طهارة المولد وطيب الولادة الينبوع الذي يروي جميع الأخلاق النبيلة التي تتسابق لها العقول التي تريد التكامل والسمو في عالم الفضيلة والصفات الحميدة ، وقد أظهر رسول الله صلى الله عليه واله الطريقة المثلى لمعرفة طهارة المولد وطيب الولادة عن طريق حب علي بن ابي طالب عليه السلام وجعلها متلازمة ما بينها وبين حب علي بن ابي طالب عليه السلام ، لأن طهارة المولد نتاج حب علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهذه المتلازمة قد ذكرها رسول الله صلى الله عليه واله في عشرات الأحاديث وأصبحت من الشهرة بحيث كان الأنصار يعرضون أولادهم على علي بن ابي طالب عليه السلام حتى يعرفوا طيب او خبث ولادتهم وقد ذكره الشعراء في أشعارهم ، ومتلازمة حب علي بن ابي طالب عليه السلام وطيب الولادة تجدها منقوشة على سطور كتب العامة والخاصة وصحاح الأحاديث ولا يجادل فيها إلا المبغض الناصبي الذي تذكر حقيقته الأحاديث نفسها وتقول عنه بأنه خبيث الولادة : وهذه بعض الأحاديث التي تذكر متلازمة حب علي بن ابي طالب عليه السلام وطيب الولادة .
قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي ( يا علي لا يحبك إلا من طابت ولادته ولا يبغضك إلا من خبثت ولادته ولا يواليك إلا مؤمن ولا يعاديك إلا كافر )( 1) ، وقال رسول الله صلى الله عليه واله ( لا يحبك إلا طاهر الولادة ولا يبغضك إلا خبيث الولادة)(2) ، وقال أيضاً رسول الله صلى الله عليه واله (يا علي من أحبني وأحبك وأحب ألأئمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده فإنه لا يحبنا إلا من طابت ولادته ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته)( 3) ، وقال رسول الله صلى الله عليه واله في علي عليه السلام ( يا أيها لناس امتحنوا اولادكم بحبه ، فإن علياً لا يدعوا الى ضلال ولا يبعد عن هدى فمن أحبه فإنه منكم ومن ابغضه فإنه ليس منكم )( 4) ، وقال رسول الله صلى الله عليه واله ( من أحب علياً كان طاهر الاصل ومن أبغضه ندم يوم الفصل )( 5) ، وقد ذكر الرواة أن الصحابة والأنصار كانوا يعرضون ابنائهم على حب علي عليه السلام حتى يتأكدوا من طيب ولادتهم ، روي عن عائشة انها قالت كنا نختبر أولادنا على عهد رسول الله صلى الله عليه واله بحب علي ابن أبي طالب عليه السلام فمن أحبه علمنا أنه لرشده (6) ، وكان جابر بن عبد الله الأنصاري (رض) وهو يدور على مجالس الأنصار ويقول : علي خير البشر فمن أبى فقد كفر: يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي فمن أبى فانظروا في شأنه أمه )(7) ، عن النبي صلى الله عليه واله ( من لم يعرف حق عترتي من الأنصار والعرب فهو لإحدى ثلاث : إما منافق وإما ولد زنية وإما إمرء حملت أمه في غير طهر )( 8) ، عن مالك بن أنس قال ( قالت الأنصار : اذا كنا لنعرف الرجل لغير أبيه ببغضه علي بني طالب عليه السلام )( 9) ، عن أنس في حديث آخر ( كان الرجل من بعد خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم يقف على طريق علي عليه السلام إذا نظر اليه أومأ بإصبعه : يا بني تحب هذا الرجل ؟ فإن قال نعم قبله وإن قال لا خرق به الأرض وقال له الحق بأمك )( 10)
وقد سجل الشعراء ظاهرة اختبار الأنصار لأولادهم بحب علي عليه السلام بعشرات القصائد ومن هؤلاء القنجكردي النيشابوري بهذه الأبيات الشعرية :
إذا ذكرت الغر من هاشم تنافر عنك الكلاب الشاردة
فقل لمن لامك في حبه خانتك في مولدك الوالدة ( 11)
ونذكر هنا رواية تظهر كيف يصبح مبغضي علي بن ابي طالب عليه السلام خبيثي الولادة ،عن مجاهد عن أبن عباس قال بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله (صلى الله عليه واله) يحدثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شيء عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة قال فتفل رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال لعنت او قال خزيت شك إسحاق قال فقال علي بن ابي طالب ما هذا يا رسول الله (صلى الله عليه واله) قال أو ما تعرفه يا علي قال الله ورسوله أعلم قال هذا إبليس فوثب إليه فقبض على ناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه وقال يا رسول الله أقتله ، أما علمت أنه قد أجل الى الوقت المعلوم قال فتركه من يده فوقف ناحية ثم قال ما لي ولك يا ابن ابي طالب والله ما أبغضك أحد إلا قد شاركت أباه فيه إقرأ ما قال الله تعالى " وشاركهم في الأموال والأولاد )( 12) ، وبعد هذه الأحاديث والروايات نقدم البشرى لكل من أحب ابا الحسن علي بن ابي طالب عليه السلام من خلال هذا الحديث قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) يا علي بشر شيعتك وأنصارك بخصال عشر : أولها طيب المولد وثانيهما حسن إيمانهم بالله وثالثهما حب الله عز وجل لهم ورابعها الفسحة في قبورهم وخامسها النور على الصراط بين أعينهم وسأدسها نزع الفقر من بين أعينهم وغنى قلوبهم وسابعها المقت من الله عز وجل لأعدائهم وثامنها الأمن من الجذام يا علي وتاسعها إنحطاط الذنوب والسيئات عنهم وعاشرها هم معي في الجنة وأنا معهم )( 13) . أليس إتباع علي بن ابي طالب عليه السلام غاية العقلاء والحكماء وكل ممن يريد التكامل في هذه الحياة والفوز بسعادة الدنيا والجنان في الآخرة جعلنا الله وإياكم ممن أحب وأتبع أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام .
(1) بحار الأنوار – لعلامة لمجلسي ج27ص145(2) بحار الأنوار ج27ص145 ، الثاقب في المناقب- ابن حمزة الطوسي ص123(3) الأمالي – الشيخ الصدوق ص562(4) تاريخ دمشق – ابن عساكر ج2 ص288(5) جامع الأخبار ج54ص64(6) الثاقب في المناقب – ابن حمزة الطوسي ص123(7) إختبار معرفة الرجال – الشيخ الطوسي ج1ص237، الأمالي- الشيخ الصدوق ص136(8) الإمام علي بن ابي طالب (ع) – أحمد الرحماني الهمداني ص159 ، ينابيع المودة – القندوزي ج2ص70- ص129(9) أسنى المطالب ص59 ، الامام علي بن أبي طالب (ع) – احمد الرحماني الهمداني ص159(10) ينابيع المودة – القندوزي ص133(11) ينابيع المودة – القندوزي ج2ص70-ص129، الامام علي بن ابي طالب (ع)- احمد الرحماني الهمداني ص159 (12) تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر-ج42ص289(13) الخصال- الشيخ الصدوق ص430
خضير العواد
https://telegram.me/buratha