور// وأخوّة وقرابة وصحاب
ما صام من أكل اللحوم بِغيبة// أو قال شرا أو سعى لخراب
الهِي وَقَفَ السَّائِلُونَ بِبابِكَ، وَلاذَ الفُقَراءُ بِجَنابِكَ وَوَقَفَتْ سَفِينَةُ المَساكِينِ عَلى ساحِلِ بَحْرِ جُودِكَ وَكَرَمِكَ يَرْجُونَ الجَوازَ إِلى ساحَةِ رَحْمَتِكَ وَنِعْمَتِكَ. إِلهِي إِنْ كُنْتَ لاتَرْحَمُ فِي هذا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ إِلاّ مَنْ أَخْلَصَ لَكَ فِي صِيامِهِ وَقِيامِهِ فَمَنْ لِلْمُذْنِبِ المُقَصِّرِ إِذا غَرِقَ فِي بَحْرِ ذُنُوبِهِ وَآثامِهِ؟ إِلهِي إِنْ كُنْتَ لاتَرْحَمُ إِلاّ المُطِيعِينَ فَمَنْ لِلْعاصِينَ؟
هذا نص من دعاء الافتتاح المشهور الذي يقرأ كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك. فما هي اشهر الادعية عند الشيعة..؟ الجواب هناك ادعية لا يمكن حصرها عند الشيعة ورثوها من الائمة المعصومين{ع} حسب ايام السنة لجميع المناسبات الدينية.. ومن اشهرها دعاء كميل المنسوب للإمام علي{ع} ودعاء الافتتاح المنسوب للإمام المهدي{عج} الذي يقرأه الشيعة في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد الافطار.. فما هي قصة هذا الدعاء..؟ وما هو دعاء كميل ؟...دُعاء كُميل من الأدعية المشهورة لدى أتباع مدرسة أهل البيت(ع)، يحرصون على قراءته في كل ليلة جمعة ، وفي ليلة النصف من شعبان ، تبعاً للروايات الواردة في فضله و أثره البالغ في تربية النفس ،لما يحتويه من المعاني الرفيعة ، لانه كنزٌ من الكنوز الثمينة جداً فهو يزخر بالدروس العقائدية و التربوية ، و يعطي الإنسان المؤمن روح العبودية والتوجه إلى الله عَزَّ و جَلَّ .
دعاء كميل اساسا هو دُعاء الخضر(ع) عَلَّمه الامام علي بن أبي طالب(ع) . قال العلامة المجلسي عن دعاء كميل : انّه أفضل الأدعية و هو دُعاء الخضر{ع} وقد علّمه أمير المؤمنين (ع) لكميل، وهو من خواصّ أصحابه .قال الشيخ القُمِّيُ : عن هذا الدعاء : انه من الدَّعوات المعروفة ، و يُدعى به في ليلة النّصف مِن شعبان ، و ليلة الجمعة..
اما سبب نسبة الدعاء لكميل: قال كميلُ بن زياد : كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين{ع}في مسجد البصرة" المسمى الان الخطوة" ومعه جماعة من أصحابه .فقال احدهم :ما معنى قول الله تعالى ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ فقال الامام{ع} يعني: " ليلة النصف من شعبان ،ثم قال: والذي نفس علي بيده إنه ما من عبد إلا وجميع ما يجري عليه من خير و شر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة ، وما من عبد يحييها و يدعو بدعاء الخضر(ع)إلا أجيب له "فلما انصرف طرقته ليلاً .فقال (ع)" ما جاء بك يا كميل " قلت : يا أمير المؤمنين دعاء الخضر .فقال : " اجلس يا كميل ، إذا حفظت هذا الدعاء فادعُ به كل ليلة جمعة ، أو في الشهر مرة ، أو في السنة مرة ، أو في عمرك مرة ، [تُكْفَ وَ تُنْصَر وَ تُرْزَق]، وَ لَنْ تُعْدَم المغفرة .ثم شرفه باعظم وسام قال يا كميل : أوجَبَ لك طولُ الصحبة معنا أن نَجُودَ لكَ بما سألت "
**اما دعاء الافتتاح، فهو من أدعية شهر رمضان المبارك ،الذي يُدعى به كلّ ليلة من هذا الشّهر. يحتوي الدعاء على مضامين أخلاقية وعقائدية تُهمّ الداعي الى الله، يمكن ان نستخلص منه بعض المفاهيم العقائدية ،من اهمها يتضمن {الصلاة على النبي محمد وأهل بيته فرداً فرداً]. ويشير المقطع الأخير من الدعاء إلى رغبة المؤمنين إلى دولة إسلامية في ظل ظهور الإمام المهدي(عج)، [وذكر أهدافها وواجب الشيعة تجاهها].روى هذا الدعاء محمد بن عثمان العمري أحد نواب الإمام الحجة (عج).اذن دعاء الافتتاح منسوب للإمام المنتظر[عج].
يقول: ألسكوني :سألت محمد بن عثمان البغدادي ان يخرج إلي ادعيه شهر رمضان التي يدعو بها فاخرج إلي دعاء فنسخت منه نصوصا منها: دعاء الافتتاح....أذن الدعاء منسوب الى عثمان بن سعيد العمري. احد نواب المهدي(عج)وتوارثه الشيعة كونه صادراً من الامام المهدي {عج}
***وجة التسمية: بما أن هذا الدعاء يبدأ بالثناء والحمد لله بنص يقول "اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ" فسمي بـ "الافتتاح.!! وقد حفل الدعاء بمباديْ ايمانية راقية ويعلمنا سلوك ومنهج ان نخاطب الله ونطلب منه وهذا الدعاء بمجملة صورة واضحة لتربية الانسان . وفي دعاء الافتتاح مضامين إيمانية عقائدية مهمة يرسمها الإمام المهدي {عج}بصورة تتفق مع منهجية القرآن الكريم في تربية الإنسان المسلم المؤمن لانها في حالة تنقل العقل والقلب وتربطه بالله تعالى . حيث يرى الانسان نفسه في عالم لا حول ولا قوة الا بالله { وهذه تمثل ضرورة معنوية وإيمانية تشد الإنسان الى عالم الغيب. وفي أول فقرة يبتدئ بها الإمام{ع} يعطينا درسا أخلاقياً ان نتعلم كيف نخاطب الله ونحمده ونشكره على جميل ما أعطى من نعمه الوافرة وأهمها نعمة الوجود، وإظهار الفقر والفاقة والذل أمام قدرة الله تعالى: «اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ، وَاَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَّنِكَ».
وحين يشعر الانسان بذل وصغر حجمه امام هذا الخلق العظيم تتعلق روحه برب السماء فيقول:«اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الإِصْباحِ، دَيّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ»...
***حالات الذل والانكسار والطلب من الله.. نرجع الى القران ونتعلم من هذا الدعاء ومن القران كيف نتصل بالله في حالة يسمعنا فيها ويجيب دعاءنا مع صدق الشعور بالذل والانقياد . التضرع إلى الله -عز وجل- والتذلل له سبحانه ينبغي أن يكون بقلب حاضر يملؤه الشعور بالضعف والتذلل إلى الخالق، وإدراك أنه بيده وحده سبحانه رفع البلاء وتفريج الكرب وكشف الغمة، فباستشعار هذه المعاني يدرك المسلم معنى الربوبية وتتحقق فيه حالة العبودية بالتسليم والخضوع التام لله. ومن مراتب الذل والعبودية اننا نتشهد بان نبينا محمد{ص} عبد الله ورسوله .. يقول امير المؤمنين في احدى مناجاته .. الهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا رغبةً في ثوابك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك". إذا تعرف الإنسان على ربه وعرف شيئا من عظمته ورحمته فإن هذه المعرفة تدفعه لعبادة الله وتجعله مقبلا عليها. وبالنسبة للذين لا يعبدون الله إما لأنهم يجهلون الله خالقهم أو لأنهم غافلون عن عظمته . (" تخير قرينا من فعالك إنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يفعل ***ولا بد بعد الموت من ان تعده ** ليوم ينادى له المرئ فيقبل فان كنت مشغولا بشئ فلا تكن * بغير الذى ترضى الله به تشغل// فلن يصحب الانسان من بعد موته * ومن قبله إلا الذى كان يعمل. *** فقوله(إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا رغبة في ثوابك) لا يعني هذا الكلام أن عليا لا يخاف عقاب الله ولا يرغب في ثوابه فهو عبد من عبيد الله وولي من اولياءه...إنما يعني أن الدافع لعبادة الله عند علي{ع} هي معرفته لعظمة الله تعالى (ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك) ولتبسيط هذه العبارة نضرب المثل التالي:
**بالنسبة لتبادل الاحترام بين الناس يدور في...
: اولا • شخص احترمه حتى احصل على المزيد من عطائه .وكثير من الناس يحترمون المسؤول او الغني لهذا السبب . فاذا انتهت سلطته وصلاحياته او الغني انتهت امواله بالطبع ينتهي تقديره. لان مبررات التقدير انتهت.!! في قصة لطيفة. يقولون مات كلب والي المدينة. فسار القواد والتجار والمشايخ في جنازة كلب الوالي. ولما مات الوالي. حمله اربعة من الحمالين. انظر الى الملوك والطواغيت والاغنياء انتهى دورهم وانتهى تقديرهم عند الناس.
** الثاني :من أبدي له الاحترام حتى ادفع عن نفسي سوؤه والأذى الصادر منه. هناك كثير من الناس ضرره يتقدمه وسوءة لسانه . عن أبي عبدالله{ع}قال :{ إن أبغض خلق الله عبد اتقى الناس لسانه}. عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله {ص}:[ شر الناس يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم] خاصة اصحاب حرفة الادب والشعر ووقف القران موقفا عقائديا من الشعر والادب وافرز طائفة من الشعراء انهم بلا مبدأ رغم انهم يعتبرون انفسهم يمثلون الاعلام العربي ذلك الوقت..
انظر الى القران في دفاعه عن النبي{ص}:{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ»} وتحدث عن الشعراء واهواءهم . فقال: (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)ا لمراد بالشعراء هنا الذين كانوا يهيمون في أودية الخيال الكاذب ،والغزل الخليع وتمزيق الأعراض، وإثارة الفتن، والطعن في الأنساب ،والهجاء الفاحش المملوء بالشتائم ،والافتخار الباطل،{ كما نرى في الاعلام السياسي الان} ثم مدح من لا يستحق المدح، بلغ عندنا العرب مستوى من النفاق ان نجعل من المغمور عالما. ومن العالم ان لا يصل اليه الناس والعرب اكثر الناس عندهم التناقض بين القول والعمل .بلغ النفاق مبلغاً حتى أصبحت ثقافته رائجة ومهنة يتسابق عليها عدد كبير في بلادنا، حتى نقول لمن قتلنا وبدد اموالنا واعدم شبابنا{ بالروح بالدم نفديك يا فلان} وشعار[ علي وياك وعلي] ـ ومهما كانت الظروف لا يقبل العقل المنافقين. فإن نفاق الشعر ان يدخل شاعر على خليفة فيمدحه ويخرج حاملاً حقيبة مال. ما الفرق بينه وبين من يبيع ارض الوطن ومياهه من اجل حقيبة مال. ومن ابرز القصص ما قاله ابن هانى الأندلسي في مدح الخليفة الفاطمي المعز لدين الله..
ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ //// فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ
و كأنّما أنتَ النبيُّ محــــــــــمّدٌ ////وكأنّما أنصاركَ الانصارُ
ثم يقول تعالى:[الا الذين امنوا وعملوا الصالحات] من هم الذين امنوا وعملوا الصالحات.. وماذا اخبرنا عنهم القران الكريم . في سورة مريم اية 96 يقول تعالى:[ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ] كيف يكون للعاملين بالصالحات ود في قلوب الناس.؟ .
هذا النص مشروط بلوازم من اهمها :[ أن الناس الذين يؤمنون باللّه ويؤمنون بدينهم{ بمجمل الرسالة}والقيم الأخلاقية السامية،هؤلاء يمتلكون صفة الإيمان وهي ليست صفة الشعارات . بل [صفة عقلية نفسية]، لأن الإيمان مصدره العقل ومقره النفس. وإلى جانب هذه الصفة، أن يتحول إلى سلوك وعمل وممارسة، أما إذا بقيت مجرد نظرية في العقل أو فكرة في القلب ولم تتحول إلى سلوك خارجي فإنها لا تعتبر ذات قيمة وتأثير.
** لذلك إن اللّه سبحانه لم يكتف بصفة الإيمان ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ بل أردفها ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾، صحيح أن الإيمان يفترض أن يدفع للعمل الصالح، لكن في بعض الأحيان بعض الناس في حالة غير سوية، يكتفون بالإيمان النظري والحالة العقدية [يعتقد دون أن يترجم ذلك إلى عمل]. اللّه سبحانه وتعالى يقول من في قلبه ايمان ولا يلتزم بهذا الإيمان، فإن ذلك لا يؤدي إلى نتيجة ﴿وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فقط: لا، ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ أيّ إن الإيمان يجب أن يكون إلى جانبه العمل الصادر من حالة ايمانية، لذلك يقول اللّه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾، الذين تتوفر في عقولهم الرؤية الصحيحة للكون والحياة وللمبدأ والمعاد. ومن اجل تلك الرؤية والثقافة الدينية ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾، سلوكهم وعملهم وممارساتهم منسجمة مع مطابق ذلك الإيمان هؤلاء سيجعل لهم اللّه الرحمن ودًا، الود هو المحبة في قلوب الناس. وهنا نسائل كيف يجعل الله للمؤمنين ودا .؟ وللإجابة يمكننا تلخيص ذلك الود على نحوين:
** الأول: الجعل الغيبي: أيّ إن اللّه سبحانه وتعالى سيجعل القلوب منجذبة إليهم، وهناك روايات تؤيد هذا المعنى: ورد في حديث عن رسول اللّه{ص} أنه قال: «إذا أحب اللّه العبد نادى جبرائيل ـ وهو أفضل الملائكة المقربين ـ إن اللّه قد أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه جبرئيل، ثم ينادي جبرئيل في أهل السماء: «أن اللّه قد أحب فلانًا فأحبوه»، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض»[ مسند أحمد بن حنبل. ج2 ص214.] .
وأن اللّه سبحانه إذا أحب عبدًا ـ (أيِّ عبدً من عباده) فانه لا يحبه لمنظره وجماله أو ماله، إنما يحبه ، لصفاء قلبه، وسلامة سلوكه وعمله، هذا هو التأثير الغيبي، فيحبه أهل السماء ويجعل له جاذبية فتنجذب نحوه القلوب والنفوس في الأرض. هذا تأثير غيبي إلهي.
**الثاني: النحو الآخر: طبيعة الإيمان وعمله الصالح تجعل له موقعية المحبوب عند الناس .والناس يحبون الشخص؟ إذا رأوه صالحًا، محسنًا، القلوب تحب شخصًا كهذا.لو حضرت مشكلة او ضيق على الناس مجرد حضوره يتبنى تلك المشكلة , هذا هو العمل الصالح .
النوع الاول من المحبوبين : يحبه الناس لانه محسن يخدم الآخرين ويحترمهم ولا يسيء إليهم،ويحسن معاملتهم، فمن الطبيعي أن يحبه الناس.كبعض الموظفين يستقبل المراجع برجه بشوش وينهي معاملته باسرع وقت. يقابله شخص يحاول ان يعرقل امور الناس وجهه عابس ولا يعمل الا مقابل رشا . فمن يحبه الناس اذا..؟
هذه النماذج يجعل لهم الرحمن ودا اذا تطابق عمله الاخلاقي مع ايمانه بالله .بشرط أن يكون مؤمنا حقيقيًّا، والمؤمن الحقيقي هو من يكون ملتزمًا بأخلاق الإيمان وآدابه. بعض الأحيان يكون الإيمان في أذهاننا ونظرنا يتخذ صورة معينة، مثلًا نقول: إن المؤمن هو ذلك الذي يذهب إلى المسجد ويتعبد ويطيل في صلاته ويصوم، فهذا التصور غير دقيق ربما يكون هذا المصلي الصائم, بشوشًا، حلو المعشر كريم الأخلاق والطباع، ولكن هذا التصور ليس جزءًا من صورة المؤمن في أذهاننا، لذلك نصاب بالعجب عندما يقال إن المؤمن محبوب. فمثلا هناك أناس مؤمنون ـ ولكنهم غير محبوبين ــ، حتى أقرباؤهم لا يودونهم، لذلك نحن نحتاج أن نصحح صورة المؤمن في أذهاننا. انظر الى اهل البيت{ع} كيف جعل الله في قلوب المؤمنين ودا.. من القصائد العقائدية التي يرددها شيعة اهل البيت{ع} قصيدة ابي الاسود الدؤلي : الا يا عين ويحك فاسعدينا الا فابك امير المؤمنيا.. وقصيدة الفرزدق . هذا الذي تعرف البطحاء وطاته والبيت يعرفه والحل والحرم.. وقصيدة الشيخ صالح بن العرندس ..
هم النور نور الله جل جلاله هم التين و الزيتون و الشفع و الوتر/ مهابط وحي الله خزان علمه/ ميامين في ابياتهم نزل الذكر .. الخ
: الثالث :شخص أقدم له كل الاحترام لا اريد منه اموال.. ولا دفع شره، بل لأنه يستحق الاحترام كيف نتصرف مع هؤلاء الناس ؟.
** لشخصية الإنسان صورتان .الأولى: مادية هي جسمه المكوّن من لحم ودم وعظم..ومن مظاهر شخصية الانسان ثيابه. يقول تعالى [خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ].. **الثانية: معنوية وهي مكانته الاعتبارية عند الناس، وشخصيته التي يحب ان يراها ويعرفها المجتمع . هذه تمثل عنده مشاعر وأحاسيس. كما أن للجانب المادي من شخصية الإنسان حقوق تجب مراعاتها واحترامها، فلا يصح الاعتداء على جسمه بالقتل أو الضرب أو الجرح، ولا الاعتداء على أمواله وممتلكاته بالنهب والسرقة أو الغصب.
كذلك فإن للجانب المعنوي حرمة وحصانة، فلا يجوز اسقاط الشخصية الاعتبارية للإنسان، بتشويه سمعته، ولا يجوز خدش عواطفه ومشاعره وأحاسيسه.كما يقوم بعض بعض الاعلاميين هذا الزمن بالنيل من العمامة بسبب بعض ممن باع دينه لاجل حفنة من المال. او نسقيط الفقهاء. بل الانكى ان يقوم من يطلق على نفسه شيخ او سيد بمهاجمة المذاهب وتسقيط مذهب معين كما تقوم بعض الفضائيات التابعة للوهابية بالمقارنة بين الحسين ويزيد وبين علي ومعاوية وابي سفيان .
"إذا جمع الله الأولين و الآخرين يوم القيامة و نصب الصراط على جسر جهنم ما جازها أحد الا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب " وياتي شخص يترضى على من حارب عليا .. فلا نستعجب منهم. هناك من يحمل الشيعة مسؤولية قتل الإمام الحسين{ع} يبريء معاوية ويزيد وابن زياد واهل الشام ومصر الذين نفذوا القتل بالحسين يوم العاشر.
حتى يقف معتوه ضال يقول له { يا حسين يا كذاب} ـــــــــــــــــ
لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا...فإذا همُ لا يملكون خِطابا // يدعو ألستُ أنا ابنَ بنتِ نبيِّكم...وملاذَكم إنْ صرفُ دهرٍ نابا // هل جئتُ في دين النبيِّ ببدعةٍ...أم كنتُ في أحكامه مرتابا // أو لم يوصِّ بنا النبيُّ...وأودع الثِقلينِ فيكم عترةً وكتابا //إنْ لم تَدينوا بالمعاد فراجعوا...احسابَكم إن كنتمُ أعرابا // فغدوا حيارى لا يرون لوعظِه...إلا الأسنةَ والسهامَ جوابا ـــــ
كان الإمام الحسين لا يدانيه أحد في علمه وفضله بإقرار الصحابة ، في حديث ابن عمر: « كانا ــ الحسن والحسين – يغران العلم غراً » .
وعن عبد الله بن عباس: «الحسين من بيت النبوة وهما ورثة العلم».
ولذلك كان العلماء يحرصون على حضور مجلس الإمام الحسين العلمي لأنهم يجدون فيه حلاوة الإيمان، وغزارة العلم، وقوة الدليل والمنطق. يقول ابن كثير الدمشقي: «وعكف الناس بمكة يفدون إليه، ويجلسون حواليه، ويستمعون كلامه، وينتفعون بما يسمعون منه، ويضبطون ما يروون عنه »..
وللحسين عطاء بكت من اجله ملائكة السماء. هناك ظاهرتان معجزتان اشتركت السماء في عزاء الحسين {ع} الاولى حين ذبح ولده الرضيع ورمة الدم نحو السماء .. يقول الباقر[ع] لم يتزل من ذلك الدم قكرة الى الارض. والثانية .. لما جلس شمر على صدره .. وقطع راسه الشريف احمرت السماء ونزل مطرا بلون الدم . وهذا ثابت في كتاب دائرة المعارف البريطانية يقولون بنفس تاريخ مقتل الحسين {ع}
عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر أن يأتي النبي ﷺ فأذن له فقال لأم سلمة: «احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد»، فجاء الحسين {ع} فوثب حتى دخل، فجعل يصعد على منكب النبي ﷺ.والنبي يلثمه. فقال الملك: أتحبه؟ قال: «نعم!» فقال: إن أمتك تقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه. قال: فضرب بيده فأراه ترابا أحمر، فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته في طرف ثوبها.قال: فكنا نسمع أنه يقتل بكربلاء.
عن أم سلمة -: أن رسول الله ﷺ قال: «لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل قبلها»، فقال لي: إن ابنك هذا حسين مقتول، وإن شئت أريتك الأرض التي يقتل بها. قال: فأخرج تربة حمراء.
ولكن هذه التربة ومن دفن فيها لها محبة في قلوب المؤمنين: لأن قصد الحجاج بيتا بمكة ... وطافوا عليه والذبيح جريحه ... فأني بوادي الطف أصبحت محرما ... أطوف ببيت والحسين ذبيحه ــــــ
*** وتسألني عن زمزم هاك أدمعي ... أو الحجر الملثوم...هذا ضريحه ..ــ
يلي تناشدني عليمن تهمل العين.. كل البكا والنوح والحسره على حسين حبّه بقلبي وتظهره بصبه دموعي .. مجبور في حبّه ولا اشوفه ابْطوعي
يا ريت قبل ضلوعه انرضّت ظلوعي ..ومن قبل خدّه اتعفّرت مني الخديّن ابكي على مصابه بكل صبح ومسيّه ..انحب وأساعد عالبكا الزهرا الزكيه لا ازال تندب يا ضحايا الغاضريه.. يحسين يبني يا حبيبي وقرّة العينلو تشوفوني يشيعة علترب طايح جريح ــ خدي متوسد ترايب والداما مني يسيح.. كم عضيد وكم ولد ليه كضة كبلي ذبيح .. ذاك يبقى على الشريعة .. وهذا احمل جثته ... ـــــــــــــ
شيعتي واللي كسر ظهري ونحل مني الكوة .. وحدتي من طاح يم النهر شيال اللوه .. رحت يمه ولن مخه ودمومه سوه .
https://telegram.me/buratha