الصفحة الإسلامية

الإمام الكاظم: حوادث الكون سبعة!

1411 2021-03-09

 

أمل هاني الياسري ||

 

زيارة مقدسة قادمة، وحمائم تستعد لتنفض أجنحتها، معلنة مصير شمس مغيبة، عذبت في ظلمة المطامير وقعر السجون، فبعد رطبات عشر مسمومة بلغت الروح الحلقوم، وسيكون اللقاء على جسر الرصافة، فهاهوالإمام الكاظم عليه السلام يقول: (حوادث الكون سبعة : قضاء، وقدر، وإرادة، ومشيئة، وكتاب، وأجل، وإذن، فمَنْ زعم غير هذا فقد كذب).

قضاء كريم مكتوب على أهل البيت، (عليهم السلام أجمعين) إمتثالاً لأمره تعالى، فتصدوا لمواجهة الظلم، منذ أن خلقوا في الأصلاب الطاهرة، وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، وصبروا على ما أصابهم لأجل الدين، إيماناً منهم بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقد بلغوا مقاماً محموداً لم يبلغه سواهم، فلنعم عقبى الدار.

قدر محتوم كُتب على إمام الهدى، موسى الكاظم (عليه السلام) يوم وضع سجانه السندي عليه اللعنة، رطباً مسموماً فأكل عشر رطبات، فقال الملعون: زد على ذلك، فرمقه الامام وأجابه: (حسبك قد بلغتَ ما تحتاج إليه)، ومع أقسى انواع التكبيل والتضييق، قُدر لأبي الرضا أن يرحل محتسباً عند الله، فلعنته على الظالمين.

إرادة غيبية، بأن يخترق حب الإمام الكاظم (عليه السلام)، قلوب أعدائه القريبين من هارون اللارشيد، فيتشيعون محبة منهم له، وما شاهدوه من زهد ونسك وتقوى، وهو في قعر السجون، وكيف لا؟ وهم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، بيت أذهب الباريء عز وجل، عنه الرجس وطهرهم تطهيراً، ومنهم راهب بني هاشم.

مشيئة إلهية، أن يكون الإمام كاظم الغيظ بعيداً عن أهله ووطنه، ليحاصره بني العباس، الذين زعموا أنهم قدموا إعتذاراً للنبي (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، بأن وجود أبي الرضا بين ظهراني الأمة سبب للفرقة، لذا فإعتقاله إنما هو حذر وحيطة، من أعداء خلافتهم البائسة، فأين هي قصورهم من قبابه الذهبية؟

 كتاب موقوت أرسله الإمام موسى بن جعفر، لأنصاره طيلة إنتقاله من سجن لأخر، مبيناً لهم خوف بني العباس، من زوال حكمهم، وكشف زيفهم وظلمهم، فظنوا أنهم أنهوا أمره، فحاصرهم بهيبته وصبره، فروى بشموخ قصة سجين راهب علوي، في يوم شهادته تتجدد البيعة لآل محمد، وتستعيد الأمة صرخات: هيهات منا الذلة.

أجل معلوم إعلاء لكلمة الحق ضد الباطل، كان يدركه الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وأن إستشهاده يوم ذكرى لتجدد أحزان آل محمد (صلواته تعالى عليهم)، لذا تزحف الملايين المؤمنة الهادرة، صوب كعبة الصبر والزهد، لتحيي شعيرتها المقدسة في الكاظمية، بوصفة روحانية مازالت الأفلاك والأملاك تحرسها، لأنها من تقوى القلوب.

إذنٌ مدون في الخامس والعشرين من رجب، وعمر شريف يناهز الخامسة والخمسين، قضى أكثر من نصفها تحت وطأة السجن والتعذيب، لكنه كان مستمراً بدوره الكبير، للحفاظ على سلامة الخط الجعفري، الذي يخافه خلفاء بني أمية والعباس، فأهل البيت رايات عملاقة أرهبت، وما تزال ترهب الطغاة، فزمن الإمامة يتطور، وزمنهم يتدهور.

أيها الزاحفون الى مدينة الكاظمين الجوادين (عليهما السلام): حسبكم أنكم أجدتم عزاؤه رغم الإرهاب، وطوبى لكم هذه الشعائر، والخدمة، والموالاة لسابع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فقد كذب مَنْ زعم أن الإمام الكاظم مات، بل التأريخ يستمد مجده منه، فهو ملك تزاحمت الملوك على بابه، فإنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك