ظهر احد المعممين عاش في اوربا وتخلق بأخلاقهم ليعلن من احدى الشاشات الفضائية العراقية ان الغناء ليس حراما وانه يسمع بعض المطربين وعدد اسماءهم. ولما لم يرد عليه احد تجاسر على الثوابت الاسلامية من خلال كلامه { ان القداسة لا تشمل البشر انما مختصة بالله تعالى}.
وردا على هذا الراي الصادر من ثقافة مستوردة بعد الاحتلال كبقية المستحدثات التي يتحدث بها المشايخ الندنيون اود ان اهمس في ذهن هذا المتعملق بالثقافة الاسلامية الامريكية . ان القداسة هي حالة عامة لكل شيء مشرفً (ويتلقاها المتدينون انها كل ما يقربك لله تعالى) فهو مقدس وهذه الكلمة لا تنحصر في مكان او مسجد او شخص { يستحق الاحترام الروحي وفيه رهبة ملهمة تؤدي الى خشوع وتعطي الروح درجة من السمو.. مثلا زيارة قبر النبي او الامام علي عليهما السلام او المشي بين الحرمين في كربلاء يختلف من الناحية الروحية المشي في شارع عام او في حديقة . العامل الروحي يعطي هناك قدسية تقربك الى الله تعالى
نوجه الى الرواية التالية : الإمام الحُجّة{عج} يُبيّن لنا معنى قَولهِ تعالى: «فاخلعْ نَعليك إنّك بالواد المقدَّس طُوى» سأل سَعد الأشعري الإمام {عج}قال:(أخبرني يا ابنَ رسول الله عن أمْر اللهِ لنبيّه مُوسى "ع" «فاخلع نَعليك إنّك بالواد المقدَّس طُوى» فَإنَّ من فُقهاء الفريقين يزعمونَ أنّ نعليّ موسى كانتا مِن جِلد الميتة - فقال الإمام "ع": مَن قال ذلك فقد افترى على مُوسى واستجهلَ نُبوَّته، لأنّ الامر لا يخلو مِن خَطيئتين: إمّا أن تكونَ صلاةُ مُوسى في النعلين - جائزة أو غير جائزة، فإنْ كانتْ صلاتُهُ جائزةً جازَ لهُ لبسهما في تلكَ البقعة وإنْ كانتْ حتى لو كانت تِلك البقعة - مُقدَّسة فليستْ أقدس وأطهر مِن الصلاة، وإنْ كانتْ صَلاتُهُ غَيرُ جائزةٍ فيهما فقد اعتبروا مُوسى لا يعرفْ الحلال والحرام، وما عَلِمَ ما تَجوزُ فيهِ الصلاة وما لَم تَجزْ، وهذا كُفْر..فقال سعد للإمام: فأخبرني يا مَولاي عن تأويل المَعنى الحقيقي - فيهما قال "ع" :إنَّ مُوسى نَاجى ربَّهُ بالواد المُقدَّس فقال:يا ربِّ إنّي قد أخلصْتُ لكَ المَحبَّة وغَسلتُ قَلبي عَمّن سِواك. وكان موسى شَديدَ الحُبِّ لأهله. فقال الله تعالى: «اخلعْ نعليك» أي أنزعْ حُبَّ أهلكَ مِن قلبك إنْ كانتْ مَحبّتُكَ لي خالصة، اذن الواد المقدس هو حب الله . قول الله تَعالى لمُوسى (أنزعْ حُبَّ أهلكَ مِن قلبك إنْ كانتْ مَحبّتُكَ لي خالصة..) الله تعالى لا يُريد مِن مُوسى ولا مِن غيره أن لا يُحبّ أهله.. ولكن حُبّ الله وحُبّ أولياء الله شيء، وحُبّ الأهل وحُبّ الدُنيا شيءٌ آخر.يقول تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} هنا قداسة القلب حين يكون وعاء لحب الله ورسوله وال بيته{ع} ..والسلام عليكم
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha