( حب علي عليه السلام والإيمان)
لم يترك رسول الله صلى الله عليه واله الأمة وإلا ذكر لها أفضل الطرق لمعرفة إيمان المرء ودرجة هذا الإيمان ، وبسبب أختلاف عقول ووعي وعلمية الناس فقد أرشدهم الرسول صلى الله عليه واله الى الطريقة المثلى التي يتمكن بها جميع الناس من الأخذ والتعرف من خلالها على إيمانهم ومدى عمق هذا الإيمان ، هذا الإيمان الذي اراده الله سبحانه وتعالى للبشرية جمعاء حتى يفوزوا بسعادة الدنيا والجنان في الآخرة ، وهذه الطريقة التي أرشد إليها رسول الله صلى الله عليه واله في معرفة الإيمان معروضة على ابناء هذه الأمة بل الإنسانية جمعاء بالتساوي والعدالة الربانية فلا يفضل فيها الغني عن الفقير او الوجيه عن الوضيع فهي الطريقة المثلى والفريدة في معرفة إيمان العبد إنها حب علي بن ابي طالب عليه السلام ، فقد ذكرها رسول الله صلى الله عليه واله في عشرات الأحاديث في أماكن وأوقات مختلفة وقرن من خلالها الإيمان بحب علي بن ابي طالب عليه السلام فلا إيمان بدون حب علي بن ابي طالب عليه السلام .
قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي رضي الله عنه ( حبك إيمان وبغضك نفاق وأول من يدخل الجنة محبك وأول من يدخل النار مبغضك) (1) وقال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام ( لا يحبك إلا مؤمن تقي ولا يبغضك إلا فاجر ردي)(2) وقال ايضاً رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام ( لولاك ما عرف المؤمنون من بعدي)(3) وقال رسول الله صلى الله عليه واله ( علي مني وأنا من علي وعلي ولي كل مؤمن بعدي حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة)(4) عن عمار بن ياسر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلي بن أبي طالب ( إن الله تبارك وتعالى زينك بزينة لم يزين العباد بزينة مثلها إن الله تعالى حبب إليك المساكين والدنو منهم وجعلك لهم إماما ترضى بهم وجعلهم لك أتباعا يرضون بك فطوبى لمن أحبك وصدق عليك وويل لمن ابغضك وكذب عليك فأما من أحبك وصدق عليك فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في جنتك وأما من أبغضك وكذب عليك فأنه حق على الله عز وجل أن يوقفهم مواقف الكذابين)(5) وقال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)(6) وقال رسول الله صلى الله عليه واله ( جاءني جبريل من عند الله بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض : إني افترضت محبة علي بن أبي طالب على خلقي فبلغهم ذلك عني) (7) وقال أيضاً رسول الله صلى الله عليه واله (ان الناس لو اجتمعوا على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار)(8) وقال رسول الله صلى الله عليه واله ( يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قربيها أخي وأبن عمي علي بن أبي طالب فإنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد عذبه الله عز وجل )(9) .
فقد ذكرنا بعض الأحاديث التي ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه واله أهم الطرق لمعرفة الإيمان ومعرفة طريق الجنان فبدونه فليس هناك إيمان ونضيّع طريق الجنان إنه حب الإمام علي عليه السلام و في آخر هذا المقال نذكر حديث يبين لنا لماذا حب علي عليه السلام غاية العقلاء وهدف الحكماء والحقيقة التي يبحث عنها العلماء ، وبإسناده عن أبن عمر قال سألت النبي صلى الله عليه واله وسلم عن علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه ، فغضب ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : ما بال أقوام يذكرون من له منزلة كمنزلتي ،ألا من أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني رضي الله تعالى عنه ومن رضي الله عنه كافاه بالجنة ألا من أحب علياً يقبل صلاته وصيامه و قيامه واستجاب الله له دعاءه ، ألا ومن أحب علياً استغفر له الملائكة وفتحت له ابواب الجنان فدخل من اي باب شاء بغير حساب ألا ومن أحب علياً لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه في الجنة ألا ومن أحب علياً هون الله عليه تبارك وتعالى سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة ألا ومن أحب علياً بعث الله إليه ملك الموت برفق ودفع عنه هول منكر ونكير ونور قبره وبيض وجهه ألا ومن أحب علياً أظله الله في ظل عرشه مع الصديقين والشهداء ألا ومن أحب علياً نجاه الله من النار ألا ومن أحب علياً تقبل الله منه حسناته وتجاوز عن سيئاته وكان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء ألا ومن أحب علياً أنبت الله الحكمة في قلبه وأجرى على لسانه الصواب وفتح الله له أبواب الرحمة ألا ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش أن يا عبد الله استأنف العمل فقد غفر الله لك الذنوب كلها ألا ومن أحب علياً وضع الله على رأسه تاج الكرامة وألبسه حلة السلامة ألا ومن أحب علياً مرَّ على الصراط كالبرق الخاطف ألا ومن أحب علياً أمن من الحساب والميزان والصراط ألا ومن مات على حب آل محمد صافحته الملائكة وزارته الأنبياء وقضى الله كل حاجة كانت له عند الله عز وجل ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة قالها ثلاثاً)(10) .
وهل توجد غاية للعقلاء أكثر أهمية من محتوى ما ذكره حديث رسول الله صلى الله عليه واله جعلنا الله وإياكم ممن أحب علي بن أبي طالب عليه السلام .
(1) نور الابصار ص93(2) المناقب – الخطيب ص228 ، إحقاق الحق ج7ص201(3) المناقب ص70(4) أسنى المطالب الباب السابع ص35 رقم 24(5) مجمع الزوائد ج9ص132(6) كفاية الطالب ص31 ، ونفس المحتوى مذكور في الخصائص ص27(7) توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص369 مخطوط ورواه الخوارزمي في المناقب الفصل السادس ص27(8) بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج39ص248(9) العمدة – ابن البطريق ص 2772، ذخائر العقبى – محب الدين الطبري ص91(10) توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 374 ، بشارة المصطفى (ص) ج1 ص36 ، بحار الأنوار ج39ص277
خضير العواد
https://telegram.me/buratha