الصفحة الإسلامية

مجلس حسيني محاولات اغتيال النبي محمد[ص]


ما بَالُ عَينِكَ لا تَنَامُ كأنّمَا***************كُحِلَتْ مآقِيها بكُحْلِ الأرْمَدِ

جزعاً على المختار أصبحَ ثاويا**، يا خيرَ من وطىء الحصى لا تبعدِ

وجهي يقيكَ التربَ لهفي ليتني*********غُيّبْتُ قَبْلَكَ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ

نُوراً أضَاءَ على البَرِيّة ِ كُلّها،****** مَنْ يُهْدَ للنّورِ المُبَارَكِ يَهْتَدِ

صلّى الإلهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ ******والطيبونَ على المباركِ أحمدِ

يوم 28 صفر من كل عام نحتفل بمناسبة استشهاد رسول الله{ص} وكلمة استشهاد تعني انه مات مقتولا. ومن هي الجهة التي قتلت رسول الله[ص]؟ ولماذا(سكت التاريخ عن القتلة ولك يذكرهم التاريخ) وهل كانت عملية اغتياله مخطط لها منذ بالسم او من سبقتها عمليات مختلفة.!!..

تتفق المصادر التاريخية الإسلامية أن النبي {ص}تعرّض لمحاولات اغتيال، في مكة او المدنية. ويذهب المحللون أن الرسول كان محمياً من قِبل الله، كما بينت الاية 67من س المائدة كل ما يخص أمور والتبليغ، بينها تعالى في قوله {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.

الجهات التي دبرت عمليات الاغتيال متعددة غير تمثل ثلاث فئات . .. الاولى المشركون. وهم اهل مكة يسميهم القران الملآ .. هذه اعمالها معروفة ومواقفها من شخص النبي وال بيته لا زالت الى يومنا هذا يبررون موقفهم حقدا وفرحا بقتل الحسين{ع} واطلاق عشرات التهم على كل من يحب ال بيت محمد {ص} انه كافر ومجوسي ويعبد القبور ورافضي وعشرات التهم التي هي بالأصل ضد الرسول والرسالة .

**الفئة الثانية اليهود: اليهود قبل بعثة النبي {ص}كانوا يفخرون على العرب أنهم أهل كتاب ،يصفون العرب بالجهل وكلام جارح كانوا يقولون: اقترب ظهور نبي آخر الزمان الذي بشّرت به كتبهم المقدسة، وهذا النبي منهم، فلما بعث الله رسوله[ص] من ولد اسماعيل . غضبوا حسدًا حيث يعتبرون انفسهم شعب الله المختار. والنبوة لا بد ان تكون من ولد اسحاق دون ولد ابراهيم {ع} فقرروا محاربته بكل ما أوتوا من قوة.

حرب اليهود لا زالت مستمرة الى اليوم ضد الاسلام فقد تبنت احزاب ليبيرالية وعلمانية افكارهم ومن اشهرها :اولا تشكيك البسطاء وضعاف النفوس بالإسلام. وهذا يتم عن طريقين هما الاغراء بالمال واجنس والمحرمات . او بالتهديد بالجوع والحصار والقتل.

الاسلوب الثاني: طرح أسئلة تعجيزيّة على النبيّ[ص] بهدف إفشال دعوته، للإيحاء للناس بعدم صدقه في ادعائه للنبوّة، وقد حدّثنا القرآن عن ذلك: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللهِ جَهْرَةً﴾.وهذه الاسئلة التعجيزية نلمسها في حوارات بعض الفضائيات التي لا زالت تحاول تعجيز ضيوفها من الشيعة مثل قناة وصال والمستقبل وبعض البرامج الساخرة في الاعلام .

الاسلوب الثالث: الضغط الاقتصاديّ على المسلمين من خلال رفضهم أن يُقرضوا المسلمين مالاً لما اقاموا في المدينة؛ حيث كان المسلمون في ضنكٍ مادّيٍّ شديد. وكانوا يروجون للربا الذي حرمه الاسلام عليهم.

رابعا :تحريض أعداء الإسلام ومساعدتهم بكلّ ما أمكنهم مثلا الانضمام لأي قوة عسكرية تريد غزو المدينة او التجسُّس على المسلمين وتحديد مصادر قوتهم ومحاولة ايجاد ثغرات في صفوفهم. واثارة الفتن بين المسلمين .بنفس قزمي ومناطقي واعتبار اهل مكة والمدينة افضل الاجناس... واخيرا تآمرهم على حياة النبيّ{ص}، وتحريضهم الناس عليه. ثم نقضهم للعهود والمواثيق التي أبرموها معه في المدينة كلّ مرّة. ومن المواقف التي اججت العداوة هي { تحويل القبلة}.تحويل القبلة

كان النبيّ[ص]أثناء إقامته في مكّة، ومدّةً بعد الهجرة، يُصلّي باتجاه بيت المقدس بأمرالله تعالى. وبعد أن أسفر اليهود عن عدائهم، اتّخذوا قضية القبلة ذريعة لنفث سموم إعلامهم ضدّ الرسول.قالوا بأنّه لا استقلاليّة له في دينه، وإنّه يُصلّي باتجاه قبلتنا، فتأذّى الرسول من هذا الوضع. وبعد سبعة عشر شهراً من الهجرة ابلغه جبرئيل{ع}بأمر تحويل القبلة نحو الكعبة بعدما صلّى ركعتين من صلاة الظهر نحو بيت المقدس. فكان ذلك الحدث أمراً صعباً مريراً على اليهود، ولم يَعُد لديهم ذريعة لإطلاق الدعايات ضدّ المسلمين .

** المجموعة الثالثة : التي حاولت اغتياله هم المشركون من اهل مكة. من كل القبائل المكية. غير ان الله كان حاميه وحافظه . يقول الله تعالى: [إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ] وقوله تعالى[وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ]على مدار التاريخ الإنساني، لم يعرف الزمان إنسانا تعرض لمحاولات اغتيال أكثر من رسول الله[ص]ولأن الله تعالى حفظه فقد باءت جميع تلك المحاولات بالفشل .ورد كيد الكائدين و مكر الماكرين ونحاول إلقاء الضوء على عشرين محاولة اغتيال تعرض لها رسول الله{ص}نجاه الله فيها جميعا .. 1- أبو جهل يحاول اغتيال رسول الله[ص]قَالَ أَبُو جَهْلٍ يوما: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ قِيلَ نَعَمْ . فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لاُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ .فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ يُصَلِّي فتقدم اليه ليطأ رَقَبَتِهِ ، فتقدم ثم رجع يهرول !! قَالَ فَقِيلَ لَهُ : مَا لَكَ ؟ فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وشيء مهول له َأَجْنِحَةً ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وقطعته عضْوًا عُضْوًا.

المحاولى الثانية :عقبة بن أبى معيط : جد عثمان بن عفان يحاول قتل النبى {ص} خنقا :عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ [ص] قَالَ رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَىيه وَهُوَ يُصَلِّي فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ فَقَال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}.. لم تذكر الروايات ان ابا بكر كان محاميا عن رسول الله{ص} طوال حياته. بل هي لعلي {ع} وجعلوها لابي بكر.

**ومن الاشخاص الذين حاولوا قتل النبي{ص} عمرو بن العاص يفكر قبل عَنْ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي فراش الْمَوْتِ فَبَكَى طَوِيلًا وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ: يَا أَبَتَاهُ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ وصار يكررها.؟ فدار وَجْهِهِ فَقَالَ :لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضًا لِرَسُولِ اللَّهِ منِّي ، ولو اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ لَقَتَلْتُهُ !.. فَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؛ فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ{ص} فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ. فَبَسَطَ يَمِينَهُ . قَالَ: فَقَبَضْتُ يَدِي . فقَالَ :" مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ " قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ .. قَالَ: " تَشْتَرِطُ بِمَاذَا ؟ " . قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي . قَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا ، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ " .ولكن هذا الرجل كان صاحب الفتنة الكبرى منافق من طراز خاص قاتل وصي رسول الله علي بن ابي طالب{ع} من اجل دنيا معاوية . وهو من اسس مشروع رفع المصاحف. ولكن المصيبة ابنه كان ممن كتب التاريخ.

المحاولة الرابعة عمر بن الخطاب يبدو ان الموضوع اصبح مقبولا عند اهل مكة يتقدم من يريد قتل الرسول{ص} فخرج عمر بن الخطاب يريد اغتيال رسول الله{ص} قال ابن اسحاق: خَرَجَ عُمَرُ يَوْمًا مُتَوَشّحًا سَيْفَهُ يُرِيدُ قتل الرَسُولَ [ص] ومعه َرَهْطًا مِنْ أَصْحَابِهِ قَدْ اجْتَمَعُوا فِي بَيْتٍ عِنْدَ الصّفَا .. فَلَقِيَهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ فَقَالَ لَهُ أَيْنَ تُرِيدُ يَا عُمَرُ ؟ فَقَالَ أُرِيدُ مُحَمّدًا الّذِي فَرّقَ أَمْرَ قُرَيْشٍ، وَسَفّهُ أَحْلَامَهَا، وَسَبّ آلِهَتَهَا، فَأَقْتُلَهُ فَقَالَ لَهُ نُعَيْمٌ: وَاَللّهِ لَقَدْ غَرّتْك نَفْسُك يَا عُمَرُ أَتَرَى بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ تَارِكِيك تَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَقَدْ قَتَلْت مُحَمّدًا ؟! أَفَلَا تَرْجِعُ إلَى أَهْلِ بَيْتِك فَتُقِيمَ أَمْرَهُمْ ؟ قَالَ. وَأَيّ أَهْلِ بَيْتِي؟ قَالَ اختك وزوجها َابْنُ عَمّك

فَقَدْ أَسْلَمَا، وَتَابَعَا مُحَمّدًا عَلَى دِينِهِ ،فَرَجَعَ عُمَرُ إلَى أُخْتِهِ وزوجها فسَمِعَ عُمَرُ حِينَ دَنَا إلَى الْبَيْتِ قِرَاءَةَ خَبّابٍ عَلَيْهِمَا، فَلَمّا دَخَلَ قَالَ: مَا هذا الذي سَمِعْتُ؟ فأخبرته اخته انها وزوجها تابعت محمدا . فضربها بوجهها وضرب زوجها فَقَالت إلَيْهِ أُخْتُهُ : نَعَمْ أَسْلَمْنَا وَآمَنّا بِاَللّهِ وَرَسُولِهِ فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَك . فَلَمّا رَأَى عُمَرُ مَا بِأُخْتِهِ مِنْ الدّمِ نَدِمَ عَلَى مَا صَنَعَ ، وَقَالَ لِأُخْتِهِ أعْطِينِي هَذِهِ الصّحِيفَةَ الّتِي سَمِعْتُكُمْ تقرؤون فيها. فناولته إياها.. فَلَمّا قَرَأَ مِنْهَا ، قَالَ مَا أَحْسَنَ هَذَا الْكَلَامَ وَأَكْرَمَهُ فقال له خباب "اللّهُمّ أَيّدْ الْإِسْلَامَ بِأَبِي الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ أَوْ بِعُمَرِ بْنِ الْخَطّابِ " فَاَللّهَ اللّهَ يَا عُمَرُ . فانطلق عمر إلى رسول الله و أعلن إسلامه .

ومن اسوع المحاولات عندما تامرت قريش على قتله : في البداية شكلوا وفدا وجاءوا الى ابي طالب{ع} يساومونه ان يعطيهم النبي {ص} بعمارة بن الوليد. حين عرفت قريش أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله{ص} قرروا مفارقته وعداوته ، وبذلوا اخر محاولة . مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة ، فقالوا له : يا أبا طالب، هذا عمارة بن الوليد اجمل فتى في قريش خذه.واتخذْه ولدا فهو لك !.. وأسلم إلينا ابن أخيك الذي قد خالف دينك ودين آبائك، وفرق قومك، فنقتله فإنما هو رجل برجل ! قال: والله لبئس ما تسومونني ! أتعطونني ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابني فتقتلونه ؟! هذا والله ما لا يكون أبدا. هذا الموقف جعل اهل مكة يكرهونه فكتبوا انه مات كافرا. فكانت جذوة العداوة للبيت العلوي الهاشمي فقررت قريش اغتيال رسول الله{ص} يوم الهجرة: وكان تنفيذ المؤامرة بعد منتصف الليل في وقت خروجه من البيت، فباتوا متيقظين ينتظرون ساعة الصفر يقول تعالى: ] وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ . وكان قد سبق عملية الاغتيال ان قام رسول الله{ص} والامام علي{ع} بتهديم هبل من ظهر الكعبة في قصة يحاول اغلب الكتاب القرشيين عدم ذكرها.

فشلت قريش في خطتها فشلًا ذريعًا ؛لما خرج رسول الله{ص}من البيت، واخترق صفوفهم، وقد أخذ الله أبصارهم عنه ،وكان[ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ]وخرج سالما.

وتوالت العمليات من المنافقين الذين يبطنون الكفر ويحاولون التخلص من النبي [ص] وهناك روايتان في البخاري ومسلم ان النبي{ص} تعرض الى سم من امرأة يهودية بعد معركة خيبر.. حاولت سمه بكراع من لحم شاة وكانت تلك العملية هي سبب وفاته بعد سنتين واكثر..!! فلاحظ.

وتوالت عمليات الاغتيال الفردية والجماعية حتى ان بعضهم كان يفتخر انه سيقتل محمد{ص} ومن هؤلاء أبىّ بن خلف الذي عزم على اغتيال رسول الله[ص] قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَ أُبَيّ بْنُ خَلَفٍ يَلْقَى رَسُولَ اللّهِ ﷺ بِمَكّةَ فَيَقُولُ يَا مُحَمّدُ إنّ عِنْدِي فَرَسًا أَعْلِفُهُ كُلّ يَوْمٍ واطعمه مِنْ ذُرَةٍ ، أَقْتُلُك عَلَيْهِ .. فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِ[ص] بَلْ أَنَا أَقْتُلُك إنْ شَاءَ اللّهُ ". فَلَمّا رَجَعَ إلَى قُرَيْشٍ خَدَشَهُ فِي عُنُقِهِ خَدْشًا غَيْرَ كَبِيرٍ فَاحْتَقَنَ فيه الدّمُ .. قَالَ: قَتَلَنِي وَاَللّهِ مُحَمّدٌ ! قَالُوا لَهُ: ذَهَبَ وَاَللّهِ فُؤَادُك وَاَللّهِ إنْ بِك بَأْسٍ . قَالَ إنّهُ قَالَ لِي بِمَكّةَ أَنَا أَقْتُلُك ، فَوَاَللّهِ لَوْ بَصَقَ عَلَيّ لَقَتَلَنِي . فَمَاتَ عَدُوّ اللّهِ وَهُمْ راجعونَ بِهِ إلَى مَكّةَ .

عمليات الاغتيال لم تستهدف النبي [ص] من قبل اهل مكة . بل كانت تستهدف الرموز التي يستند عليها الرسول {ص} في الدفاع عن دينه وهم علي بن ابي طالب{ع} وحمزة بن عبد المطلب.. ولذلك لما ارسلت هند عبلى وحشي واغرته بما يريد ان يقتل احد ثلاثة وهم محمد وعلي والحمزة عليهم السلام. ظنا ان الاسلام سيهدم وينتهي , انه حقد دفين تبرعم في فترة التبليغ وحققوه في كربلاء .!! .

وهناك صورة واضحة ظهرت يوم احد حين ترك اصحاب النبي اهل مكة نبيهم ليلاقي مصيره بعد استشهاد حمزة بن عبد المطلب . وهروب جميع المهاجرين والانصار الا عدد لا يزيد على اربعة عشر فردا فاغتنمت قريش الفرصة وأصابت النبي {ص} في وجهه. عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ[ص]قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ يَمسح الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ : "كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَأَدْمَوْا وَجْهَهُ ؟" كانت معركة احد اختبار حقيقي لصدق الثبات على الايمان يوم بقي وحده بين تسعة من أصحابه: ولاذكر بعضا من المنازلة العظيمة ذلك اليوم.. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ[ص]َ يَوْمَ أُحُدٍ بقي فِي سَبْعَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا رَهِقُوهُ قَالَ: " مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ وهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ " فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ .. ثُمَّ رَهِقُوهُ أَيْضًا ، فَقَالَ: " مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ " فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ .. فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ{ص}ِ: " مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا ".

{**تكررت عملية الاغتيال يوم رجع النبي من تبولك *} لمَّا رجـع رسول الله قافلا من تبـوك إلى المدينة، كان ببعض الطريق، مكر بعض أصحابه، وتآمروا أن يطرحوه في العقبة ةهة ممر ضيق في مرتفع من الجبل وأرادوا أن يسلكوها معه لهذه الغاية، فأُخبِره جبرائيل بخبرهم، فقـال لأصحابه :من شاء منكم أن يأخذ بطـن الوادي فإنَّه أوسع لكم.فأخذ النبي (ص) العقبة، وأخذ الناسُ بطن الوادي إلاَّ النفر الذين أرادوا اغتياله. استعدوا وتلثموا، وأمر رسولُ الله حذيفة بن اليمان وعمَّار بن ياسر فمشيا معه مشياً، أمر عمّاراً أن يأخذ بزمام الناقة، وحذيفة يسوقها، فبينما هم يسيرون، إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم.. تبعوه ليقتلوه. فغضب رسولُ الله (ص)، وأمر حذيفة أن يراهم، ويتعرَّف عليهم، فرجع ومعه محجن، وهي عصا منعطفة الرأس فضرب وجوه رواحلهم بالمحجن، وعرفهم وهم متلثمون ،من رواحلهم . فعرفوا ان النبي {ص} استعد لهم فهربوا الى بطن الوادي ، فأسرعوا وخرجوا من العقبة، ينتظرون الناس.فقال النبي (ص) :يا حذيفة هل عرفت أحداً منهم؟قال حذيفة: عرفت راحلة فلان وفلان فقال رسولُ الله (ص): هل عرفت ما يريدون؟ قال حذيفة: لا يا رسول الله.قال النبي[ص]إنهم فكَّروا أن يسيروا معي، حتَّى إذا صرت في العقبة طرحوني فيها!فقال حذيفة: فلا ترأف بهم إذا جاءك الناس.فقال: اكره أن يتحدَّث الناس، ويقولوا: إنَّ محمداً قتل أصحابه، ثمَّ سمَّاهم بأسمائهم .في كتاب أبان بن عثمان بن عفان، عن الأعمش: كانوا اثني عشر، سبعة من قريش .قال الحسن بن على (ع): « يوم أوقفوا الرسول في العقبة ليستنفروا ناقته كانوا اثني عشر رجلا منهم أبو سفيان . وذكرت بعض المصادر لجمهور المسلمين اسمين اخرين هما عبد الرحمن بن عوف وعمر بن الخطاب .وذكر ابن عبد البر الأندلسي في كتابه الاستيعاب: كان أبو سفيان كهفاً للمنافقين ولم يسلم .

هناك أدلة في أن عائشة هي التي قتلت الرسول[ص] من أدلّة الموالين والمخالفين.. تفاسير الشيعة أشارت إلى الرواية الصريحة المروية عن الصادق (ع)أن رسول الله قُتل ولم يمت حتف أنفه، يقول{ع} ”تدرون مات النبي {ص}مات أم قُتل؟ إن الله يقول: أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم، فانه سُمَّ قبل الموت، إنهما سقتاه!: إنهما وأبوهما شرُّ من خلق الله“. ومن تلك التفاسير تفسير نور الثقلين للحويزي وتفسير كنز الدقائق للميرزا المشهدي وتفسير الصافي للفيض الكاشاني وغيرها. واجمع أهل البيت (ع) بأن جدّهم المصطفى (ص) مضى مسموماً شهيداً، وأن اللتين سمّتاه عائشة وحفصة بأمر أبويهما أبي بكر وعمر، فقد روى المفسّر العياشي الذي كان من المخالفين ثم تشيّع والتحق بمدرسة أهل البيت{ع} عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: ”تدرون مات النبي (ص) أو قُتل؟ إن الله يقول: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ،..العياشي ج1 ص200).

روى علي بن إبراهيم القمّي تفسيره أن رسول الله (ص) قال لحفصة في قصّة التحريم: أنا أفضي إليك سرّا فإنْ أنتِ أخبرتِ به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! فقالت:وما هو؟ فقال: إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي (غصبا) ثم من بعده أبوك، فقَالَتْ: مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا؟ قَالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ. فأخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها، فاسأل أنت حفصة. فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت اولا..فقال لها عمر: إنْ كان هذا حقاً فأخبرينا حتى(نُجهز على النبي سريعا)! فقالت: نعم! قد قال فاجتمعوا أربعةً على أن يسمّوا رسول الله“! (تفسير القمي ج2 ص376).

***جمهور المخالفين يوافقوننا على أن رسول الله (ص) لم يمت حتف أنفه بل قُتل، فقد روى أحمد بن حنبل والطبراني والصنعاني عن عبد الله بن مسعود قال: ”لأن أحلف تسعا أن رسول الله[ص] قُتل قتلاً أحبُّ إليَّ من أن أحلف واحدةً أنه لم يُقتل! وذلك بأن الله جعله نبياً واتخذه شهيداً“. (مسند أحمد ج1 ص408 والمعجم الكبير للطبراني ج10 ص109 ومصنف الصنعاني ج5 ص268 وغيرهم كثير).غير أن الخلاف بيننا وبينهم هو في تشخيص القتلة، فنحن نقول أنهم أبو بكر وعمر وعائشة وحفصة؛ فيما هم يقولون أنهم اليهود الذين أمروا زينب بنت الحارث بأن تضع له سما في شاة مسمومة .فقامت بذلك انتقاما لمقتل أخيها مرحب. يقولوا اليهودية سمته في السنة السابعة وهو مات في السنة الحادية عشرة .

روي أن رسول اللّه لم يزل بعد يوم الغدير يكرّر من قوله:(يا أيها الناس إني فرطكم، وأنتم واردون عليَّ الحوض، ألا واني سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني إنّهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسألت ربّي ذلك فأعطانيه، ألا وإني قد تركتهما فيكم: كتاب اللّه، وعترتي أهل بيتي، فلا تسبقوهم فتفرّقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم، أيها الناس لا ألفينّكم بعدي ترجعون كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض وكان يحرص على انفاذ جيش اسامة . ولما يئس منهم جمعهم وقال أأتوني بكتف لاكتب لكم كتابا لن تظلوا بهدي ابدا فقال عمر لا تاتوه ان الرجل ليهجر..ثم خرج الى البقيع وزار الشهداء والموتى ثم أقبل إلى أمير المؤمنين{ع}وقال له: يا أخي إنّ جبرئيل كان يعرض عليّ القرآن كل سنة مرة، وقد عرضه عليّ في العام مرتين، ولا أراه إلاّ لحضور أجلي ثم قال: يا علي إني خيّرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها، وبين لقاء ربّي والجنّة، فاخترتُ لقاء ربّي والجنّة خالداً فيها، فإذا أنا متّ فتغسلني وأوصاه أن يكون هو الذي يلي أمره.

كان رسول اللّه لشدّة شكاته تلك الليلة لا يفارقه الامام علي والفضل بن العباس، وكان بلال عندما يؤذّن لكل فريضة يأتي إلى النبي صلى الله عليه وآله فيقول: الصلاة يا رسول اللّه، فإن قدر رسول على الخروج إلى الصلاة خرج وصلّى بالناس، وإن لم يقدر أمر عليا أن يصلّي بهم.

وفي صباح تلك الليلة أتاه بلال على عادته يؤذنه بالصلاة، فوجده قد ثقل عن الخروج، فنادى: الصلاة رحمكم اللّه، فأذّن رسول اللّه[ص] بندائه ورأسه في حجر الامام..لم يتمكّن من الخروج إلى المسجد.. هذا والمسلمون جالسون للصلاة فتقدّم ابو بكر إلى المحراب، فلمّا كبّر سمعه رسول اللّه فقال لمن حوله: سنّدونـــي وأخرجوني إلى المسجد.فخرج وهو معصّب الرأس معتمداً بين علي{ع} والفضل بن العبّاس ورجلاه يخطّان في الأرض من الضعف، أي وا نبياه وسيداه ..

اليوم الرسول معصب الراس // والدين متهدم من الساس // الزهرة تنادي بقلب منحاس // أنا اخاف بيت الكرم ينداس // وتهجم عليه أرذل الناس // تنادي اودمعتها سجيمة //يا بوي يالذاتك سليمة // تسلم يبو چفوف الكريمة// يا من علينه چنت خيمة// لا قالها الله اصبح يتيمة //أنا النوح من بعدك لجيمه // اوبس دمعتي تبقى سجيمة //أدري العدو ما بيه شيمة// يخليني بعدك بالهظيمة

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك