أ.سوسن خليل ||
في عصر الجاهلية وعصر الوأد وعصر الاستعباد ظهرت تلك السيدة.وعُرفت بالطاهرة العفيفة، وهي خديجة بنت خويلد القرشية،زوج منقذ الإنسانية أبي القاسم محمد الذي أسماها النبي خديجة الكبرى،وهي أم السيدة فاطمة (عليها السلام )،والجميل أنها هي التي اختارت الرسول ايضا وفضلته على غيره لأمانته وصدقه وورعه، وقد أحبها حبا كبيرا حتى إنه لم يتزوج في حياتها إلّا بعد أن توفاها الله فكانت تسانده وتقف معه في كل محنة مرّ بها حتى إنها كانت توفر له المؤونة عندما تعبّد في غار حراء، وهي أول من صدق رسالته السماوية من النساء، وآمنت به وأول من صلى مع الرسول الاعظم وكانت تعاونه وتؤازره في دعوته الاسلامية ووقفت معه ضد قريش وعانت الفقر والجوع بسبب حصار قريش في شعب أبي طالب تلك الفترة وبذلت أموالها في سبيل الدعوة الاسلامية واستمرت الحال ،ثلاث سنوات وجاء أجلها بعد وفاة عم الرسول(أبي طالب) فذهب السند والمدافع واشتد الحزن والمصاب على قلب رسول الله فقد كانت الطاهرة والزوجة الصالحة حتى أنه بعد وفاتها يذكرها كثيرا وروي أن عائشة كانت تغار منها لكثرة حديثه عنها فكان يجيبها (رُزِقت حبها، فقد آمنت بي وكفّروني ، وصدقتْ بي وأكذبوني) أيّ حب نظيف وطاهر يستمر بين الازواج حتى بعد وفاتها بسنوات
هي السيدة التي حافظت على بيتها بغياب زوجها رسول الله وصبرت على البلاء والمحن فكانت راجحةَ العقلِ والرأي وأنه (صلی الله عليه وآله) كان يأخذ برأيها عند المشورة ويستأنس به ويمنحها المكانة الرفيعة التي تستحقها.
رحمك الله أيتها السيدة الطاهرة والتي خصّك عز وجل بسلامه عليك ،فورد في الحديث أن جبريل قد أتی رسول الله(صلی الله عليه وآله) فَقالَ: يا رَسولَ اللَه هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ* لا صَخَبَ* فِيهِ، ولَا نَصَبَ) فالسلام عليك أيتها الطاهرة العفيفة الناصرة الصابرة.
https://telegram.me/buratha