✍ محمد شرف الدين ||
" طالب الساعدي"
نشأ السيد روح الله الموسوي الخميني على عدة مرتكزات وثواتب سماوية ، قد صرح بها القران الكريم في عدة مواقف وايات من قبيل قوله تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .." وكذلك قوله تعالى " وقفوهم انهم مسؤولون " ، فلذا اقتبس ذلك القلب السليم والجسم الدائب في عمل الحق من نور هذا الكلام الرباني ، مقولته " ماذا سيقول عنا الله عز وجل " التي قالها لاية الله منتظري حينما كتب في يوم من الايام رسالة الى الامام الخميني معترضاً فيها على اسلوب حكم السيد الامام قائلا له ( ماذا سيقول عنا التاريخ ).
فرد عليه سماحة السيد الإمام قائلاً( إن منطلقنا هو ماذا سيقول عنا الله عز وجل لا ما يقوله التاريخ) وهذه الحادثة ذكرها السيد احمد الخميني في كتاب " رسالة اللوعة " .
رغم ان الحادثة جزئية – أي مع فرد واحد – ولكن الكلام خرج من قلب فقه الحياة الدنيوية وخبرها خبرة كبيرة جدا، فهذه الكلمة يمكن ان تعتبر منهجاً عملياً لطلاب مدرسة هذا الامام العظيم وفي مختلف جوانب الحياة،
وفي الحقيقة هذه الكلمة تجسد مقطع قرآني يكرره المسلم في اليوم الواحد على الأقل عشر مرات ، وهو المقطع الأول من سورة الفاتحة ، حيث يقول :
" الحمد لله رب العالمين ،
الرحمن الرحيم ،
مالك يوم الدين ،
اياك نعبد واياك نستعين ...."
فالإنسان حينما يشكر الحق تعالى ويحمده على جميع احواله ، والحمد كما هو معروف يكون للنعم الموجودة وكذلك التي ستوجد فيما بعد ، سواء كانت الافاضة الإلهية من قسم الفيض الرحماني او الفيض الرحيمي ، فانه يكرر " مالك يوم الدين " اليوم الذي سوف يُسأل فيه عن تلك النعم التي عاشها في حياته الدنيوية ،
فهل طلبنا ما يريده الحق تعالى في حياتنا – وهذه عبارة أخرى عن الإخلاص - ، وهل التزمنا بما يريده الحق جل جلاله في حياتنا العملية – وهذه عبارة أخرى عن التقوى - .
ومن جهة أخرى ينبه الامام الخميني رحمه الله في هذه المقولة صاحب الرسالة بصورة خاصة وعامة من يطلع عليها بصورة عامة من الالحاد في الاعتقاد بالتوحيد العملي الذي ينبغي تجسيده في جميع جوانب الحياة البشرية – سواء للفرد ام للمجتمع – حيث ان كلمة “إلحاد” بحسب الاصطلاح المعروف والرائج إنّما تُطلَق على الأشخاص الذين ينكرون الله تعالى أو ينكرون الدين من الأساس، ولكنّ المعنى اللغوي للإلحاد ليس كذلك في الحقيقة. الإلحاد مفهومٌ قرآنيّ، والمقصود منه الميل والانحراف عن الحقّ. بناءً عليه، فالإلحاد يعني الانحراف. نعم؛ إنكار الله تعالى أحد مصاديق الانحراف والإلحاد، ولكنّ الإلحاد لا ينحصر في إنكار الله والدين. ثمّ إنّ استعمال الإلحاد في القرآن والروايات استعمالٌ واسعٌ جدًّا، وهو يشمل جميع أنحاء الانحراف عن طريق التوحيد.
وخطر هذا الانحراف والالحاد قد يعرض على مختلف مستويات طبقات المجتمع والافراد ، فالذي يطلب ما يريده التاريخ منه والعمل على ذلك فقد انحرف وألحد في السير الى الحق تعالى وتطبيق تعاليمه على ارض المعمورة وبين الناس ،
ولكن الامام الخميني العظيم رحمه الله عمل بوظيفة الأنبياء والرسل والاولياء سلام الله عليهم في صد وتنبيه الناس وتحذيرهم من جميع اشكال الانحراف والالحاد ولجميع مستويات المسؤولين والعاملين في الحكومة الإسلامية .
فسلام عليه يوم ولد ويوم رحل عن هذه الدنيا وهو شاهد على أهلها ويوم يبعث حيا .
https://telegram.me/buratha