قد يعتقد البعض ان الامام موسى بن جعفر عليه السلام كان ضعيفا لا يواجه الظالم هارون او انه بعيد عن السياسة والجهاد وهذا غير صحيح هذا اولا وثانيا للجهاد اصوله فلربما كلمة تصدر من الامام تاثيرها اقوى من انتفاضة شعوب ، وعندما نتتبع سيرة الامام الكاظم عليه السلام نجد فيها من المواقف الجهادية ذات البعد الثوري للرد على السلطان الجائر وكما نعلم ان اعظم انواع الجهاد هو قول كلمة حق بوجه سلطان جائر وقد جسد الامام عليه السلام هذه المقولة باكمل وجه بدليل هذه الروايات
عندما جرد هارون من حق الولاية وبدليل القران، هارون بطغيانه وقف مذهولا امام الكاظم عليه السلام وهو يسمع حجته عندما قال لهارون : قول الله تبارك وتعالى : ( وَالّذين آمنُوا وَلَم يُهاجِرُوا ما لَكُم مِنْ ولايَتِهِم مِن شيءٍ حتى يُهاجِرُوا ) وإنّ عمّي العباس لم يهاجر .
فقال هارون : هل أفتيت بذلك أحداً من أعدائنا ، أم أخبرت أحداً من الفقهاء في هذه المسألة بشيء ؟ فاجابه اللّهم لا . هذه الاجابة كالسهم في قلب هارون انها الشجاعة والجهاد بعينه عند الامام عليه السلام .
موقف اخر ، وروي أنه لما حج هارون قال قوموا إلى زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فنهض معتمداً على يد الامام حتى انتهى إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فوقف ثمّ قال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا بن عم ، افتخاراً ! على قبائل العرب الذين حضروا معه ، واستطالةً عليهم بالنسب ؟!
فنزع أبو الحسن موسى عليه السلام يده من يده ثمّ تقدم ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبة .
اليسهذا الموقف بحركته وكلامه صورة من اروع صور الجهاد بوجه الطاغية ؟
موقف اخر أغاظ نفس هارون على الإمام (عليه السلام) ودعاه إلى اعتقاله، حتى والتخلص منه، بسبب تعيينه لفدك بأنها تشمل أكثر المناطق الإسلامية وذلك حينما سأله هارون عنها ليرجعها إليه فلم يرضَ (عليه السلام) إلا أن يأخذها بحدودها، فقال هارون: بحق جدك إلا فعلت.
بعد ان حددها قال هارون ولم يملك أعصابه : لم يبق لنا شيء!!
فقال الإمام (عليه السلام): (قد علمت أنك لا تردّها).يهني فدك قضية سياسية وليست مسالة ارث
اما مواقف الامام مع العاملين مع السلطة فهنالك نموذجين نموذج علي بن يقطين الذي اصر الامام على بقائه ضمن السلطة ليدفع الظلم بقدر ما يستطيع عن المظلومين ، وصفوان الجمال الذي جاء مستفسرا عن وضعه وهو يكري جماله لبني العباس فنهاه الامام واستشهد له باية (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) أي ان خلافة بني العباس ظالمة
هذه سياسة الامام عليه السلام في التعامل مع الطواغيت وحسب الظروف التي يعيشها وبالنتيجة انه لم يعترف بخلافة هارون وكان الثمن حبسه وسمه
اليوم يحاكم بالاعدام من يرد كلمة على حاكم فهل هنالك من يقتدي بالامام الكاظم عليه السلام ؟
https://telegram.me/buratha