الشيخ عبد الحافظ البغدادي
بسم الله الرحمن الرحيم
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم : 27]
حين يموت الانسان ويقبر , يدور في ذهن الاحياء اسئلة كثيرة , منها ما الذي سيجري عليه الان وهو في اول يوم من ايام البرزخ..؟ كيف سيأتيه الملكان .وباي صورة .؟ ماذا يسالانه. هل يمكن ان يجيب بطلاقة ..؟ ويبدا ذوي الميت بالبحث عن وسائل للتواصل مع ميتهم , تواصل يكون فيه فائدة . مجمل ما يدور في نفس ذوي الميت . ما ينفع الميت بعد موته.؟.
مما لا شك فيه يتم اختيار الحسنات , لان الميت في اول يوم يساله الملكان اسئلة تتعلق بالعقيدة ,( وجاء في عقيدة المسلمين حديث للنبي(ص)ان هناك تواصل ما بين عالم الدنيا وعالم البرزخ يمكن ان نقدم فيه فائدة للميت{ حينما يموت الإنسان ينقطع عمله ويتوقف كماله،لانه انتهى بموته وقت الزرع، واقبل وقت الحصاد}، لكن الله جعل استثناء لرحمة الإنسان بعد الموت من خلال نوعين من الأعمال ترفده في قبره بروافد تنفعه في وحشته .وهما:(آثار الميت في حياته، وهدايا المؤمنين له).
** ما هي آثار الميت في حياته...؟: ورد عن النبي{ص}"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". الفقرة الاولى هو العلم الذي يتركه ينتفع به الآخرون. آو صناعة تفيد البشرية بصورة عامة .
** راي المذاهب الاسلامية :من العلماء من قال: إنه يلحق الميت وأنه ينتفع بذلك، {قاسوه على الصدقة فقط}.والصدقة لها ابواب متعددة سواء الطعام او المال او أي صدقة جارية .. وانكر علماء اخرون وصول أي ثواب وبر للميت قالوا : {أن العبادات توقيفية} أي موقوفة على نص ، لا يسمح فيها إلا بما جاء به الشرع نصًا، ولم يرد في السنة عن النبي ﷺ ولا في الكتاب العزيز ما يدل على شرعية تثويب القرآن، أو الصلاة، أو الصوم لمن ليس عليه صوم واجب، فلما لم يأت هذا وجب تركه؛ لأن المؤمن إنما يفعل ما أمر به وشرع له، والنبي ﷺ يقول: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد يعني: هو مردود ،اما في النصوص التوقيفية إذا مات وعليه صيام من رمضان أو كفارة أو نذر، يؤدى عنه،يؤدي عنه أقاربه، أما صوم يتطوعون به عنه أو صلاة أو قراءة قرآن، فهذا لم يرد فيه دليل يدل عليه، فوجب ترك ذلك وقوفًا مع النصوص. اما الصدقة الجارية كالمسجد يساهم في بنائه. يعني قرنت ببناء مسجد.
*** راي الشيعة :.مجرّد أن ينتقل الإنسان إلى العالم الآخر، تبدأ مرحلة من العلاقة بين الأحياء والأموات، غايتها برّ الحيّ بالميّت، حيث يقوم بأعمال ويهديها إليه، وتسمى الهدايا يقول الائمة المعصومون : انها تفرح الأموات كما يفرح الأحياء بالهدية، وعند الشيعة إنّ آثارها وثوابها تطال الطرفين كونها تربط الإنسان الحيّ بعالم البرزخ، فيسعى الى إتيان الاعمال الصالحة ويهدي بعضاً منه إلى الميّت.. ما هي اعمال البر..؟
** أمّا أهمّ الأعمال التي على الحيّ القيام بها للميّت فهي:
اولا : إكرام الميّت: اكرامه بقيام الحيّ بتجهيزه من تغسيل، وتكفين، وتشييع ،حتّى إيصاله إلى قبره، ورد عن الإمام الصادق(ع) "من غسّل ميّتاً فستر وكتم، خرج من الذنوب كما ولدته أمه"، وعنه {ع} "من كفّن مؤمناً كان كمن ضمن كسوته إلى يوم القيامة" ، وعن الرسول{ص} "أوّل تحفة المؤمن أن يغفر له ولمن تبع جنازته"(يعني التشييع ).
بعد التشييع تبدأ مرحلة جديدة, هي الصلاة على الميّت: ورد عن النبيّ {ص} "من صلّى على الميّت صلّى عليه جبرائيل وسبعون ألف ألف ملك، وغفر له ما تقدّم من ذنوبه وما تأخّر" يعني يدعو له جبرائيل.
صلاة الوحشة: وهي من الأعمال التي يحتاجها الميّت من الحيّ بعد الدفن؛ لأنّه ينتقل إلى عالم مجهول غريب عليه، الصلاة تساعده على تخفيف الغربة عنه، كما أنّ ثوابها يعود إلى الحيّ كما إلى الميّت.
المرحلة الثانية :الصدقة عن الميّت بدلا من صلاة الوحشة ..عندنا ادلة عن الرسول {ص}"إذا تصدّق الرجل بنيّة الميّت أمر الله جبرائيل أن يحمل إلى قبره تحمله الملائكة إلى قبره يسلمون عليه ويقولون هذه هدية فلان ابن فلان, فيقضي الله له حاجاته..
وردت روايات عن المعصومين عليهم السلام على استحباب الصّدقة والحثّ عليها. ويتأكّد الاستحباب في أوقات مخصوصة، كالجمعة ويوم عرفة وشهر رمضان. كما ويتأكّد الاستحباب على عناوين مخصوصة من الناس،{الجيران والأرحام} ورد في الخبر: "لا صدقة وذو رحم محتاج" : "ليس شيء أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد اللهّ تعالى قبل أن تقع في يد العبد". هذا ورد عن الإمام زين العابدين {ع}أنّه "كان يقبّل يد المتصدّق عليه) ، فقيل له في ذلك، فقال: إنّها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ".
** ومن الفوائد للميت :تأدية الواجبات عنه : اولها :إنّ تبرئة ذمّة الميّت من حقوق الناس،{كالديون والامانات والتجاوزات وغيرها}، بعدها تؤدي عنه حقوق الله تعالى لما فاته من العبادات(الصلاة الواجبة، والصيام، والخُمس، والزكاة والحج وغيرها)... هذه أعمال واجبة ينبغي لأولاد وبنات الميت أداؤها، قبل الإتيان بأيّ عمل مستحبّ. مثل مجالس الفاتحة , او اطعام الطعام .او بذل مواد عينية وغيرها ..***
**ورد عن الإمام الصادق (ع)"يدخل على الميّت في قبره الصلاة والصوم والحجّ والصدقة ثم اعمال البرّ والدعاء، ويكتب أجره لمن"يفعله وللميّت"، من عمل من المسلمين عن ميّت عملاً صالحاً ضاعف الله له أجره ونفع به الميّت" . وقد ورد عن رسول الله{ص}أنّه قال: "اهدوا لموتاكم، فقلنا: يا رسول الله وما هديّة الأموات؟ قال: الصدقة والدعاء.!! وقال{ص} إنّ أرواح المؤمنين تأتي كلّ جمعة إلى السماء الدنيا الى اهلهم وبيوتهم ينادي كلّ واحد منهم بصوت حزين باكين: يا أهلي ويا وُلدي ويا أبي ويا أميّ وأقربائي: أعطفوا علينا يرحمكم الله بالّذي كان في أيدينا، والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا...أعطفوا علينا بدرهم، أو رغيف، أو بكسوة يكْسوكم الله من لباس الجنّة. ثمّ بكى النبيّ{ص}وبكينا معه، ثمّ قال : أولئك إخوانكم في الدين فصاروا تراباً رميماً بعد السرور والنعيم، فينادون بالويل والثبور على أنفسهم يقولون: يا ويلنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنّا نحتاج إليكم، فيرجعون بحسرة وندامة وينادون أسرعوا صدقة الأموات".( مستدرك الوسائل، ج2، ص 484.)في رواية عن الإمام الصادق(ع)قال: "من عمل من المؤمنين عن ميت عملاً ضاعف الله له أجره وينعم به الميت" .مهما كانت يضاعفها الله فلا تستقلّ هديّتك لفقيدك مهما كانت، كالترحّم عليه والاستغفار له، حيث روي أنّ الميت ليفرح بالترحّم عليه والاستغفار له كما يفرح الحيّ بالهديّة تهدى اليه.
والأجمل من هذا أنّ الميت يعلم مَن هو الّذي وصله وذكَره، فتسعده لأنّك استطعت أن تخبره أنّك لم تنسه بعد موته وأنّك على حبّك ووفائك له كما كنت في حياته. سأل أحدهم الإمام الصادق(ع): يُصلَّى عن الميت ؟ قال: "نعم. حتّى إنّه يكون في ضيق فيوسّع عليه ذلك الضيق، ثمّ يؤتى، فيقال له خُفِّف عنك هذا الضيق بصلاة فلان أخيك او ولدك او ابنتك "ونحن سنمر بنفس الموقف، وسيأتي علينا يوم تقف فيه هذا الموقف وتطلب فيه الصدقة والهديّة والذكر ولو بالترحّم وكسرة خبز لتُهدى ثوابها الينا.
لا شكّ إذا ذَكرتَ موتاك سخَّر الله لك من يذكرك، ولعلّ أحداً منهم ينفعك بشفاعته يوم القيامة لوجاهته عند الله تعالى وكرامته لديه، والله تعالى أخفى أولياءه في عباده كما ذكر عن الإمام عليّ(ع).هذا ليس عند المسلمين فقط .. توجد قصة جميلة عن عجوز كانت راقدة في دار العجزة وكان ابنها يزورها بين فترة واخرى.. اتصلوا به من المستشفى ان والدته ستموت فلياتي ليودعها.. جاء وجلس الى جوار سريرها . ضمن كلامه سالها عما تريد وتطلبه منه. قالت: اريد ان تشتري مراوح وثلاجة لكل غرفة في دار العجرة , قال لها اماه ادارة المستشفى يقولون انك ستموتين بعد اسبوع بالاكثر . فما فائدة المراوح والثلاجات لك بعد موتك..؟ قالت : انا اعلم اني سأموت ولكن وصيتي ان تجعل المراوح لك انت حينما يأتي بك ابناءك الى دار العجزة, ولدي العزيز احيانا تكون الحرارة عالية وانت لا تتحمل الحر كما تحملته انا . اذن الاجانب يعرفون ان ما تقدمه لنفسك ستجده من خلال ابناءك واحفادك .. فما تنفع به اليومَ غيرك هو في الحقيقة لك، لا سيّما وأنّ لك عليه الأجر والثواب أيضاً. فلتطرق كلّ الأبواب لتجمع ليوم فقرك وحاجتك.
جاء سعد بن عباده الى رسول الله(ص) بعد موت امه وقال يا رسول الله اريد ان ابر امي واهديها ما يقيدها في قبرها . قال: عليك بسقي الماء ,فحفر سعد بئرا على قارعة الطريق ولما نبع منه الماء دعى رسول الله {ص} والمؤمنون لافتتاح البئر فتوظئوا وشربوا وصلوا . بعدها قال سعد : ليشهد الله ورسوله والمؤمنون { اني اوقفت هذا البئر لام سعد} أي امه وسمعه رسول الله وجميع الحاضرين ولم يردوا عليه .. دليل واقرار من النبي ان الثواب يصل من الحي الى الميت وافضلها سقي الماء.
هذه الرواية تذكرها مساند المذاهب الاسلامية, اذن لماذا يعيب علينا البعض حين اطبخ طعاما ليأكله الفقراء والمسلمون وغيرهم بثواب الحسين{ع} يعيب بعضهم ويعدونه بدعه ..؟!!!.. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ (ص) رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ عَمِّي حَمْزَةَ وأَخِي جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا طَبَقٌ مِنْ نَبِقٍ ، فَأَكَلَا سَاعَةً فَتَحَوَّلَ النَّبِقُ عِنَباً ، ثم َتَحَوَّلَ الْعِنَبُ رُطَباً ، فَدَنَوْتُ مِنْهُمَا و قُلْتُ بِأَبِي أَنْتُمَا أَيَّ الْأَعْمَالِ وجَدْتُمَا أَفْضَلَ ، قَالَا فَدَيْنَاكَ بِالْآبَاءِ و الْأُمَّهَاتِ وجَدْنَا أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ وعلى الك ، و سَقْيَ الْمَاءِ ، و حُبَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) .
** ما هو القول الثابت الذي اشارت اليه الآية :؟وهل هناك عقبات امام المحتضر غير خروج الروح. الجواب : في الفكر الشيعي لحظات مهمة تجري عند الموت يسمونها " العديلة" فما هي العديلة. .؟العديلة أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان هي حال الاحتضار وتعد نتيجتها حاسمة لنجاته أو هلاكه وهي أن يبقى ثابتا على الإيمان او يسلب الايمان منه فيموت كافراً جاحدا . هنا يعدك من الحق الى الباطل في وقت الموت ، جاء في تفسير الآية الكريمة(قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ).. أنظرني"، أي أخّرني وأجّلني, لا تمتني إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ , يقول: إلى يوم يبعث الخلق. فقال تعالى(قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ). والوقت المعلوم هو يوم القيامة .. اذن تدخل فترة الاحتضار في تلك الفترة .حيث يحضر الشيطان عند المحتضر ويوسوس للإنسان حتى يوقعه في الشك فيخرجه من إيمانه ،فيكفر بالله تعالى وبرسوله(ص) وأئمته (ع) بعدما كان مؤمناً بهم في حياته ،فيعترض مستنكراً على القدر الإلهي الذي قضى بموته وفراق أحبابه وأمواله وباقي ملذات الدنيا .
**عن الإمام علي (ع): قال " من الإيمان ما يكون ثابتاً في القلوب ،ومنه ما يكون عاريا بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم" روى الشيخ الطوسي رحمه الله الصادق(ع) روى الطوسي عن محمّد بن سليمان الدّيلمي انّه قال للإمام الصّادق (ع): ان شيعتك يقولون: انّ الايمان قسمين مستقرّ ثابت ، و مستودع يزول ، فعلّمني دعاءً يكمل به ايماني اذا دعوت به فلا يزول ..قال {ع}: قل في دبر كل صلاة فريضة :« رَضيتُ باللهِ ربّاً وَبِمحمَّدٍ {ص} نَبيّاً وبالإسلام ديناً وَبِالقُرآنِ كِتاباً وَبالكَعبَةِ قِبلَةً وَبِعَلِيٍّ وَليّاً واِماماً وَبِالحَسَنِ والحُسَينِ والتسعة من ابناء الحسين اللهم ثبتني على هذا القول في الدنيا والاخرة يا رارحم الراحمين » ..
ومن الاُمور النافعة لهذه العقبة : المواظبة على أوقات الصلوات الفريضة. والمواظبة على تسبيح الزهراء {ع}.ومما ينفع أيضاً قراءة كَلِمَاْت الفَرَج ، و هي كلمات يستحب تلقينها للميت وهي : " لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلاّ الله العلي العظيم ،سبحان الله ربّ السماوات السبع و رب الأرضين السبع ، و ما فيهن و ما بينهن و ربّ العرش العظيم ، و الحمد لله ربّ العالمين ،صلى الله على محمد و آله الطاهرين " .وهناك اعمال صالحة كثيرة منها صلة الرحم ، و كسوة المؤمن واطعام الطعام لها أثراً في تخفيف سكرات الموت على الميت . روى العياشي في تفسيره : عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبد الله(ع)(اكثروا من قول:« ربَنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا » كرروها ولا تأمنوا الزيع).أي أن الخبر بالمداومة على هذا الذكر الشريف لأجل أن يدفع عنا الزيع. فقوله (ع) « لا تأمنوا الزيغ »أي لا تطمئن نفوسكم من عدم الزيغ. هذا القول الثابت.
** ما هي المؤثرات التي تسببّ العديلة ؟
اولا: ترك الحج مع الاستطاعة يقول تعالى : " وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" هل هم المسلمون فقط أم سائر الناس، وإن كان الخطاب للمسلمين فقط فلماذا لم يخاطبون بلفظ المسلمين؟ المراد هنا جميع الناس، كلهم واجب عليهم الحج لكن بشرط الإسلام،{ مع الاستطاعة} ومن لم يعير اهمية مع الاستطاعة يصفه بالكفر { ومن كفر فان الله غني عن العالمين ).
ثانيا: الحيف بالوصية: 1- لو أوصى بالكلام أو بالإشارة دون أن يكتب فهل يجزي أم لا بدّ من الكتابة؟ يكفي في ثبوت الوصيّة( كلّ ما دلّ عليها) سواء من صريح أو غير صريح، أو إشارة، أو كتابة بخطّ يده،او مذيّلة بتوقيعه بحيث يراد منه تنفيذ العمل بعد موته. وتثبت الوصيّة بشهادة عدلين من الرجال أو شاهد ويمين أو شاهد وامرأتين أو أربع نساء. وتثبت بما يفيد الاطمئنان بصدورها عن الموصي، كما لو كان هناك تسجيل بصوته - مع صورته أو بدونها بشرط أنّه خال من التزوير، اما اذا كانت مكتوبة بخطّ يده، وتحمل توقيعه ويطمئن انها صادرة عنه، حتّى بدون شهود. واذا اوصى بتاريخين مختلفين المتأخرة تبطل الاولى القديمة.
ثالثا :...عقوق الوالدين . تعريف عقوق الوالدين هو إغضاب الوالدين، وعدم برّهما والإحسان لهما،{ ويشمل العقوق أيضاً التقصير في أداء حقوق الوالدين على الابن، والإساءة إليهما،} وهو كلّ فعل أو قول يخرج من الأبناء يؤذي الوالدين إيذاءا بالغا وعرف البعض أنّ العقوق هو عدم طاعة الولد أبويه أو أحدهما، وعصيان أوامرهما،
رابعا :..قال رسول الله {ص}( شَارِبُ الخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ وَشَارِبُ الخَمْرِ كَعَابِدِ اللات والعزى) وقالَ{ص}:( ثلاثةٌ حَرَّمَ الله عَلَيْهِمْ الجَنَّةَ : مُدْمِنُ الخَمْرِ والعاقُّ والدَّيُوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أهْلِهِ الخبث)..
**** اما ابرز الأعمال التي تثبت الإيمان في قلب الإنسان وتفيده عند العديلة هو الدعاء ، فقد ورد أن الإمام الحسين (ع) كان يداوم على ذكر الدعاء أثناء سجوده في صلاة الليل :"يا كائن قبل كل شيء ويا مكون كل شيء لا تفضحني فإنك بي عالم ولا تعذبني فإنك عليّ قادر، اللهم إني اعوذ بك من العديلة عند الموت ومن شر المرجع في القبور ومن الندامة يوم القيامة وكذلك المواظبة على دعاء " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب " ثم المواظبة على تسبيحة الزهراء (ع). والمحافظة على أوقات الصلوات .ودعاء الإمام الصادق (ع) :"رضيت بالله رباً وبمحمد نبيا، وبالأسلام دينا وبالقرآن كتابا ،وبالكعبة قبلة وبعليّ إماما، وبالحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام .. أأمتي وموالي فارضني بهم وارضهم بي إنك على كل شيء قدير".وهناك دعاء يسمى دعاء العديلة . في نهج البلاغة.
*** واخيرا .. ينتفع الميت بكلّ المستحبّات الّتي أوصى بها او لم يوصِ بها. فإذا أراد الحيّ أن ينفع فقيده في قبره ووحشته يستطيع أن يصله بحسن تجهيزه إلى دفنه ,ويطلب ممّن يجهّزه أن يأتي بالسنن والآداب المعروفة الّتي تهوِّن على الميت قبل الدفن وبعد الدفن.
** من الاعمال المهمة للموالي لحظات موته الى نشره زيارة الحسين(ع) وعن الباقر (ع) قال:( من لم يأت قبر الحسين(ع) من شيعتنا كان منتقص الإيمان منتقص الدين ، وإن دخل الجنة كان دون المؤمنين). عن الصادق (ع) قال : ( من أتى قبر الحسين(ع) مشتاقاً إليه كتبه الله من الآمنين يوم القيامة ، وأعطى كتابه بيمينه ، وكان تحت لواءالحسين{ع}حتى يدخل الجنة .. ولو سالت جميع زوار الحسين عما يحملهم لزيارته لقالوا ان حبه الجارف في قلوبنا يجعلنا نزوره كل حين . ومقارنته بين كربلاء
**بين مكة ضمن أبيات القصيدة المشهورة: لأن قصد الحجاج بيتاً بمكة وطافوا ببيت والذبيح جريحه..فإني بواد الطف أصبحت محرماً ..أطوف بقبر والحسين ذبيحه.. ثم حوار على زمزم//وتسألني عن زمزم هاك أدمعي ... أو الحجر الملثوم هذا ضريحه. ..يا اللي تناشدني عليمن تهمل العين *** كل البكا والنوح والحسرة على حسين /حبه بقلبي وتظهر بصبها دموعي *** مجبور في حبه وﻻ أشوفه بطوعي /يا ريت قبل ضلوعه انرضت اضلوعي *** ومن قبل خده تعفرت مني الخدين/أبكي على مصابه بكل صبح ومسية *** أبكي واساعد بالبكا الزهرا الزكية /لازال تندب ياغريب الغاضرية *** يحسين يبني ياعزيزي وقرة العين //شيعتي لو تشوفوني على الترب طايح جريح *** وخدي متوسد ترايب والدما مني تسيح //كم عضيد وكم ولد ليه قضى قبلي ذبيح *** هذا يبقى على الشريعة وذاك أحمل جثته.. شيعني واللي كسر ظهري ونحل مني الكوا.. وحدتي من طاح يم النهر شيال اللوا.. رحت يمه ولن مخخ ودمومه سوا //
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha