✍🏻د. عطور الموسوي ||
هكذا صدحت زينب الثكلى بكل الأحبة وقد شمخت كجبل أشم في ديوان طاغية عصرها ، وهي الاسيرة التي جابت البلدان على هّزل النياق ..
أحالت نصره المزعوم الى هزيمة نكراء.. وصيّرت كأسه المسكر الى مر علقم يتجرعه غصصا وهو يرى أباها وإخوتها فيها أحياء ينطقون ببلاغتهم المشهودة ..
من قلب المصيبة نبع كلامها فخرا بالشهادة وكرامة الشهيد عند الله، ولم يحقق يزيد أي مأرب مما أراده، بل أخرست بيانه المعلن عن القضاء عليهم ..
قتلُ الحسين وثلته المومنة لا يعني القضاء على الثورة .. الثورة ترجمتها بطلة كربلاء يوم استلمت الراية في ظهيرة عاشوراء وحملتها عاليا حتى يوم وفاتها.. وانتشرت كما النار في الهشيم والى يومنا هذا حتى في أعالي قمم الجبال الجليدية تتجدد ذكراها سنويا ..
من هنا انطلق لأقول لامريكا والتي لا تتوقف عن أعمال رعاة البقر (الكاو بوي )، مالذي جنيتيه وتجنيه من هذه الاعمال الطائشة ؟
وانت تراهنين على شعب ينتمي لهذه المدرسة الشهدائية :
"أبالقتل تهدّدني!! أما علمتَ بأنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"... قالها مولانا السجاد عليه السلام اسيرا مكبلا بالحديد مخاطبا طاغية زمانه يزيد بن معاوية وهو في عقر داره القصر الاموي ..
هكذا نحن فاعرفينا، ولا تعولي كثيرا على من باعك دينه وتاريخ آبائه ودماء شهدائه ..فهم شواذ العراقيين وسقط متاعهم ..وترقبي بعد شهر ونيف مواكب الجود والكرم والتزود من نبع الشهادة في مواسم عاشوراء ..
ستعلمين جيدا من نحن، راقبي بأقمارك الصناعية سيول البشر الوافدة من أقصى الجنوب ومن أرجاء العراق .. ودقفي مليا كيف يطوفون بأرض كربلاء رجالا نساءا شيوخا شبابا أطفالا وأجّنة ..ستعلمين حينها أن الرفض الحسيني مدادنا وغذاءنا ودواءنا ..
29 حزيران 2021
18 ذو القعدة 1442
https://telegram.me/buratha