🖋️🖋️ محمد شرف الدين||
لما كان أفراد أي مجتمع يعيش العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، بل أن بعض النظريات الاجتماعية ذهبت إلى أن الإنسان إجتماعي بطبعه الأولي، وهذا ما دفع الدين الإسلامي الأصيل إلى ذكر بعض التوجيهات والتعاليم الشرعية لتنظيم تلك العلاقات التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد ،
ففي أية واحدة ذكر الحق تعالى ، ثلاثة توجيهات في مجال تنظيم هذا النوع من العلاقات ، وهي الآية الكريمة
" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"
فالأمر الأول: عدم السخرية من الاخرين .
حيث أنّ القرآن المجيد اهتمّ ببناء المجتمع الإسلامي على أساس المعايير الأخلاقية فإنّه بعد البحث عن وظائف المسلمين في مورد النزاع والمخاصمة بين طوائف المسلمين المختلفة ، ذكر عدة معايير لدفع الخصومات ، والتي منها معيار ينفي أصل الخصومة وهو " عدم السخرية والاستهزاء " الذي يؤدي للاستعلاء على الاخرين ، وعدم فتح المجال لهم في ابدأ اراءهم وتقديم مقترحاتهم للعمل لاسيما إذا كان في سبيل الحق تعالى .
والأمر الثاني : عدم اللمز " ولا تلمزوا أنفسكم "
كلمة "تلمزوا" هي من مادة "لَمْز" على زنة "طنز" ومعناها تتّبع العيوب والطعن في الآخرين، وفسّر بعضهم الفرق بين "الهمز" و"اللمز" بأنّ "اللمز" عدّ عيوب الناس بحضورهم، و"الهمز" ذكر عيوبهم في غيابهم، كما قيل أنّ "اللمز" تتبّع العيوب بالعين والإشارة في حين أنّ "الهمز" هو ذكر العيوب باللسان ، والطريف أنّ القرآن في تعبير "بأنفسكم" يُشير إلى وحدة المؤمنين وأنّهم نسيجٌ واحد، ويبيّن هنا بأنّ جميع المؤمنين بمثابة النفس الواحدة فمن عاب غيره فإنّما عاب نفسه في الواقع!.
وأما الأمر الثالث: حرمة الألقاب السيئة
هناك الكثير من الأفراد الحمقى قديماً وحديثاً، ماضياً وحاضراً مولعون بالتراشق بالألفاظ القبيحة، ومن هذا المنطلق فهم يحقّرون الآخرين ويدمّرون شخصياتهم وربَّما انتقموا منهم أحياناً عن هذا الطريق، وقد يتّفق أنّ شخصاً كان يعمل المنكرات سابقاً، ثمّ تاب وأناب وأخلص قلبه لله، ولكن مع ذلك نراهم يرشقونه بلقب مبتذل كاشف عن ماضيه!
الإسلام نهى عن هذه الأُمور بصراحة ومنع من إطلاق أي إسم أو لقب غير مرغوب فيه يكون مدعاةً لتحقير المسلم...
وعلى هذه الأمور ينبغي السير بين أوساط المجتمع الإسلامي بصورة عامة - كما في المؤسسات أو البيوت أو المراكز أو الجامعات أو البلدان بصورة عامة - .
ـــــــ
https://telegram.me/buratha