🖊️🖊️ محمد شرف الدين ||
قوله تعالى
"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ "
هذه الآية تحتوي على عدة مباحث ،منها:
الاول: البشارة القرآنية الإلهية:
في هذه الآية بشارة إلهية للمسلمين ،مفادها " استيعاب الإسلام العالم بأسره، أي أن الدين الإسلامي هو المنتصر دوما، بل يكون هو الحاكم على العالم ،وهذا وعد إلهي، وهو تبارك وتعالى لا يخلف الميعاد ،
وبما أن حاكمية الإسلام إلى الآن لم تتحقق على أرض الواقع فلا مناص من الإيمان بحاكمية الإمام المهدي "عجل الله فرجه " الذي وردت الروايات المتواترة عند جميع المسلمين وحكومته في آخر الزمان التي تستوعب العالم كله ، كما ورد في الرواية في تفسير نور الثقلين لهذه الآية،
عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام
" ....لا يبقى أحد إلا أقر بمحمد صلى الله عليه واله ....."
الثاني : كيف يظهر الدين الإسلامي؟
في مقام الجواب :
أن الآية المباركة تذكر مطلق الظهور ،سواء كان منطقيا استدلاليا، او كان انتصارا ماديا ظاهريا.
فمن خلال قوله تعالى " بالهدى ودين الحق" يذهب بعض المفسرين إلى أن هذا التعبير بمثابة الدليل على انتصاره وظهوره على جميع الأديان انتصارا منطقيا لان :
- المقصود من الهدى هو الدلائل الواضحة والبراهين اللائحة الجلية التي وجدت في الدين الإسلامي.
- والمقصود من "دين الحق" فهو أن هذا الدين الذي أصوله حقة وفروعه حقة أيضا، وكل ما فيه من تاريخ وبراهين ونتائج حق ،ولا شك أن الدين الذي محتواه حق ودلائل وبراهين حقة ، لا بد أن يظهر على جميع الأديان.
ومن خلال قوله تبارك وتعالى " ليظهره " ،يذهب الشيخ اية الله مكارم الشيرازي "دام ظله" إلى أن المراد هنا الإظهار المادي والظاهري. مستندا إلى موارد استعمال مادة "الاظهار" في القرآن الكريم غالبا في القدرة الظاهرية والغلبة المادية ، كما جاء في قصة أصحاب الكهف " إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم " وكذلك في شأن المشركين " كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم الاً ولا ذمة "
فمن البديهي أن الغلبة في مثل هذه الموارد ليست غلبة منطقية ، بل هي غلبة عينية وفعلية.
وكذلك بقرينة " ولو كره المشركون " دلالة واضحة في الغلبة المادية والانتصار على مكائد المشركين وزوال كل العقبات والموانع والسدود التي وضعت في طريق انتشار الإسلام.
https://telegram.me/buratha