✍: د. عطور الموسوي ||
في ذكرى استشهاد امامنا الصادق عليه السلام، أكثر ما استحضر حديثا مروي عنه يؤرقني ويجعلني أحاسب نفسي مرارا.. الا وهو ما روي عنه (ع) أنه قال: "يا معشر الشيعة إنكم قد نُسبتم إلينا، كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شينا"
ومنذ أيام المقبور صدام كنت استغرب ممن يدعي أنه جعفريا وهو يد وعون للظالم وأداة قمع للخلق ممن عارض سلطته المستبدة .. ولكنني كنت أسلّي نفسي بأنهم جزء من منظومة وليسوا صانعي قرار، وأن الله لا تخفى عليه خافية وهو العليم .
طامتنا الكبرى بعد سقوط الطاغية وانكشاف المستور والمغيب وفق منهجية الدولة الشاملة وأجهزتها القمعية، وما الذي فعله بعض أبناء المكون الاكبر في العراق وقد من الله عليهم بالخلاص من التطهير العرقي والاقصاء المذهبي !!
لن أكون ظالمة وأعني الجميع ولكنني أعني بعض ممن تسلق باسم المذهب وتسنم مناصبا ممثلا عن ثلاثة أرباع سكان العراق هل كان زينا له عليه السلام ؟
مؤسف جدا أن تقيم بعض الجهات المنتمية لهذا الامام الصادق بن الصادقين احتفاءات وتأبينات ظاهرها ولاء له وباطنها صفقات بيع لهذا الوطن الجريح، ومؤسف جدا هذا التضليل لعامة الناس وبسطائهم وهم يعلنون لهم أنهم زينا لامامهم وهم جسدوا كل أنواع السوء والشين من الأعمال والأقوال والسرقات .
السرقات التي صارت علانا جهارا دون وازع من سلطة دينية أو مدنية، والتنازلات والصفقات العابرة للحدود فقط لمنافعهم الشخصية .
لا أعرّف بالمعرَف كلنا نعرفهم وإن ادعوا نسبا مع أهل البيت الكرام، لكن هذه الشقشقة هدرت بألم ونحن نعيش ذكرى استشهاد امامنا الذي حاربونا وسفكوا دماء أحبتنا فقط لأننا ولدنا من أبوين يواليانه وآبائه الطاهرين، ولم تكن لنا سابقة شرف في اختياره مذهبا الا اننا ارتضعنا حبهم وعشقناه ونحن في الأصلاب .
كانت الحرب المعلنة علينا في زمن الهدّام فخرا وعزا، لأننا لم نجرم ولم نقتل ولم نتعدى على الناس أو البنى التحتية، وإنما رفضنا السير في ركبه البغيض مستّنين بحديث جده النبي وهو يصف أعظم الجهاد : "أعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر"..
ولم ندر أن السلطان الجائر قد تقمصه بعضنا وصارت منظومة أعظم الجهاد مستمرة وحتى يومنا هذا.
نسأل الله تعالى ان يتقبل منا ما مضى من كلمات الحق وما يوفقنا له حالا ومستقبلا، وأن يثبتنا على نهج هذا الامام حتى نلقاه، وأن نكون أهلا لزين أتباعه .
بغداد 7/6/2021
25 شوال 1442
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha