🖋️🖊️محمد شرف الدين ||
قال تعالى
"لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
تاكيدا لما ذكرناه سابقا حول قاعدة البراءة من اعداء الله. والتي ذكرنا ان ميزانها هو توحيد الباري تبارك وتعالى العملي ، ثم ذكرنا مستويات البراءة - الاعلان والبراءة النظرية والعملية-
نستذكر الان المساحة التطبيقية لعملية البراءة حيث تذكر الاية :
١- حدود البراءة .
٢- آثار البراءة .
حدود البراءة :
المراد بالحدود هنا في ابعاد مساحة عملية البراءة ، من اين ننطلق؟ الى اين نصل بالبراءة؟ ما الميزان للبراءة من الاخرين؟
فلما يعرف الانسان المقياس او الميزان الذي يتبرأ على اساسه يمكن ايجاد ابعاد عملية البراءة.
فلذا هذه الآية المباركة - بالإضافة الى ان نفس السورة قد تحدثت حول هذه العملية بصيغ مختلفة ،
او يمكن لنا القول بان هذه السورة - سورة المجادلة -قد رسمت وقررت عملية البراءة بكل اركانها -من تعريف وبيان الحدود وبيان الآثار والعاقبة-
اما المقياس والميزان للبراءة وهو قوله تعالى "حادَّ الله ورسوله..." بالاضافه الى ما ذكرناه سابقا ان الميزان للبراءة هو الشرك بالله. يكون عنوان " حادَّ الله ورسوله" من مصاديق مفهوم الشرك بالله خاصة بعد معرفه معنى " حادَّ " الذي هو غاضب او عصا او عادى او خالف.
اي " الذين يحادون الله " معناه الذين يقومون ويوجدون الموانع المعارضة لحدود الله ، وهذه الموانع او المعارضة تارة تكون بالعناد والتامر على احكام الله ، وتارة اخرى تكون بالحديد والسيف اي القتل والظلم على الناس.
اما حدود مساحة هذه العملية التطبيقية هي كل
من يصدق عليه عنوان المحاداة لله فينبغي اعلان البراءة منهم حتى لو كانوا من الدرجات القريبة للانسان المسلم من قبيل الاباء او الابناء او الاخوان او العشيرة.
علما ان هذه العملية من خصائص قوم معينين و هم حزب الله.
آثار عملية البراءة.
كما ذكرنا ان هذه العملية لها آثار وعواقب ، ففي هذه الآية المباركة ذُكرت الآثار التي هي قسمين :
١- الآثار الدنيوية.
أ- " اولئك كتب في قلوبهم الايمان "
كتب اي استقر وتبت، وقيمة الايمان تكمن في ثباته واستقراره وليس للايمان الموسمي والمتقطع اي قيمة تذكر، حيث يجعل الايمان في قلوبهم بحيث لا تستطيع الحوادث والاعاصير ان تؤثر عليه.
ب - التأييد
" وأيدهم بروح منه ..."
التأييد في القران الكريم على انواع
- التأيبد بالملائكة " أيدتك بروح القدس "
- التأييد بالمؤمنين به " ايدك بنصره وبالمؤمنين "
- التأييد بجنوده سبحانه " وأيده بجنود لم تروها "
- التأييد الخاص به " وايدهم بروح منه"
مع ملاحظه ان هذه الايات وردت في سور مدنية، اي كلها وردت لدفع المجتمع الى الثبات على الدين والتوحيد الالهي، والتأييد الوارد نتيجة عمل البراءة من اعداء الله يختلف عن الانواع الاخرى
٢- الآثار الآخرين.
أ- الجزاء المادي و هو الدخول الى الجنه.
" ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها" .
ب - الجزاء المعنوي.
الرضا الالهي
" رضي الله عنهم ورضوا عنه"
جعلنا الله وإياكم ممن يرضا عنهم في الدارين .
https://telegram.me/buratha