🖋️🖋️محمد شرف الدين ||
قال الحق تبارك وتعالى
"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَ قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"
في هذه الآية المباركة إشارة إلى سنةٍ من السنن الإلهية التي تحكم الحياة الدنيوية بصورة عامة ،والحياة المجتمعية بصورة خاصة بالنسبة للانسان ،
وهذه السُنة مفادها " الأشهر الحُرم " وقد ذكر المفسرون أن هذه السنة تنص على حرمة القتال في أشهر معينة - رجب ، ذو القعدة ،ذو الحجة ، محرم الحرام - من كل سنة تمر على الإنسان، وفي الحقيقة أن هذه الآية نزلت لتقرر ما كان عليه العرب في عصر الجاهلية ، فقد كانوا يوقفون القتال في هذه الأشهر الأربعة، فجاء القانون الإلهي وأمضى هذه المسألة،
ثم إن هذه السُنة تشمل الوضع الداخلي للمجتمع الإسلامي وكذلك الوضع الخارجي ، أي حرمة القتال والاعتداء من قبل البعض على بعض - ايىفيما بينهم - في اي وقت من هذه الأشهر الأربعة، فمن فعل ذلك فهو ممن ظلم نفسه ،حيث يقول " فلا تظلموا فيهن أنفسكم " .
وفي ختام الآية الكريمة إشارة إلى بيان كيفية صد الاعتداء الخارجي من قبل العدو - المشركون والكفار- حيث أنهم يستغلون هذه السنة المفروضة على المسلمين - معتقدين بأنه لا يوجد منفذ من هذا القانون الإلهي للمواجهة خلال هذه الأشهر، فالحق تعالى يبين هذه النقطة من خلال وجوب مواجهتهم في حال اعتداءهم خلال الأشهر الحُرم- ، وكما يلي :
- وحدة الصف الداخلي ، حيث تذكر الآية الكريمة ضرورة الوقوف بصف واحد يجمع كل أفراد المجتمع الإسلامي ولمختلف التخصصات العملية للمواجهة - سواء كان التخصص سياسي أو ثقافي أو إجتماعي أو اقتصادي ....- وهذا ما يتطلب التنسيق العالي بين أفراد التخصصات العملية فضلا عن التنسيق الموجود بين أفراد التخصص الواحد .
- النظرة الواحدة لكل أفراد العدو ، فما دام ملاك الشرك موجود عند كل أفراد العدو - المشرك والكافر- فينبغي أن ينظر المسلم إلى كل أفراد الكفر والشرك بأنهم أعداء ويريدون قتله، وعليه لا يصدق بوعود العدو ، ولا يطمئن لتحركاته" السياسية ، الثقافية ، الاقتصادية ، العلمية " بل ينبغي النظر بصورة متابعة وتدقيقة ، بل ينبغي مواجهتهم كافة ، أي بجميع اصنافهم .
جعلنا الله وإياكم ممن ينتصر به لدينه ولا يستبدل بنا غيرنا بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha