🖋️🖋️ محمد شرف الدين ||
قال تعالى
(واجلب عليهم بخيلك ورجلك...)
الوسيلة الثانية التي يستخدمها العدو -بصورة مطلقة ،الشيطان وغيره - بعد الوسيلة الإعلامية، هي وسيلة القوة المادية التي تشمل جميع انواع القوى العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية ......
لان معنى كلمة "اجلب " مأخوذة من " إِجلاب" وَفي الأصل مِن "جلبة" وَهي تعني الصرخة الشديدة، والإجلاب تعني الطرد مَع الأصوات والصرخات.
وكلمة "خيل" لها معنيان، فهي تعني "الخيول" وأيضاً تعني (الخيالة)، أمّا في هَذِهِ الآية فقد وردت للتدليل على المعنى الثّاني.
أمّا "رَجِل" فهي تعني معكوس (الخيالة) أي (جيش الرجّالة والمشاة) وَبهذا يتكون جيش الشيطان مِن (الخيالة والرجّالة) من جنسه أو من غير جنسه، وَهـذا يعني أنَّ البعض يتأثر بسرعة بغواية الشيطانَ وَيصبح مِن أعوانه وَمساعديه فهؤلاء كالخيّالة.
أمّا البعض الآخر فيتأثر ببطء وَعلى مهل كالمشاة والرجّالة.
الإِستفادة مِن القوة العسكرية: وَهـذا لا يخص زماننا حيثُ أنَّ الشياطين يستخدمون القوّة العسكرية لأجل الحصول على مَناطق للنفوذ.
�إِنَّ الأداة العسكرية تعتبر أداةً خطرة لكل الظالمين والمستكبرين في العالم.
�فهؤلاء وَفي لحظة واحدة يصرخون في قواتهم العسكرية وَيرسلونها إِلى المناطق التي تحاول الحصول على حريتها واستقلالها وتسعى إِلى الإعتماد بقوات على قدراتها الخاصّة.
وَفي عصرنا الحاضر نرى أنّهم نظَّموا ما يسمونه بقوات (التدخل السريع أو الناتو أو التحالف الدولي ) والذي هو نفس مفهوم (الإجلاب) القرآني، وَهذا يعني أنّهم جعلوا جزءاً مِن قواتهم العسكرية على شكل قوات خاصّة كي يستطيعوا إِرسالها في أسرع وقت إِلى أي منطقة مِن مَناطق العالم تتعرض فيها مصالحهم غير المشروعة للخطر، لكي يقضوا بواسطة هَذِهِ القوات على أي حركة تطالب بالحق وتنادي بالإِستقلال.
وَقبل أن تصل القوات السريعة الخاصّة هَذِهِ، يكون هؤلاء قد هيأوا الأرضية بواسطة جواسيسهم الماهرين، والذين هُم في الواقع كناية عن جيش المشاة (الرجّالة).
وكذلك ممكن أن يقع هذا التصرف بالجانب الثقافي والفكري لأفراد المجتمع، حيث يكون للعدو الجنود الخيالة وهم المفكرين الذين أصلهم مسلمين وقد يكونوا من عوائل علمية ودينية ولها مكانتها المرموقة في أوساط المجتمع ،حيث يستغلون هذه المميزات حتى يقطعوا طريق الحق أمام الناس بلباس الثقافة والفكر الحديث ، حيث يطرح الأفكار والرؤى المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي المحمدي الاصيل، ويكون بعض الناس تبعا له أي رَجِله -رجالته-
ولكن هؤلاء في مخططاتهم هَذِهِ قد غفلوا عن أنَّ الله سبحانُه وَتعالى قد وَعَدَ أولياءه الحقيقيين - في نفس هَذِهِ الآيات - بأنَّ الشيطان وَجيشه لا يستطيع أن يسيطر عليهم.
https://telegram.me/buratha