الصفحة الإسلامية

صوت العدل والانسانية

1377 2021-02-25

 

قاسم الغراوي ||

 

لازلنا نحن العرب والمسلمين نفتخر بماضينا ونحن متخلفين ، ونباهي الامم برسالة الاسلام وبتاريخ اجدادنا العظام الذين سجلوا لنا التاريخ وتركوا فيه بصمة واثرا للعالم ،واهملنا ان نمد وشائج نسبنا وابداعنا واكتشافاتنا وان نمعن في قراءتنا مابين سطور التاريخ لنكتشف ولو شيئا نزيرا مما اكتشفه الغرب في حضارتنا وشخصياتنا الاسلامية وديننا الحنيف

انقطع المسلمون في الوقت الذي تواصل الغرب مع تراثنا وانشا مراكز البحث لدراسة مؤلفات وسيرة الشخصيات الاسلامية وماقدمته من خدمة انسانية للفرد والمجتمع .

قبل اقل من عقدين  اعلنت الامم المتحدة وبكل فخر ان لجنة حقوق الانسان في نيويورك اصدرت قرارها التاريخي  عام 2002 م والذي نصه:(يعتبر خليفة المسلمين علي بن ابي طالب اعدل حاكم ظهر في تاريخ البشرية ) مستندة بوثائق شملت 160 صفحة باللغة الانكليزية .

وبعد مرور عدة اعوام اعلنت اللجنة القانونية في الامم المتحدة بعد دراسات طويلة قامت بطرح قول الامام في رسالته لوالي مصر مالك الاشتر:(يامالك ان الناس صنفان: (اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) وعرض للتصويت وصوتت عليه جميع الدول واعتبر احد مصادر التشريع .

وفي مكتبة الكونغرس الامريكية بواشنطن يوجد كتاب Los history (خسارة التاريخ) للمؤلف الامريكي المعاصر (ميشيل هاملتون مورغان) ستجد الاعجاب الكبير لهذا الكاتب بالسياسة الحكيمة لشخص الامام علي كون المؤلف اطلع على رسائله ووصاياه التي حررها الى ولاته في الامصار الاسلامية والتي يؤكد فيها على الجوانب الانسانية مؤكدا ان يعاملوا المواطنين من غير المسلمين بروح العدل والمساوات في الحقوق والواجبات وتطرق الى العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وهذا انعكاسا لسلوكيات الخليفة المؤطرة بفضائل الاخلاق التي اهلته للدخول في تاريخ الانسانية من ابوابه العريضة .وكتب الباحثون مؤلفات ودراسات عن هذه الشخصية التي تجسدت فيها معالم الاسلام الحقيقية والقيم الانسانية في التعامل مع الرعية.

هذا هو الغرب لكننا لو استوقفنا طالبا في اية مرحلة وفي اي دولة عربية ونساله عن علي بن ابي طالب فان جوابه سيكون :(ابن عم الرسول وزوج فاطمه بنت الرسول ورابع الخلفاء الراشدين ومن العشرة المبشرة بالجنة وكان رجلا شجاعا) وكفى . من المؤسف حقا ان لا يطلع العرب المسلمين على هذه الشخصية الفكرية والانسانية الملمة بجوانب الحياة .

ورغم  محاولة الاسلام الاموي في طمس معالمه من خلال سب الامام علي على المنابر ستين عاما ومصادرة مناقبه الا انه ظل حقيقة وحبا واثرا  وقدوة ومشعلا للانسانية وذكرى في قلوب المحبين والناصرين والمؤيدين يتناقلون فضائله  على مر التاريخ وكان قدوة في الدين والدنيا ، قبس من نفس نبينا محمد (ص) تجسدت في عقلية ومعرفة لايعرفها الا من زقه العلم زقا ، كيف لا وهو مدينة العلم وعلي بابها ، كيف لا وهو مع الحق والحق معه كيف لا وهو بمنزلة هارون من موسى ،كيف لا والفضل فيما شهدت به اعداءه وخصومه والقريب والبعيد والموالي والمبغض ويبقى السؤال الحائر الذي يبحث عن جواب طيلة اكثر من الف واربعمئة عاما ولحد الان ماالمكروه في ولادته وسبقه للاسلام وبطولته وتضحياته وخلافته وحكمته وبلاغته ومعرفته وايمانه الا يدعوا ذلك للفخر لجميع المسلمين لانه لم يخلق الا لجميع المسلمين من اجل رفعتهم وعزتهم ، فمتى يبطل المرجفون ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك