✍ د.عطور الموسوي ||
أماه يا خديجة من أين أبدأ .. وأنّى لقلم أن يصل ثناءك ..
أنت أول امرأة آمنت بالإسلام وناصرت نبي الأمة وخاتم رسالتها بقلبك وعقلك وكنت نعم له السكن ولم يجد عند غيرك ما وجد من مودة ورحمة.
أنت التي بذلت مالك في سبيل إعلاء كلمة الله وتخاذلت عنه رجالات مكة وقريش وحتى بعض أرحام النبي.
أنت دونا عن نسائه أنجبت لنا فاطمة الزهراء، فحملت خصالك الأبية وحنانك الفياض فكانت أما لأبيها وصارت سيدة لنساء العالمين، وورثّت صفاتك النبيلة تلك لزينب فكانت أما لأخوتها الشهداء في طف كربلاء.
أنت من أعتقت بمالها رقاب مستضعفي المسلمين وحررتهم من ربق عبودية الكفر الى نور الاسلام، هم وذراريهم الى يومنا هذا قد أسلموا بذاك المال الذي صار صدقات جارية لا يحصيها الا الله .
أنت التي عشت شظف العيش في حصار مقاطعة بني هاشم، وهانت في عينيك كل زخارف الدنيا من أجل أن يحيا الاسلام . أنت من علّمتنا دروس الصبر والايمان والثبات في المواقف وتحكيم العقل ونفاذ البصيرة، وأثبتت عبر العصور أن المرأة الصالحة خير من آلاف الرجال غير الصالحين.
وأنت من صار عام وفاتها عاما للأحزان إذ خيم الهم على قلب النبي بعد أفول وجهك الحنون عنه.
لك يا سيدتنا ومولاتنا وأمنا خالص امتناننا .. يا أيتها المرأة المثال المتألقة بخير الخصال ونقي الشيم في ظلمة ليل الجاهلية البهيم .. منك تعلمنا أن المرأة سندا للرجل وليس ندا وعدوا كما ينادي دعاة التحرر الأجوف.
سلاما على روحك الطاهرة مولاتنا يا نعم صاحبة لنبي الرحمة، ونعم الأم للمؤمنين، ونعم الناصر لدين الله وكل مسلم منذ فجر الاسلام والى يوم القيامة ممتن لك وفي رقبته دين لا يوفيه الا الله.
فجزاك الله عنا خير الجزاء يا أم المؤمنين بما صبرت وقدمت وتحملت أذى الاقربين والأبعدين..
https://telegram.me/buratha