الصفحة الإسلامية

ثقافة من القران الكريم/٩


 

🖋️🖋️محمد شرف الدين ||

 

قال الحق تبارك وتعالى

"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَ قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"

في هذه الآية المباركة  إشارة إلى سنةٍ من السنن الإلهية التي تحكم الحياة الدنيوية بصورة عامة ،والحياة المجتمعية بصورة خاصة بالنسبة للانسان ،

وهذه السُنة مفادها " الأشهر الحُرم " وقد ذكر المفسرون أن هذه السنة تنص على حرمة القتال في أشهر معينة - رجب ، ذو القعدة ،ذو الحجة ، محرم الحرام - من كل سنة تمر على الإنسان،  وفي الحقيقة أن هذه الآية نزلت لتقرر  ما كان عليه العرب في عصر الجاهلية ، فقد كانوا يوقفون القتال في هذه الأشهر الأربعة، فجاء القانون الإلهي وأمضى هذه المسألة، 

ثم إن هذه السُنة تشمل الوضع الداخلي للمجتمع  الإسلامي وكذلك الوضع الخارجي ، أي حرمة القتال والاعتداء من قبل البعض على بعض - ايىفيما بينهم - في اي وقت من هذه الأشهر الأربعة،  فمن فعل ذلك فهو ممن ظلم نفسه ،حيث يقول " فلا تظلموا فيهن أنفسكم " .

وفي ختام الآية الكريمة إشارة إلى بيان كيفية صد الاعتداء الخارجي من قبل العدو - المشركون والكفار- حيث أنهم يستغلون هذه السنة المفروضة على المسلمين - معتقدين بأنه لا يوجد منفذ من هذا القانون الإلهي للمواجهة خلال هذه الأشهر،  فالحق تعالى يبين هذه النقطة من خلال وجوب مواجهتهم في حال اعتداءهم خلال الأشهر الحُرم-   ، وكما يلي :

- وحدة الصف الداخلي ، حيث تذكر الآية الكريمة ضرورة الوقوف بصف واحد يجمع كل أفراد المجتمع الإسلامي ولمختلف التخصصات  العملية للمواجهة - سواء كان التخصص سياسي أو ثقافي أو إجتماعي أو اقتصادي ....- وهذا ما يتطلب التنسيق العالي بين أفراد التخصصات العملية فضلا عن التنسيق الموجود بين أفراد التخصص الواحد .

- النظرة الواحدة لكل أفراد العدو ، فما دام ملاك الشرك موجود عند كل أفراد العدو - المشرك والكافر- فينبغي أن ينظر المسلم إلى كل أفراد الكفر والشرك بأنهم أعداء ويريدون قتله، وعليه لا يصدق بوعود العدو ، ولا يطمئن لتحركاته" السياسية ، الثقافية ، الاقتصادية ، العلمية " بل ينبغي النظر بصورة متابعة وتدقيقة ، بل ينبغي مواجهتهم كافة ، أي بجميع  اصنافهم .

جعلنا الله وإياكم ممن ينتصر به لدينه ولا يستبدل بنا غيرنا بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك