ضياء ابو معارج الدراجي ||
الطاهر طاهر والنجس نجس.قبل ان اتكلم عن هذه الشبهة عنوان مقالنا اعلاه لا بد ان اعرج عن ولادة نبي الله موسى عليه السلام من ايات القرأن الكريم حيث قال تعالى
{وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (٨)} [القصص]
اوحى الله الى ام موسى ما مضمون الاية اعلاه وهي لم تكن نبي ولا مرسل لذلك نفهم ان الله يوحي الى غير الانبياء وايضا حفاظا على حياة النبي المرسل من القتل بعد ان ظهرت علامات النبوة في الارض والتي تؤكد نهاية حكم فرعون ونفس هذه الحالة تنطبق على السيدة مريم و ولدها عيسى عليهما السلام.
ثم قال تعالى
{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠)} [القصص]
ان الله ربط على قلب ام موسى حتى لا يفتضح امره ويقتل كونه ولد يهودي يحمل نبؤة فناء ال فرعون بعد ظهور العلامات التي اكتشفها كهنة المعبد وكذلك الام لا تستغني عن ولدها ابدا او تفرط به وكذلك وصفه لها بالايمان اي انها غير مشركة
ثم قال تعالى
{وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (١٢)}[القصص]
وهنا رب العالمين يبين تحريم ارضاع الأنبياء من قبل الكفار و المشركين لذلك كان تدبير امره ان يعود موسى علية السلام الى امة المؤمنة في زمن الكفر والاشراك والمراضع الانجاس اما اسيا عليها السلام كانت حاضنة مؤمنة لكنها لا تدر الحليب والمراضع كانت مشركات في قصر فرعون
حيث قال تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (٢٨) [التوبة]
حيث وصف الله سبحانه وتعالى المشركين بالجنس وحرم اقترابهم من المسجد الحرام وحرمة الاقترب تشمل المشرك بدنه وما يخرج منه واعماله بمعنى اي شيء يصدر من المشركين فهو نجس نطفهم مراضعهم ارحامهم لباسهم طعامهم عدى أهل الكتاب طبعا {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم} (سورة المائدة الآية ٥)،
لقد سنن الله احاكمة على السموات والارض وعلى كل شيء، كالجبال والبحار وغيرها، لا تتبدل ولا تتحول؛ {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} (سورة فاطر، الآية:٤٣)،
والسنن الحاكمة والمهيمنة على الجبال، ذاتها الحاكمة على البشر، وما على الانسان إلا ان يسير وهدى تلك السنن فلا يبدل الله سننه ولا يغيرها عبر العصور و هذا أساسا ثابت.
فكيف تريدون من العقل ان يصدق أن اطهر الانبياء وافضلهم وخاتمهم خلق من نطفة كافر ونبت في رحم كافرة و رضع من ثدي كافرة وكفله كفار وان عائلته كانت كافرة نجسة!!!!!!. بينما الله اعلمنا بنصوص قرانية انه حرم لبن المراضع المشركة به على نبيه موسى عليه السلام ورده الى امه لترضعه بلبن صدرها الطاهر، فكيف نصدق ان نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم قد رضع لبن امراة كافرة نجسة ونبت لحمه من حليبها والله لا يبدل سننه وهذه الحكمة في بقاء امهات الانبياء والصالحين المؤمنات بالله الواحد الاحد احياء حتى فطامهم ومنهم ام السيدة مريم عليها السلام توفت بعد ٦ سنوات من ولادتها. فهل يصح ان ننسب الكفر لوالدي رسولنا محمد صلى الله عليه واله وسلم وهو افضل واطهر من كل الأنبياء والرسل ((قال الله عز وجل :يا ملائكتـي ويا سـكان سماواتي، إني ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحية، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور، ولا بحرا يجري، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة، الذين هم تحـت الكساء، فقال الأمين جبرائيل يا رب ومن تحت الكساء، فقال عز وجل : هم أهل بيت النبوة ومعـدن الرسالـة، هم فاطمة و أبوها، وبعلهـا وبنـوها، فقال جبرائيـل : يا رب أتـأذن لـي أن أهـبط إلى الأرض، لأكون معهم سادسـا ؟ فقال الله :نعم، قد أذنت لك، فهبط الأمين جبرائيـل وقال : السلام عليك يا رسول الله، العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك :وعزتي وجلالي، إني ما خلقت سمـاء مبنية، ولا أرضا مدحيـة، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة ، ولا فلكا يدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسري، الا لأجلكم و محبتكم).
فهل من المعقول ان هؤلاء الخمسة احباب الله سبحانه تعالى الذي خلق من اجلهم الكون ينبتهم من اصلاب وارحام ونطف نجسة من مشركين وهو يقول عن المشرك نجس في كتابه الكريم وقوله تعالى : {الذي يراك حين تقوم (١١٨) وتقلبك في الساجدين (١١٩)}[الشعراء]) قيل:معناه إنه كان ينقل روحه من ساجد إلى ساجد، وبهذا التقدير فالآية دالة على أن جميع آباء محمد صلى الله عليه وآله وسلم كانوا مسلمين.
لذلك ان هذه الشبهات والقصص التي تكفر اهل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتطعن في إيمان اهله وقصة مرضعة النبي ما هي الا دس من قبل اليهود والنصارى في تراثنا الاسلامية الغرض منها انكار نبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم والتقليل من شأنه ومن شأن عائلته المؤمنة الموحدة بالله ولانه اعظم من انبياء بني اسرائيل جميعا واطهر منهم وتلاقفتها من بعدهم كتب واقلام من حرفوا الدين الاسلامي بعد سقيفة بني ساعدة و نشروها على انها تاريخ النبي واهله عليهم افضل الصلاة والسلام.
نبدأ بشبهة ذبح عبدالله ابن عبد المطلب عليهما السلام وقصة النذر عن الاولاد العشرة المكذوبة على تاريخ هذه العائلة المقدسة.
قبل ان نتكلم عنها لا بد ان نتحدث عن السبب الذي اراد به عبد المطلب ذبح ولده عبدالله عليهما السلام..حيث اوحى الله الى عبدالمطلب في المنام مكان بئر زمزم الذي اخفاه الله عن البشرية لان ظهوره من جديد هو احدى علامات اقتراب ولادة نبي الامة محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام ،كما حاول الكثير البحث عن هذا البئر قبل ذلك لكن دون جدوى واراده الله ان يكشفه عبدالمطلب عليه السلام و تتكرر من جديد في قصة ذبح إسماعيل من قبل ابيه ابراهيم عليهما السلام وقضية الفدية بالذبح العظيم اضحية الكعبة المشرفة.
وانما كانت قضية ذبح عبدالله من قبل ابيه عبد المطلب عليهما السلام هي وحي من الله كاضحية للكعبة المشرفة واكتشاف بئر زمزم من جديد.
روي عن الامام الرضا (عليه السلام) عن معنى قول النبي (صلى الله عليه وال وسلم ) "أنا ابن الذبيحين": و كانت لعبد المطلب خمس سنن أجراها الله عز و جل في الإسلام ... و لو لا أن عبد المطلب كان حجة و أن عزمه على ذبح ابنه عبد الله شبيه بعزم إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل عليهم السلام جميعا لما افتخر النبي صلى الله عليه واله وسلم بالانتساب إليهما لأجل أنهما الذبيحان في قوله (علية السلام) "أنا ابن الذبيحين". و العلة التي من أجلها رفع الله عز و جل الذبح عن إسماعيل هي نفس العلة التي من أجلها رفع الذبح عن عبد الله و هي كون النبي و الأئمة المعصومين(عليهم الصلاة السلام) في صلبهما فببركة النبي و الأئمة (عليهم الصلاة السلام ) رفع الله الذبح عنهما بذبح عظيم.
هذا الذبح كان مقدر له ان يجري على الامام الشهيد الحسين عليهم السلام ذبيح الله في كربلاء على يد طغاة عصره لتصحيح مسار الامة بدمه بعد انحرافها عن الحق منذ يوم السقيفة.. فكان امامنا الحسين هو الذبح العظيم المذكور في القران الكريم الذي ينكره النواصب وكما قال رسول الله صلى الله عليه والله وسلم (حسين من وانا من حسين)اي ان حسين ولده من علي ابن عمه وفاطمة ابنته عليهم السلام و لولا تضحية الحسين عليه السلام القادمة في معركة الطف لما ولد النبي علية افضل الصلاه والسلام وهو الذبح العظيم الذي فدى اسماعيل وعبدالله عليهم السلام ومن اصلابهما الطاهرة.
وان قصة نذر عبدالمطلب للاولاد العشرة بذبح احدهم للوفاء به كما دست في تاريخنا الاسلامي لم تكتمل لحظة الذبح حيث ان العباس والحمزة اولاد عبد المطلب لم يكونوا مولودين بعد واعمارهم كانت أصغر من عمر نبي الامة محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة السلام او هي مقاربة له ما بين سنة وسنتين او ثلاث لان زواج عبدالله بن عبد المطلب من امنة بنت وهب عليهما السلام كان بعد ١٠ سنوات من حادثة الذبح لذلك لا تصح قصة النذر بالذبح بقصد ولادة عشرة اولاد لعبد المطلب عليه السلام وغير واقعية لعدم اكتمال ولادة العشرة.
كما ان أصحاب السيرة والتاريخ قالوا كان يوم ولادة عبد الله بن عبد المطلب عليهما السلام يعلم به جميع أحبار الشام؛ وذلك أنه كانت عندهم جبة صوف بيضاء، وكانت الجبة مغموسة في دم يحيى بن زكريا، وأنهم وجدوا في كتبهم: إذا رأيتم الجبة البيضاء والدم يقطر منها فاعلموا أنّ أبا النبي العربي المصطفى قد ولد في تلك الليلة، وقدموا بأجمعهم إلى الحرم المكي وأرادوا أن يغتالوا عبد الله، فصرف الله عنه شرهم ورجعوا إلى بلادهم خائبين.
كما ان عبد الله يخبر أباه عليهما السلام بما يرى من العجائب، فيقول: يا أبت إني إذا خرجت إلى بطحاء مكة وصرت على جبل، فيخرج من ظهري نوران إحداهما يأخذ شرق الأرض والآخر غربها، ثم هذين النورين يستديران حتى يصيران كالسحابة، ثم تنفرج لهما السماء فيدخلان فيها، ثم يرجعان إليّ في لمحة واحدة، وإني لأجلس في الموضع، فأسمع فيه من تحتي: سلام عليك أيها المستودع ظهره نور محمد صلی الله عليه وآله وسلم، وإني لأجلس في الموضع اليابس أو تحت الشجرة اليابسة، فتخضّر وتلقي عليّ أغصانها، وإذا قمت عادت إلى ما كانت، فقال له عبد المطلب: أبشر يا بني فإني أرجو أن يخرج من ظهرك المستودع المكرّم، فإنا قد وعدنا ذلك، وإني رأيت قبلك رؤيا تدل على أنه يخرج من ظهرك أكرم العالمين.
بعد تلك الاحاديث والسير لا يمكن ان يصدق العقل والمنطق ان ابا النبي الاكرم صلى الله عليه والله وسلم وجده وعمه كانوا مشركين كفرة وغير موحدين بالله فيما عدى ابو لهب لنزول أية قرآنية صريحة فيه، ولا يمكن كذلك ان نصدق بان ام النبي الاكرم كافرة فكيف للطاهر ان يخرج من نجس والعياذ بالله وهو ينمو في احشائها ٩ شهور عليهما افضل الصلاة والسلام ويتغذى مما تاكل وتشرب ويختلط دمه بدمها.
اما الشبهة الثانية هي شبهة ارضاع النبي الطاهر محمد علية وعلى اله افضل الصلاه والسلام من حليب صدر كافرة وهي موصوفة بالقران الكريم بالجنس وكل ما يصدر منها نجس فكيف للطاهر ان ينمو لحمه من حليب نجس .
ولنزيح الغمام عن هذه الشبهة لابد ان نتحدث عن حادثه اغتيال والد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم في يثرب ودس السم له من قبل اليهود لانهم يعلمون ان نبي اخر الزمان من نسله لذلك مرض عليه السلام من اثر السم ودفن في يثرب ذات الاغلبية اليهودية بعد عودته من التجارة في الشام وهو بعمر ٢٥ عام .
عندما علموا اليهود بحمل امنه بنت وهب عليها السلام حاولوا مع زرقاء اليمامة الوصول لها لقتلها،
و زرقاء اليمامة يهودية ذات بصيرة وكهانة وعندها علم من التوراة بمبعث النبي العربي الذي يقضي على آمالهم و ليس من العقل ان تكون زرقاء اليمامة ترى بعينها على بعد مسيرة ثلاثة ايام فهذا يناقض كروية الارض بغض النظر عن الهضاب والجبال والغبار كانت زرقاء اليمامة سيدة قومها لجبروتها واستبدادها وقتلها لمن يخالف امرها او يعارضها وقد كانت ذات ابل واموال وجواهر هائلة علمت الزرقاء بقرب مولد النبي العربي و استشارت الكاهن سطيح واخبرته بعزمها قتل آمنة عليها السلام وهي حامل بالنبي صلى الله علیه وآله وسلم فأخبرها سطيح انه محال فمعه الاملاك والافلاك و هو يقصد ان النبي محروس بربه والملائكة
ولكنها اصرت وذهبت لمكة واغدقت الاموال على الناس وقابلت عبدالمطلب وابو طالب وهنأتهم بالنبي القادم (مكر) ثم قامت بالبحث عن آمنة فاخبروها بانه محظور على الجميع مقابلتها سوى اقربائها و ماشطتها (ماشطة شعرها) فذهبت زرقاء اليمامة الى الماشطة و اغدقت عليها الهدايا وأغرتها بعشرون جمل محمل ان هي نفذت امرها في آمنة و كان اسم الماشطة تكنا و لكنها رفضت فزادتها الزرقاء بعدد الجمال فوافقت تكنا بشرط ان تعرف حيلة الخلاص من بني هاشم اذا سمعوا صوت امنة فطمئنتها الزرقاء و قالت سأعمل وليمة وانحر الابل والبقر واجمع الناس وامنح الجميع الخمر وتضرب الدفوف حتى لا يسمع احد صوتها فاستأمنت تكنا للخطة فاعطتها الزرقاء خنجر مسموم بسم سريع المفعول اشترته بغالي الاثمان فاخذته تكنا وذهبت لآمنة فقالت آمنة :
هل سبق وزجرتك او آذيتك لتتاخري عني
فقالت لا يا مولاتي
فاعطتها ظهرها لتمشط شعرها
فاخرجت الخنجر فضرب يدها جبريل عليه السلام فطار الخنجر بالجدار فصاحت آمنة ووقعت تكنا مغشيا عليها!
فاقبل جده وعمه عليهم السلام ولم يعلموا بموضوع الزرقاء حتى افاقت تكنا واخبرتهم فركبوا خيلهم ولكن بعد ان هربت الزرقاء.
هذه قصة زرقاء اليمامة التي يفاخر بها البعض ويضرب بها المثل و كم من شخصية قبيحة حسّنها تاريخنا المخطوف وجعل منهم شخصيات مثالية و حتى في وقتنا الحاضر كم و كم شخصية تلمع و الله الواحد أعلم بخفايا النفوس و إن كان في الظاهر يبدو كالحمل الوديع .
لذلك بعد حادثة زرقاء اليمامة وعند ولادة النبي الاكرام صلى الله عليه واله وسلم كان لا بد من حمايته من مكر اليهود فهاجر مع امه بحماية نفر من فرسان بني هاشم الى ديار بني سعد بامر من الوصي عبدالمطلب عليه السلام وسرية تامة ليكون بحضانة حليمة السعدية وزوجها وولد من اولادهما وبحماية بني سعد بسبب التحالفات العشائرية بين هاشم وبني سعد بالضبط كقصة موسى علية السلام حين اصبح بحضانة اسيا زوجة فرعون وحمايتها.
اما قضية ارضاعة فكانت عن طريقة امة امانة بنت وهبة عليها السلام كما حصل مع موسى عليه السلام بالضبط تحضنه اخرى وترضعه امه فلا يمكن ان ينمو لحم الأنبياء على حليب نجس غير طاهره ولم يكن حنان ام موسى على ولدها اعظم من حنان امنة على ولدها النبي عليهما السلام وتستسهل فراقة وخصوصا ان الانبياء يصعب فراقهم وهذا ما يعيدنا الى قصة عمة نبي الله يوسف عليها السلام عندما اتهمته بسرقة حزام نبي الله اسحاق عليه السلام حتى يكون عبدا لها وتكفله في بيتها من شدة حبها له حتى كبر.
لم تعلم حليمة السعدية بما حل في بيتها من نعمة فقد تحسنت الاوضاع المعاشية وزاد الزرع والضرع والانعام و شاهدت علامات عجيبة من هذا الرضيع وامة لذلك توجهت الى بعض كهنة اليهود تسالهم عن حال ولدها هذا وعندما علموا منها تلك الآيات قالوا ان هذه علامات نبي لكنه يتيم الاب وانت زوجك حي لذلك كتمت امرها ورجعت الى بيتها وهنا بداء اليهود بمحاولات خطف النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم من بني ساعدة بعد ٤ اعوام من اخفائه هناك لذلك هاجرة النبي وامة امنة عليهما السلام الى يثرب هربا من بطش اليهود بعد كشف امره في قبيلة بني ساعدة وتوفيت امه في يثرب بعد ان بلغ السادسة من العمر ليعود الى كفاله جده عبدالمطلب وحمايته وبعد عامين يكفله عمه عبدالمطلب والد امير المؤمنين علي عليه السلام.
ولم يذكر لنا التاريخ بعد ذلك لقاء واحد بين محمد صلى الله عليه واله وسلم مع حليمة السعدية خلال عمره الشريف الا لقاء واحد يوم معركة خيبر في السنة السابعة للهجرة يوم اعلنت اسلامها مع زوجها وكان عمر النبي الشريف ٥٦ عاما اي انه قطع بامه من الرضاعة ٥٢ عام وهذه ليست من صفات ولا اخلاق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهو ليس بقاطع رحم وهذا دليل كافي على انها لم ترضعه ولم تكون امه في الرضاعة وتم استخدام هذه الشبهة لاخراج احاديث مكذوبه لصقت بها كذبا عن رسول الله صلى عليه واله وسلم.
لذلك في مقالي هذا اردت ان اوضح كل تلك القصص المكذوبة والدخيلة على تراثنا الاسلامي من الدس اليهودي بعائلة النبي واصلابه عليهم افضل الصلاة والسلام للنيل منه ومن طهارته وعصمته و ايصال فكرة خبيثة بان النبي انسان عادية يخطي ومن اسرة كافرة وليس كالانبياء الذين قبله ولا ضرر ان يخلفه انسان عادي مخطئ و من الزنات وابناء الزنات من ذوي الاصلاب النجسة ليبعدوا احقية اهل البيت عن خلافة جدهم وعائلتهم الطاهرة المطهرة من ابراهيم علية السلام الى الامام الحجة عجل الله فرجه وسهلة مخرجه الذين يعتبرون اليهود من أعداء الاسلام الحقيقي، ولا نستبعد ابدا ان اليهود قد جندوا شخصيات صحابية لسلب ذاك الحق وتحوير الدين الاسلامي بعد وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم كما حدث في قصة السامري وعجله بعد غياب موسى علية السلام ولا اريد ان افصح عن سامري المسلمين وعجلهم في حادثة السقيفة والناس مشغولين في تجهيز خاتم الانبياء عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام الى قبره، وكذلك لدينا مثيلاتها من القصصة الحقيقية في وقتنا الحاضر عندما اصبح جاسوس امريكي رئيسا للاتحاد السوفيتي وفككه الى دويلات صغيرة ضعيفه.
وللاسف هذه القصص يتناقلها علمائنا الاسلاميين من كل الطوائف بدون بحث وتحميص وتنسخ في عقول الاجيال الاسلامية عبر العصور ،الا القله النادرة التي وسع الله ادركها وعلمها بكشف الحقائق والملابسات والاكاذيب .فلا يمكن ان تبنى طهارة على نجاسة ابدا.
ومن الله التوفيق
https://telegram.me/buratha