ما الفرق بين الشهيد في سبيل الله . وبين الذي يقتل في سبيل الله .
جاء في قوله تعالى{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ] فهل مات رسول الله{ص} او قتل كما ورد في الآية .من خلال التفسير نعرف من هو القتيل ومن هو الشهيد في سبيل الله.
الشهيد الذي يسقط في المعركة أي تخرج روحه من جسده اثناء الحرب والقتال في ساحة المعركة... حكمه ان لا يغسل ولا يكفن بل يدرج في ثيابه ويدفن. اما اذا ادركه المسلمون وبه رمق وتم نقله خارج ساحة الحرب فانه يعُدَّ شهيداً إلا أنه يُغسَّل و يُكفَّن .
هناك اية تقول:{ {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} هنا حصرت الآية حياة الذين قتلوا فيمن يقتل في سبيل الله. لان معنى الشهيد اسيء استخدامه من جهات عديدة. صار من يموت قتلا في أي حادثة يطلقون عليه شهيد.. حتى اني سمعت أفيخاي أدرعي الناطق العسكري في جيش الدفاع الاسرائيلي يطلق على قتلاهم مع مجاهدي غزه .. ان اليهود شهداء.!!!.
احصر المعنى في الاية بعيدا عن تفاصيل الجهاد الابتدائي والثانوي والجهاد الهام وجهاد الباغين . فما هو سبيل الله المشار اليه في الآية . ورد عن الشهيد في سبيل الله هو {كل من يُقتل دفاعاً عن الدين والمذهب الحق} أو يتم اغتياله لإيمانه ، أو لسبب له علاقة بالدين فهو شهيد ,الذي يُقتل ظلماً و عدواناً و لو بصورة عشوائية ولم يكن المقصود شخصياً فهو أيضاً ممن يعامل معاملة الشهيد بشرط إن يكون مؤمناً في عقيدته صادق في إيمانه يُعطيه الله أجر الشهيد{ هنا جاءت كلمة اجر الشهيد وليس شهيد} ومنهم المرأة التي تموت عند المخاض. والذي يخرج من بيته كادا على عياله ويدركه الموت فله اجر الشهيد.. رَوِيَ عَنْ الإمام السجاد{ع}عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( ع) قَالَ : " الْمُؤْمِنُ عَلَى أَيِّ حَالٍ مَاتَ وَفِي أَيِّ سَاعَةٍ قُبِضَ فَهُوَ شَهِيدٌ ". هنا وردت كلمة{حصرت الشهيد ان يكون مؤمنا} . ثم هناك تزاحم بين كلمتي قتل في سبيل الله وبين الموت في سبيل الله .. اليك ما قاله مسلم بن عقيل {ع} أقسمت لا [أقتل] إلّا حرّاً * وإن رأيت الموت شيئاً نكراًـــ وحين هدد الاشعث بن قيس الامام امير المؤمنين بالموت. قال له الامام{ع}: أبا لموت تهددني فو الله ما أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت علي.. ورد مثل ذلك عن الإمام زين العابدين (ع) لما هدده ابن زياد قال له الامام { أبا لقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت أن [القتل] لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة}. اذن القتل في سبيل الله هو حق الشهادة . وهو اذي تشير اليه الآية انه حي عند ربه يرزق .
ومن يقتل في سبيل دينه ومذهبه الحق.. ولنا مثل في سعيد بن عبدالله الحنفي قال للحسين {ع}" والله لو علمت أني [أقتل] فيك ثم أحيى ثم أحرق ثم أذرى في الهواء يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك » .وكذلك زهير بن القين :قال : « والله يا ابن رسول الله ، وددت أن [أقتل] ثم أنشر حتى يفعل بي ذلك ألف مرة وأنّ الله يدفع بي عنك وعن هؤلاء الفتية من إخوانك وولدك وأهل بيتك » . هؤلاء يتحدثون مع سيد الشهداء اذن هذا هو سبيل الله الدفاع والموت من اجل كل شيء يقربك الى دينك ومذهبك..
https://telegram.me/buratha