د.أمل الأسدي ||
كلُّ شيء في حياتنا كان خلسةً، نخشی الضوء، نخشی المرايا، نخشی وجه النهر الناطق!!
نخشی الأبواب المفتحة، نخشی الليل رغم سباته، نخشی الفجر رغم حضوره!!
نخشی القادم، تُری هل فكرتم كيف كنّا نعيش؟
كنا نحيا ولم نكن نعيش!! فحياتنا مجرد أنفاس تركض مسرعةً، تتلفت تخاف علی رصيدها المُلاحَق، الهارب من فوهات البعث المفترسة!
غيبوبة إجبارية، إذ كان الفرد يصارع ذاته، يحاول أن يدفن وجوده!! يحرم علی نفسه مضغ كلمة (أنا)
يحرمها كرامةً للوجوه المتعلِّقة بصدره كطفل مشلول!!
[إ" أنا أحبُّ محمد وآل محمد"
أنا شيعيّ
أنا حسينيّ
أنا أشارك في الزيارة الأربعينة وأمشي بقلبي الی قلبي!!
أنا أحتفل بولادات الأئمة]
سياقات مُحرَّمة، وآهات مضمرة، وأحلام مؤجلة، وقلب مُتحيِّر، وللقلب ربٌّ يحميه ويرمم جراحاته!
هكذا مزقنا تلك الوريقات المتعفنة، انتهی عصر الألسن المعوجة!!
الساعةُ الآن بتوقيتنا:
أنا العراق
أنا حسيني
أنا أحتفل بولادات أهل البيت
أنا أنتمي لمحمد وآل محمد
اسمعوا أيها الناس ، هنا العراق، كل شيء بتوقيت الحسين!!
مازلت أتذكر أول احتفال بولادة الإمام الحسين في الكاظمية بعد سقوط الأصنام، الشوارع كانت تزغرد، (العَبرة) بين الگريعات والكاظمية تضحك وتوزع العطر علی رؤوس القادمين، (السميلات) تفتح ذراعيها للمهرجان الشعباني، دهشةٌ وفرحةٌ وعيونٌ مُفتَّحةٌ، هكذا كان الناس!
الحلويات والعصائر والصلوات تعلو وتعلو ، (سوق المخضر) هذا اليوم أضحی بوابة تؤدي الی الجنة!!
الصلوات معجزة المحبة الراكضة بلا سيقان!!
الصلوات فراشات ملونة تمتص ورد القِباب!!
باب المراد اليوم يرتدي الهور ويتعمم بالقصب،يصطحب النخيل بيمينه، ويحمل المشخاب علی كتفه الأيسر!!
كل شيء يضحك، فاليوم ميلاد الحسين
اليوم نحتفل ونتحدی الجدران ونوصد آذانها!!
حان الآن موعد أذان الحب:
حيا علی الحرية
حيا علی الحياة
حيا علی الأمل
وهذه الطفلة بقلبها العصفوري تبسط كفها، تنتظر حلوی الميلاد، سيوزعها الآن
ذلك القادم الأخضر🍀
https://telegram.me/buratha