🖋️🖋️ محمد شرف الدين ||
"... أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وإمناء الله على أنفسكم وبلغاؤه إلى الأمم...."
في هذا المقطع المبارك من كلام تلك المرأة الزاهرة في سماء العصمة، تشير إلى حقيقة الناس ، وما هو دورهم في الحياة الدنيوية ؟
أما الأمر الأول: حقيقة الناس
تقول سلام الله عليها " أنتم عباد الله ...."
فالحقيقة التي لا ينبغي الابتعاد عنها ولو للحظة واحدة هي كون كل فرد من أفراد الناس عبارة عن عبد ، وهذا تجسيد كامل للتسليم الذي يمثله العبد لسيده الذي يعيش بين يديه ، فليس للعبد أي رأي أو إرادة مختلفة لرأي أو إرادة السيد ، وفي نفس الوقت أن السيد هو المتكفل بأغلب الجوانب الحياتية والضرورية للعبد من قبيل توفير الأكل والشرب والملبس والمسكن......
ومن جانب العبد ينبغي العمل على وفق ما يريده السيد ،فلا يضع قدمه في مكان إلا برضا السيد ،
فهكذا ينبغي أن يكون كل واحد منا تجاه خالقه تبارك وتعالى .
أما الأمر الثاني : موقعيةالناس من الدين ،المشار له في النص المبارك .
" نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه....."
ومعنى " نصب" ما برز للعين ،أي المنصوب في مقابل العين ،وقالوا معنى " النصب" هو العَلم المنصوب .
وعليه يكون عندنا احتمالين :
١- أن الله تعالى نصبهم ووجه إليهم أوامره ونواهيه فهم منصوبون لتكليفه.
٢- أن الله نصبهم ليدلّوا على أوامره ونواهيه - حالهم حال العلامات الموضوعة في الطريق -.
وهناك أمر ثالث ، مفاده " المسلمون مبلغون عن الله تعالى "
وهذا يعني أن أفراد المجتمع الإسلامي يتحملون مسؤولية تبليغ تعاليم الدين الإسلامي وأحكامه ونظامه إلى بقية الأمم غير الإسلامية، وهذا التبليغ يتعدد بعدد الصور التي يحققها المجتمع ،
فتارة يتصدى الفرد المسلم للدعوة للدين الإسلامي من خلال شأنه الأخلاقي الفردي ، وبعبارة أخلاقية، ينبغي العمل على جهد النفس ،
وتارة أخرى يكون النظام الحاكم في المجتمع الإسلامي هو وسيلة التحرك والتصدي لما يحيكه الاستكبار العالمي ، فيكون النظام المعمول به نظاماً مبلغا إلى نظام الحكم الإلهي، والتوحيد في الحاكمية ،
جعلنا الحق تعالى من الدعاة لطاعته
ــــــــ
https://telegram.me/buratha