بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} [الكهف 50]
سنحاولُ البحثَ في هذا المجلس معرفة معاني كلمة “الشَّيطان” المُستخدمة بكثرة في كتاب الله ,ونبدأ بحثنا بالمعنى اللغوي للكلمة قبل أن نخوضَ في فهم استخداماتها في القرآن الكريم.
الشَّيطان في اللغة : كلمة شط [هي كل شيء بعد اشتطَّ عن المكانُ وبعد] نقول فلان اشتطَّ في حكمه: أي ظلم وبعد عن الحق .. فلان صار شيطانا أي جار على الناس وخدعهم وبين لهم وجوه عدة . واذا ادعى شخص قضية وبالغ فيها نقول: اشتطَّ في ادِّعاءاته: بالغ وتجاوز الحدّ..
اما معنى كلمة شيطان بالمعنى الفقهي ..تعني : الكافر من الجن. .. فلان تلبس فيه الشيطان او تلبس فيه الجن ..يقول علماء اللغة العربية ان معنى الشيطان هو [ كل من شطن أي بعد عن رحمة الله].. اذن كلمة الشيطان هو المبعد عن رحمة الله تعالى. آما كلمة ابليس : تعني [الذي يَئِسَ وتحيّر وسَكَتَ لانقطاع حُجَّته ].وله اسم غير هذا .يقول ابن حجر: في "الفتح": عن ابن عباس قال: لما كان ابليس مع الملائكة كان اسمه [عزازيل]، ثم إبليس وبعد.) ومن أسمائه ــ الحارث والحكم ــ،[كنيته أبو مرة].اهـ.
**تاريخ عزازيل .. او الحارث ابو مرة .الذي سمي بعد الحادثة ابليس. .ما هي وظيفته قبل خلقة ادم ولماذا فسق عن امر ربه. فى البداية نشر إلى أن الشيطان رفض أن يسجد لآدم، استكبارا بعدما نظر إلى أصل النشأة، وقال مبررًا رفضه لله سبحانه وتعالى "خلقتنى من نار وخلقته من طين".بعد انهيار ابليس عرف انه لعن[ معنى اللعن الابعاد] وانه طرد من الرحمة الالهية عرف انه افلس من كل شيء فطلب من الله عدم معاقبته حالا طلب { قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي } أي: أمهلني { إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } وليس إجابة الله لدعائه كرامة في حقه وإنما ذلك امتحان وابتلاء من الله له وللعباد ليتبين الصادق الذي يطيعه والذي يعرفه ويعرف اوامره ولا يطيعه.
وقال كثير من علماء التفسير ان خلق الجن قبل آدم{ع}، في تاريخ الخلقة الكونية "لما فرغ الله من خلق ما أحب، استوى على العرش، فأعطى ابليس منصبا رفيعا .. حيث {جعله على ملك الدنياٍ}،كان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن، [سموا الجن لأنهم خُزان الجنة]، فكان إبليس مع ملكه خازنًا، فوقع فى صدره إنما أعطاه الله هذ المزية على الملائكة".
**من تاريخ ابليس : كثير من الحكايات يذكرها ابن عباس ،يقول "إن الجن لما أفسدوا في الأرض، وسفكوا الدماء، بعث الله إليهم إبليس ومعه جند من الملائكة، فقتلوهم، وأجلوهم عن الأرض، إلى جزائر البحور"، وقال أيضا: "كان اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية عزازيل، وكان من سكان الأرض، وهو من أشد الملائكة اجتهادًا، وأكثرهم علمًا، وكان من قوم يقال لهم الجن"،.... بينما روى ابن أبى حاتم، عن سعيد بن جبير، أن إبليس «كان من أشرف الملائكة من أولى الأجنحة الأربعة"، ونقل عن ابن عباس «كان إبليس من أشرف الملائكة، وأكرمهم قبيلة، وكان خازنًا على الجنان، وكان له منصب " سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض بينما ذهب الحسن البصرى برأى مخالف لابن عباس: "لم يكن من الملائكة طرفة عين، وإنه أصل الجن، كما أن آدم أصل البشر"،: "كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة، فأسره بعضهم، وذهب به إلى السماء". اما فيما يتعلق بإيمان إبليس وكفره يذهب البعض أنه كافر يقول تعالى "إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين"، لكن هل معنى ذلك أنه أنكر وجود الله أم أنه كفر بأوامر الله وتكبر عليها، فهو عاصي .ولم يك جاحدا لربوبية الله, ظل إبليس مؤمنا بوحدانية الله وباليوم الآخر وقدرة الله عليه وهو من يحييه ويميته لذا طلب من الله الإنظار إلى يوم البعث وظل مؤمنا بالجنة والنار والثواب والعقاب، بل وحتى في قسمه أقسم بعزة الله.
*** راي اخر : يعتبر هذا الراي فريدا في تشدده .. الراي ينكر على إبليس إيمانه بوجود الله انطلاقا من [مفهوم الإيمان] أنه " ليس لقلقة لسان بل الايمان لا بد ان يكون (اعتقاد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح).
*** ما الفرق بين ابليس والشيطان .؟ ورد ذكر «إبليس» في إحدى عشرة آية في القرآن، وورد ذكر «الشيطان» في ثمان وستين آية،{يظن كثير من الناس أنهما بمعنى واحد} مخلوق واحد، بينما الحقيقة هناك فرق كبير فكلمة «إبليس» مخلوق خلقه الله من نار وعبد ما شاء الله في العبادة، ولكنه نازع الله واستكبر عن طاعته وعصى ربه، فطرده من رحمته .
فترك وظيفته العبادية فهبط على الأرض يهدد ويتوعد بإغواء بني آدم، وسيظل إلى أن تقومَ الساعة، ولذلك النصوص القرآنية حين تذكر إبليس تَذكره أنه متمرِّد الذي عصى ربَّه،
**اما الشيطان .. يعرف لغويا من ابتعد ونأى .. يقول عنه القران : في النصوص التي ذكرت اسمه ذكرَت الشيطان بنوع اخر.. فمعنى الشيطان كما بينا هو الابتعاد والثانية البلس والسكوت . وصفَت الانسان الذي يبتعد عن دين الله يبلس ويسكت .. النصوص حذَّرَت من الشيطان وعداوته لبني آدم. ولذلك اصبح عدد من البشر شياطين بهذا المعنى . يقول تعالى واصفا بعض البشر المنحرفين انهم شياطين: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بعض}. كلمة جعل التي وردت في الاية {وجعلنا لكل نبي} الجعل هو نظام الحياة في موضوع معين مثل {وجعلنا من الماء كل شيء حي}الذي جعلناه في حقك قد جعلناه لكل نبي. هذه سنة الله فيمن سبقك من إخوانك من الأنبياء أن الله سبحانه وتعالى يجعل لكل نبي عدواً من هؤلاء الشياطين.
وكلمة (كذلك) إشارة إلى أن مثل ذلك الجعل الذي جعلناه في حقك من وجود الأعداء الذين يكيدونك جعلنا لكل نبي من الأنبياء الذين سبقوك أيضاً عدواً من شياطين الإنس والجن، وهم الذين يضادونك ولا يؤمنون قد جعلنا لكل نبي تقدمك عدواً من مردة الإنس والجن فعلوا بهم ما فعل بك أعداؤك، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}. وهذا توضيح للنبي{ص}صفة هؤلاء الأعداء شياطين الإنس والجن أنهم مجرمون.
** معنى رمي الجمرات.. رمي الشيطان وكيف اصبحت من شعائر الحج.؟ معنى الجمرة .معنى الجَمْرَةُ في اللغة : القطعة الملتهبة من أي مادة والجمع جمراتٌ، وتؤخذ الجمرةُ من ارض الحصى بمزدلفة بمنى. اما في الاصطلاح الديني، [الجمرات الثلاث، وهو اسم لثلاث أماكن خاصة في منى على شكل أعمدة حجرية وكل واحدة منها يقال له جمرة] وهي الموقع الذي يرميه الحجاج ايام الحج .
** كيف تأسست شعيرة رمي الجمرات في التاريخ. ولماذا رمي الجمرات في مدينة مكة فقط دون الاماكن الاخرى.؟ تشير بعض الروايات، ان أول من رمى الجمار في هذا المكان هو نبي الله آدم[ع] اولا ثم رمى بنفس المكان ابو الانبياء ابراهيم {ع}رمي الجمرات من الاعمال الواجبة في الحج ويقصد به رمي أحجار صغيرة على [رمز الشيطان]. يأتي الحاج بهذا العمل في أرض منى في يوم عيد الأضحى. في رواية :عن الإمام علي، والإمام السجاد، والإمام الكاظم عليهم السلام، علة رمي الجمرات هي مواجهة نبي الله إبراهيم {ع} للشيطان حينما اراد أن يذبح ولده إسماعيل عليه السلام. وهذه الشعيرة تعتبر من شعائر الحج في زمن الجاهلية جزء من أجزاء الحج، وقد ذكرها أبو طالب في شعره.
** اذن الغاية من رمي الجمرات : انها جاءت من سنّة آدم{ع}لأنه في حجه طاف بالبيت ووقف في عرفات والمشعر الحرام ومنى ، فأمره الله أن يطوف مرّة اُخرى بطواف الزيارة والحبّ لله ، فتوجّه آدم إلى الكعبة المشرّفة ، إلّا إن إبليس هنا ناداه : يا آدم إلى أين تريد؟ فالتفت إليه ، فنزل جبرئيل وقال له : هذا هو الشيطان فأرمه ، فرماه وحدث ذلك ثلاث مرّات في ثلاث مواضع التي هي اليوم مواضع رمي الجمار الثلاث .وهو قوله تعالى:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بعض}أراد الشيطان أن يصرفه عن الحج فناداه ، فأمر جبرئيل أن يرميه فرماه فابتعد عنه ..
اما في قضية ابراهيم[ع] وكيف اصبحت سنة .. تكررت نفس الحادثة مع اختلاف في الموضوع . لان ابراهيم ابتلاه الله بذبح ابنه . فامتثل لأمر الله فعرض الموضوع على ولده اسماعيل, وهو نبي حتى لا يتفاجأ. وهو قوله : « قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ » هي رؤيا إبراهيم ذبح ابنه فقوله : « إِنِّي أَرى » تدل على تكرر هذه الرؤيا..!! هنا عرض الراي له كمت بينه القران. قال تعالى : « فَانْظُرْ ما ذا تَرى » يعني اترك الامر اليك ففكر فيما تقول,واني لو وافقت سأقوم بذبحك ففكر فيما ستقول وعين رأيك فيه ، وهذه الجملة دليل على أن إبراهيم{ع} فهم من منامه أنه أمر من قبل الله بالذبح مثل له في مثال نتيجة الأمر ولذا طلب من ابنه الرأي فيه وهو من باب الاختبار, لان الثبات على امر الله له اجر عظيم . هنا اريد ان اقف قليلا في موقف علي بن ابي طالب{ع} وحادثة كسر ظلع الزهراء{ع}.
*** كثير من الناس يثيرون سؤال ليبعدوا حادثة كسر الضلع. وهو قولهم لماذا لم يقوم الامام بالدفاع عن زوجته وابنة عمه ..!؟ الحواب ان عليا من سنخ الانبياء , فلا نقيسه بقياساتنا العشائرية والعائلية, وهناك عدد من الانبياء قتلوا من اجل كلمة حق. وهم انبياء كرام . ولكن قتلهم لا يساوي شيئا امام بقاء دين الله. اليك بعض النصوص .
***وردت عدة آثار عن الصحابة والتابعين في قتل انبياء الله زكريا ويحيى ذكرها الطبري وابن كثير، [الظاهر أنها مأخوذة من أهل الكتاب]، من أصحها ما روى ابن أبي شيبة في المصنف عن عروة بن الزبير قال: قتل يحيى بن زكريا بسبب امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست وكانت من ارحامه. وذكر القران الكريم حوادث قتل انبياء من قبل بني اسرائيل: ذكر القران قتل بني إسرائيل للأنبياء كما في قوله تعالى:{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ }. واهل مكة الذين قتلوا عائلة عمار بن ياسر وقتلوا عددا من المسلمين يوم بدر. وقتل حمزة عم النبي{ص} في يوم احد ولما مكنه الله منهم في تحرير مكة من رجسهم .. لم ينتقم بل اطلقهم دون أي عقوبة. وكان بامكانه ان يقتلهم وهو في اجواء معركة.. فكيف نطالب عليا {ع} ان يقلب الطاولة على الاسلام ويثيرها حربا من اجل ضلع الزهراء مع عظمتها وراس الامام علي وكبد الحسن وقتل الحسين كلها تصب في طاعة الله لإبقاء كلمة الله هي العليا . ثم ان اسماعيل هو نبي وابو النبي محمد{ص} كيف وافق عن رحابة صدر .. لماذا لم يعترض خاصة هو غلام وهو الوحيد لامه بل: « قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ » جواب واضح إظهار الرضا بالذبح قال : افعل ما تؤمر ولم يقل اذبحني إشارة إلى أن أباه {مأمور بأمر ليس له إلا الطاعة. اعود لموضوع الجمرات .. بينما كان ابراهيم متوجها للمذبح ، تمثّل له إبليس قائلاً: كيف للوالد أن يذبح ولده ؟! فأمره جبرئيل أن يرميه حتّى لا يثبّطه في عزيمته ..
(*) اذن رمي الجمار يرمز إلى رمي الشياطين من الجنّ والانس ، فمن كان الشيطان قرينه ، أو كان يوسوس في صدره فكيف يرميه ؟! فلابدّ التخلّص من الصفات الشيطانيّة ودفعها حتّى يستعد لتلقى الروح الملاكي.
** التفاتة القران واضحة ان كل من يقوم بعمل يبعد الفرد او الجماعة عن احكام ودين الله يسميه القران [شيطان] حتى لو كان من جنس البشر ,يقول تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ}اذن ممكن ان يقوم الانسان بدور الشيطان ويكون من فصيلة الشياطين.!! في رواية .(أن أبا ذر كان يوما يصلي ، فقال له النبي {ص}" تعوذ يا أبا ذر من شياطين الإنس والجن " فقال : أو إن من الإنس شياطين ؟ فقال رسول{ص} " نعم " .
النصوص التي تحدَّثَت عن الشيطان كان الحديث فيها مركزًا على الابتعاد عن تعاليم القران , سواء كان في اللفظ او في العمل . كما نرى في زماننا هذا وسائل الاعلام كيف تحولت الى شياطين. لا تتعجب هناك نبي اغواه الشيطان فابتعد عن اوامر الله تعالى: قال تعالى:﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ﴾ قال تعالى:﴿ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ هذه الآية واضحة . لان النساء مادة الشيطان الاساسية.
** ما الفرق بين الجن والشيطان وإبليس.. ولماذا خلقهم الله سبحانه؟ اختلف أهل العلم اختلفوا في أصل الجن، قالوا: إن الجن ولد إبليس، والإنس ولد آدم، ومنهم مؤمنون وكافرون، قال ابن عباس: الجن هو ولد الجان، وليسوا بشياطين وهم يموتون وفيهم المؤمن والكافر.
**جاء فى "حياة الحيوان الكبرى" للدميرى المشهور أن جميع الجن من ذرية إبليس " بل الجن وإبليس واحد" منهم ذريته بنص القرآن الكريم. في قوله تعالى:{أفتتخذونه وذريته أولياء من دونى وهم لكم عدو} [الكهف : 55]، وهناك راي(أن الجن تشمل الملائكة وغيرهم ممن اجتنَّ أى استتر عن الأبصار)،والعرب تسمى الحية شيطانا.
**أما الحكمة من خلقهم, فهى امتحان بنوا آدم هل يستجيبون لأمر الله أو لأمر الشيطان، وإيمان المؤمن لا تكون له قيمته إذا كان نابعا منه ذاتيا بحكم أنه خلق مؤمنا كالملائكة، فان استقر الإيمان بعد الانتصار فى المعركة الشيطان في نفسه..[ لان شغل ووظيفة الشيطان انه يغوى الناس]ولذا يكون جزاء المؤمن عظيما، لأنه حصل بتعب ومجاهدة . قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.. [العنكبوت : 69].والحياة الدنيا لابد فيها من معركة بين الخير والشر، تتناسب مع خلق الله لآدم [على وضع يتقلب فيه بين الطاعة والمعصية]، وعادة يتزعَّم الشيطان هذه المعركة انتقاما من آدم الذى طرد الشيطان من الجنة بسببه . جداء في القرآن الكريم: {قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم]، وحذر الله الإنسان من طاعة الشيطان فقال: {ألم أعهد إليكم يا بنى آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين} فمجاهدة الشيطان لها ثواب، وقد سئل أحد العلماء: لماذا خلق الله إبليس؟ فقال: لنتقرب إلى الله بالاستعادة منه ومخالفته........راي الشيعة:...شيطان، يطلق على كلّ بعيد عن الخير، سواء كان من الجن أو الإنس أو الدواب، والفرق بينه وبين إبليس أن الشيطان عام يشمل كل تمرد، ((أما إبليس فهو اسم خاص للشيطان الذي وسوس للنبي آدم (ع)، وامتنع عن السجود له))،
حينما طردَ الله إبليس رجا أن يُنظَره إلى يوم البعث، فأمهله الله إلى يوم الوقت المعلوم. وحذّر الإنسان من وساوسه في عديد من الآيات لكي لا يبتعد عن الحق. وتدلّ الآيات القرآنية على أن الشيطان لا يملك إلا دعوة الإنسان إلى الذنوب ولا سلطانَ له عليه {لا يتمكن من إرغامه عليها}،
** هناك قصة عن سفينة نوح{ع} حين اركب من كل زوجين اثنين . راى شيخا جالس القرفصاء فعرفه انه الشيطان. فنهره وامره ان ينزل حتى لا يلوث افكار من صعد السفينة. فقال انا عندي قدرة ان ابقى في نفوس الناس ولكن اعلمك معلومة عن عملي وطريقة تنفيذ العمل في الانسان . قال تحدث لنسمع. قال اذا غضب ابن ادم فاستحوذ على عقله في حال الشدة والغضب , فاكون لسانه الذي يتحدث به. ويده التي يبطش بها. وعقله الذي يفكر به .اي اصبح الانسان بعيدا تماما عن الانسانية.
***ذكر الشيخ مكارم الشيرازي في تفسير الأمثل: أن كلمة الشياطين تشمل العُصاة من البشر،أما إبليس فهو اسم عَلَمٍ خاص للشيطان الذي وسوس لآدم(ع) وامتنع عن السجود له،[هناك ثلاثة آراء في جنس (إبليس): الأول: أنه جن ،والثاني: أنه ملك، والثالث: أنه ملك ممسوخ. **واعتُبر القرآن الكريم الشيطان عدوا دائما للإنسان يعمل في إغوائه وإضلاله. وحين يغوي الشيطان الانسان ويغريه بالماديات او بالشهوات يتحول الانسان الى شيطان بصورة ادمي. والله لم يخلق الشيطان لكي يوسوس في قلوب الناس ويقوم بإغوائهم وإبعادهم عن الخير والسعادة، بل خلقه مُختارين وزودهم بوسائل دفاع هو العقل وارسل لهم الانبياء وانزل لهم الكتب المقدسة, وجعل للانسان كل الطرق متاحة له للابتعاد عن وسوسة الشيطان في نفسه . فالانسان دائما يعيش في صراع . فان صرعه الشيطان فقد غوى وهوى .فاصبح(إبليس وأنصاره) ضعفاء في تأثيرهم، وذكر أيضا أن إبليس والشياطين والجانّ لا يتمكنون من الاطلاع على الغيب والأمور الخفية وكذلك الأمر بالنسبة إلى السماوات وأخبارها.
وتنحصر سلطة الشيطان في التشريع لا التكوين؛ لأن التعاليم الإسلامية تؤكّد أن الشيطان لا يتمكن إلا من الوسوسة لتشجيعه على اقتراف المعاصي لا أكثر، حتى أن سلطته لا تشمل إلا الذين يتبعونه. واقوى وسائل الدفاع سهلة جدا ان يعزم الانسان عن الابتعاد عنه بالاستعاذة منه. ولكن من اسهل حالات الاستحواذ على قلب الانسان حين يأكل لقمة حرام.
(***) وتجلى حضور الشيطان في اليوم العاشر من محرم في كربلاء. وقد بينها الحسين (ع) لما قال لهم: هؤلاء قوم استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله العظيم . فتبا لهم ومما يريدون . انا لله وانا اليه راجعون. وذكرهم عن نفسه الطاهرة .. فقال : ويحكم هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي .؟ الست انا ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه واول مصدق بالله وبما جاء من عند عند ربه . اوليس حمزة سيد الشهداء عم ابي . اوليس جعفر الطيار في الجنة عمي . اولم يبلغكم قول جدي رسول الله{ص} لي ولأخي هذا سيدا شباب اهل الجنة . فصاروا لا يكلمونة .
لم انسه اذ قام فيهم خاطبا.. فاذا هم لا يملكون خطابا.. يدعو الست انا بنت نبيكم..وملاذكم ان صرف دهر نابا.. هل جئت في دين النبي ببدعة.. او كنت في احكامه مرتابا .. فغدوا حيارا لا يرون لوعضه.. الا الاسنة والسهام جوابا . بل تجلت صوره الشيطانية حين نكروا انهم كتبوا اليه رسائل ان يقدم عليهم .. وحين يتلبس الشيطان قلب الانسان فانه يقوم بقتل عقيدته ..يتلون بعدة وجوه ويكون منافق بامتياز . ولذا طلب العباس من الحسين ان ياذن له ليثبت للدنيا وقوف العباس ضد التيار الشيطاني ووصفهم بالمنافقين .أأذن لي ان اخرج لهؤلاء المنافقين .
[ تذكر شيء عن قتال العباس ] ووداع العباس للحسين ووصيته.
بلغ سلامي يا عزيزي للمصونة.. وكولولها راعي العلم لا ترتجونه.. كطعوا جفوفه وصوبوا بالسهم عينه..وعظمي الاجر لمن وصلتي لام البنين .. كولولها اولادج ضحايا بارض الطفوف .. وعباس يم المشرعة مكطوع الجفوف .. عباس كبش كتيبتي ........
https://telegram.me/buratha