🖊️🖊️ محمد شرف الدين ||
" فجعل الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك ........."
في هذا المقطع من تلك الخطبة التبليغية التوجيهية لعامة الناس ،تشير السيدة الطاهرة الى الجانب التطبيقي " النظام الاستراتيجي " لهذا الدين القويم، لانها قد بينت الرؤية الكونية الالهية لهذا الكون ، فكان لابد من بيان الجانب العملي والتطبيقي او الاستتراتيجي للدين الاصيل. فشرعت سلام الله عليها بهذه العبارة التي تنص على ان العلي القدير بحكمته وعدله ، جعل الايمان بالرؤية الكونية الالهية - اي الايمان بان الخالق واحد وكذلك المدبر في هذا العالم واحد والحاكم فيه واحد .
هذا بالنسبة للاصل الاول من الرؤية الكونية الالهية ،وكذلك الايمان والاعتقاد ببقية الاصول - فهذا الايمان ما هو الا وسيلة من وسائل التنظيف والترقي بالانسان من حالة قد نبذتها النفس البشرية بفطرتها وبابعادها التكوينية ، اذ ان النفس البشرية ترفض الخضوع والتذلل لاي شيء وان كان لا يستحق الخضوع فتراها تبحث عن ما يسكنها ويدفع عنها الخوف والضرر ،وهذا ما تجده عند الايمان بالحق تعالى، فيكون هذا الايمان تطهيرا وتنزيها عن ادران عبادة غير الحق تعالى ، لا سيما اذا رجعنا الى عبادة غير الله تعالى التي كانت منتشرة بين اوساط عرب الجزيرة ، بحيث نجد انهم كانوا يمارسون طقوسا تجلب الدرن والعار والخسة وعدم احترام الاخرين ،فضلا عن شربهم للخمر والنبيذ وما يلحقه من اوساخ مادية ومعنوية.
ثم جاء الاسلام الداعي الى الايمان بالحق تعالى حتى يبعد عنهم هذه الاوساخ والادران التي كانوا يعملون بها نتيجة اتباعهم تعاليم غير تعاليم الحق تعالى ، فكان " الايمان تطهيرا ـ لهم ـ من الشرك" ، وبعبارة اخرى لو رجعنا الى حياة تلك الاقوام نجد هناك بعض الامور التي تستقبحها النفس البشرية والحياة الاجتماعية ، من قبيل صفة " التكبر" التي كانت سائدة عند اغلب الناس وهي حب التسلط على الاخرين والتعالي على الاخرين من اصناف الناس الفقيرة وغيرهم ،فلذا تجد عندهم القتل والسرقة والتعدي على حقوق الاخرين مسالة قد اعتاد عليها الفرد في تلك الحقبة مع انه يرفضها لنفسه ، فلا يقبل ان يتعدى عليه من قبل الاخرين ولا يتكبر عليه وهكذا .
ويوجد درن اخر في الناحية الاقتصادية لهم ،فهم يحبون جمع المال والعبيد والنساء والاولاد ولكن بطرق ما انزل بها من سلطان ، فهم يسرقون ويغشون في تعاملاتهم الاقتصادية ويغزون الاخرين حتى يستولون على الاموال والولدان والنساء ، فعليه لابد من بيان علاجات لهذه الامراض الاجتماعية والادران المتعلقة بهؤلاء الناس ، فاخذت مولاتنا الزهراء سلام الله عليها بذكر مصاديق تطهير لهذه القبائح ، فقالت :
1- " الصلاة تنزيها لكم عن الكبر " .
2- " الزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق "
3- " والصيام تثبيتاً للإخلاص "
4- " و الحج تشييداً للدين "
5- " والعدل تنسيقاً للقلوب "
6- " والجهاد عزاً للاسلام "
7- " والصبر معونة على استيجاب الاجر "
8- " والامر بالمعروف مصلحة للعامة "
9- " وبر الوالدين وقاية من السخط "
ــــــ
https://telegram.me/buratha