د. نعمه العبادي ||
ينعطف مسار شهر رمضان (النفسي والعبادي والعقائدي) في كل سنة خلال الليالي (١٩ - ٢١) منذ أن أقترف (أشقى الأشقياء) وجميع شركائه من القتلة عبر التاريخ جريمتهم البشعة في حرمان الإنسانية من فرصة وجود العلي (علي) بينها، ويتداخل هذا الإنعطاف مع المسار التصاعدي الذي يتحرك فيه (الخط المعرفي) للشهر بإتجاه بلوغ ذروته عند (ليلة/ليالي) القدر، ويندمجان تدريجياً عند النقطة التي يمكن تسميتها ب (القدر علي)، وهو إندماج في (خصوصية السر، فالقدر سر القرآن وعلي سر الإيمان) وفي (خصوصية الدور) و (علو المكانة)، وهناك ترابط معقد، تتداخل فيه المعرفة الحقيقية لكل منهما، فلا إدراك حقيقي وعميق للقدر وليلته/لياليه إلا عبر بوابة علي والعكس صحيح، لذا فإن هذه الليالي الإستثنائية تقتضي (تقصياً عميقاً) لمقتربات القدر وعلي عبر نظرة موحدة، فمن يبحث عن علي خارج القرآن (ضال)، ومثله من يبحث عن القرآن دون علي.
موجع يومك يا علي.. فأي عزاء يمكن أن يقال فيه غير ندبتنا المستمرة: (وايتماه بعدك يا علي)..
https://telegram.me/buratha