🖊️🖊️ محمد شرف الدين ||
قال تعالى
"وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ وَ عِدْهُمْ وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً"
وان كان هذا الخطاب متوجه إلى الشيطان الذي هو ألد أعداء الإنسان بصورة مطلقة ، يمكن لنا أن نذهب إلى القول بأنه يسري إلى كل صنوف العدو ،
والآية في الحقيقة تبين اهم الوسائل التي يستخدمها العدو للهجوم على المسلمين بصورة خاصة ، وهي عبارة عن :
١- الاستفزاز بالصوت " الهجوم الإعلامي "
يقول الحق تعالى " واستفزز من استطعت منهم بصوتك ..."
والمعنى يكون
"إِستفزز" مُشتقة مِن "استفزاز" وَهي تعني الإِثارة; الإِثارة السريعة والعادية، وَلكنَّ الكلمة في الأصل تعني قطع شيء ما، فالعرب تقول "تفزَّز الثوب" إِذا تقطّع أو انفصلت منهُ قطعة.
واستعمال هَذِهِ الكلمة هنا للدلالة على تحريك الشخص وآثارته لينقطع عن الحق يتوجه نحو الباطل.
حيث اعتبر بعض المفسّرين أنّها تعني - فقط - أنغام الموسيقي الشهوانية المثيرة، والأغاني المبتذلة، ولكن هَذا المعنى يتسع حتى يشمل جميع البرامج الدعائية التي تقود للإِنحراف والتي تستخدم - عادة - الأجهزة الصوتية وَالسمعية.
لهذا فإنَّ أوّل برامج الشيطان هو الإِستفادة مِن هذِهِ الأجهزة.
هَذِه القضية تتوضح في زماننا هَذا أكثر، لأنَّ عالمنا اليوم هُوَ عالم الأمواج الراديوية، وَعالم الدعاية والتبليغ الواسع، سواء كان على الصعيد السمعي أو البصري.
حيثُ أنَّ الشياطين وأحزابهم في الشرق والغرب يعتمدون على هَذِه الأجهزة وَيخصصون قسماً كبيراً مِن ميزانيتهم للصرف في هَذا الطريق حتى يستعمروا عبيدالله، وَيُحرفوهم عن طريق الحق والإِستقلال، وَيزيغوا بهم عن طريق الهداية والإِيمان والتقوى، وَيجعلون مِنهم عبيداً تابعين لا حول لهم وَلا قوة.
https://telegram.me/buratha