رياض البغدادي ||
مختصر تفسير الآيات (٢١-٢٢) من سورة (المؤمنون)
بسم الله الرحمن الرحيم « وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ . وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ »
في هذه الآيات المباركات ذكر الله تعالى العبرة في ما للأنعام من آيات خلقه ،وهذا وجه إستدلال آخر لحكمة الخالق وعظيم الخلقة والصنعة ،فجاء الخطاب مجملاً ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ) ثم أردفه بشيءٍ من التفصيل ،ليتم المراد ويتكامل البيان وذلك في أربعة وجوه:
1. ( نسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا ) والمراد منه جميع أنواع الإنتفاع في ألبانها .
ولا يخفى أن الإشارة إلى ذلك توجيه للسامع ،أن ينظر في عظمة الباري تعالى ،الذي أتم النعمة بأن أبدع في تخليص هذا اللبن الأبيض من الدم الأحمر ،فيجعله طاهراً بعد أن كان دماً نجساً .
2. ( وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ ) وذلك في بيعها والإنتفاع بأثمانها وجلودها وسمادها وغيرها من أنواع المنافع .
3. ( وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) اضافة الى منافعها في حياتها كذلك منافعها وهي ميتة بالتذكية ،للاشارة الى حلّية اكل لحومها .
4. ( وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ) والمنافع الأخرى من حملكم ،وحمل أمتعتكم وكأنها سفن تسير على البر ،تطيعكم حيثما وجهتموها .
https://telegram.me/buratha